بالفيديو والصور.. "مضايا" السورية .. أطفالٌ محاصرون بين الموت بالرصاص أو الجوع

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

 

أعين تطلب المساعدة .. وأخرى تُحمل المجتمع الدولي مسؤولية صمته عن ما وصلوا إليه من حال.. وملامح وجوه شاحبة لأجساد تشبه الهياكل العظمية تنتظر الموت بين دقيقة وأخرى، لم يختلف فيها الطفل من الشيخ فكلها تعبر عن وضعاً مأساوياً وصل إليه أهالي "مضايا" السورية" بعد 7 أشهر من الحصار، الذي أدى إلى نقص المواد الغذائية.

ونبهت صور تم تداولها مؤخراً لأطفال وأهالي مضايا وهم يأكلون الأشجار، ولحم القطط والكلاب، إلى وضعاً كارثياً وأن هناك مدينة كاملة يعيش بها ما يقرب من 40 ألف مواطناً يتعرضون إلى الموت جوعاً إن لم يكن بالرصاص، في صورة جديدة تعبر عن سقوط الإنسانية.  

"مضايا" .. حكاية مدينة مات أهلها "جوعاً" بسبب الحروب

حروب وقصف وأسلحة نارية، يؤدون إلى اصابة هذا واستشهاد ذاك، لكن في "مضايا" كان الوضع يختلف، فلم يقتصر سبب موت الأهالي على الحرب والأسلحة فقط، في تلك البلدة السورية التي تتبع منطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق، والتي كانت تُعد مصيفاً رئيسياً هاماً في سوريا، ويعيش بها ما يقرب من 16.780 ألف نسمة، هذا بالإضافة إلى آلاف النازحين من الزبداني بسبب تداعيات الحرب الأهلية السورية ضد بشار الأسد.

وكانت "مضايا" من أولى القرى التي انتفضت ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وخرج أهلها في مظاهرات تنادي بإسقاط نظام الأسد، وهو ما أدى إلى قصفها من الجيش السوري في 13 يناير 2012، بالإضافة إلى معارك بين الجيشين النظامي والحُر، واقتحمها جيش الأسد النظامي بدعوى القضاء على الجيش الحر براجمات الصواريخ والقصف المدفعي العنيف، مما أدى إلى تدمير واسع في القرية ومقتل عدد من الأهالي، كما أدى إلى تدمير البنية التحتية، لينزح الأهالي من القرية، إلى أن عادوا لها بعد انتهاء المعركة وانسحاب الجيشين.

وخلال فترة الهدنة بين الطرفين ظلت القرية خاضعة لسيطرة بعض المجموعات فمرة كانت تقع بيد جبهة النصرة ومرة تقع بيد الجيش الحر مع شبه حصار مفروض على البلدة من قبل النظام السوري، فأحياناً ما كانت تحدث عدة ضربات بالدبابات والمدفعية للبلدة من جبل الكرسي عند حدوث نزاع بين الثائرين والنظام.

جيش يطمع في السيطرة .. ويمنع المساعدات الإنسانية عن المدينة

حاول الجيش السوري في الفترة الأخيرة العمل على ضم مضايا إلى سيطرة الدولة، وقد أدت هذه المحاولات المتكررة إلى تدمير الكثير من البنية التحتية في مضايا، ليحاصر بذلك الجيش النظامي المدينة منذ قرابة الـ 7 أشهر، حيث منع خلالها  سكانها من الخروج لجلب المواد الغذائية التي نفذت سريعًا مع اشتداد وطأة الحصار، كما مُنعت إدخال المساعدات الإنسانية لها، من المواد الغذائية والطبية والأدوية، هذا الحصار المستمر منذ يوليو العام الماضي جاء بالتزامن مع اشتداد القتال في الزبداني،  وهو ما دفع بعض أهالي الزبداني للهروب من القصف في الزبداني إلى الموت جوعًا في مضايا.

23 حالة وفاة بسبب الجوع.. وحرمان 20 ألف أسرة من أدنى مقومات الحياة

هذا وقد عاشت هذه المنطقة المحاطة بالجبال المغطاة بالثلج، تلك الصراعات منذ 2012 إلى أن تعرضت القرية إلى كارثة إنسانية تهدد حياة سكانها بسبب الحصار ونقص المواد الغذائية، مما أدى إلى وفاة بعض السكان، لينتظر الباقين دورهم إذا لم ينقذهم المجتمع الدولي.

23 حالة وفاة، هذا ما أعلنته منظمة أطباء بلا حدود، بينما أكد الأهالي أن عددهم وصل إلى 35 حالة بينهم 8 أطفال، وقد لفتت المنظمة في توضيح لظروف البلدة وتداعيات الوفاة بأنه لم يتم توزيع المواد الغذائية بها منذ 18 أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن الحصار يحرم أكثر من 20 ألف شخص من أدنى مقومات الحياة.

كارثة .. بعد تناولهم أوراق الأشجار .. الأهالي يأكلون لحم القطط  

وتجسيداً للمأساة التي يعيشها سكان المدينة في صورة لأبشع المشاهد التي تجسد قوط الإنسانية، عاش سكان "مضايا" على "أوراق الشجر" كطعام لهم خلال الفترة السابقة، إلى أن جاء فصل الشتاء لتكتسي تلك الأشجار بالثلوج بدلاً من أرواقها، حتى بحث الأهالي إلى مصدراً جديداً للطعام من خلال تناول لحوم "الكلاب والقطط"، كي يظلوا على قيد الحياة، فتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لأطفال مضايا يأخذون أوراق الشجر طعاماً لهم، بعد طبخه بالماء، كما تم تداول صوراً أخرى لأحد الأهالي يذبح قطة لتناولها كطعام أيضاً.

ويظهر في فيديو احد الأطفال والذي لم يتخطى الثمانية سنوات ليطلب طعاما من شخص كان يتحدث معه.





وفي فيديو آخر يظهر طفلاً نحيفاً عمره لا يتخكى الست سنوات، يتحدث كاشفاً أنه لم يتناول الطعام منذ 7 أيام وأنه جائع.



كما تم تداول فيديو أيضاً لطفل يصارع الموت، وبسؤال والدته قالت إنه لم يتناول الطعام منذ 10 أيام وأنها تناوله الماء والملح فقط



وبعد سبعة أشهر من الحصار، إلى أن أصبح الوضع كارثياً، أعلن النظام السوري عن موافقته، لإدخال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت إلى 3 بلدات سورية بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق، ليظل الأهالي محاصرين بالموت بين الرصاصات والجوع عاجزين عن الفرار، لوجود القناصة خارج حدود المدينة.