د. أحمد يونس يكتب: الحياة عندما تغدو كأفلام السينما الصامتة
■ غادة عـبد الرازق هى غادة عـبد الرازق. لا فـــائدة.
■ ■ ■
■ فى مطلع كـــل عام، أقول فى نفسى: السنة القادمة لابد أن تكون أفضل. أرجو ألا أكـون مخطئاً هذه المرة أيضاً.
■ ■ ■
■ الأغنية هى الشكل الفنى الأكثر تأثيراً فى العالم. لا أظن أن هناك من هم عـلى استعــداد لإثارة الجدل حول هذه القضية،طبعاً باستثناء أولئك الذين يعانون من أرتيكاريا الهرش تجاه كـل ما له عـلاقـة بالفنون أصلاً. بالمئات هى الأبحاث التى حاولت تفسير السلوك الاجتماعى فى مرحــلة تاريخــية ما من خــلال الأغانى التى انتشرت أثناءها. وقد خطر على بالى يوما أن من أدق التعاريف التى يمكن إطلاقها على الإنسان أنه حــيـوان يغنى. ما يعنينى هنا هو أنه ما من قــوة فى الوجــود على مدى التاريخ إلى الآن كان فى مقدورها،مهما بلغت من البطش أو الجبروت أو القدرة على الترويع، أن تمنع الإنسان من أن يعزف بأحباله الصوتية لحناً يعبر عن أحزانه أو أشواقه إلى العدل أو الحرية، أو يجسد عذاباته لحظة الإحساس بالعجز فى مواجهة ألم الأحبة أو فـــراق الراحلين الذين أدمنهم القلب. يكفى أن نتصور كيف يمكن أن يكـون الوضع، لو لم يكتشف الإنسان هذه القدرة السـحـرية فى حنجرته. كانت الحياة ستبدو كأفلام السينما الصامتة.
■ ■ ■
■ إذا كان الإخوان قد تغلغلوا تحت الجلد فى أهــم مفــاصل الدولة أثناء حكم العياط. بما فى ذلك ماسبيرو ووزارات التعليم والصحة والخارجية والشباب والرياضة والكهرباء والحكم المحلى، وهم مازالوا يمارسون إرهاب دودة البلهارسيا أو الإنكلستوما التى تمص دم الجسد، فإلى مـن تشير أصابع الاتهام فى بقائهم حتى هذه اللحظــة داخل شقوق الوطن؟ أتوقع أن البعض سوف لا يتورعون عن إلقاء المسئولية كلها على حكومة نوبار باشا فى مــنتصف القرن التاسع عشر.
■ ■ ■
■ لعميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، عبارة أكثر من بليغة لتلخيص الموقف الوطنى المستنير من الحملة الفرنسية التى مايزال الجدل حولها مشتعلاً، كأنها حدثت صباح اليوم. قال العميد: جاءت الحملة بالمدفع والمطبعة. ذهب المدفع وبقيت المطبعة. هناك مـن حاولوا تصوير الأمر على أنه صـراع حتى الموت بين العمائم والبرانيط. أما الموقف الوطنى المستنير، فلقد قذف بالطربوش أيضاً ليستريح كل أبطــال الحرب الكلامية المفتعلة. ضد الغزو العسكرى لبلاد الآخرين نعم. لكن، مع الأشجار التاريخــية أو الأزهار النــادرة التى امتلأت بها حدائق القاهرة، لتكون بمثابة الرئة لمــدينة خنقتها فظائع المماليك. ضد جنون السلطة عند الرجل المعقد نابليون بونابرت نعم. لكن، مع كتاب: وصف مصر الذى مازلنا نرجع إليه حتى الآن لنعرف الكثير من المعلومات عن أنفسنا. ضد مشاريع التوسع من جانب القــوى الكبرى فى كـــل العصــور نعم. لكن، مع الإبحار فى سماوات الحضارة المصرية القديمة التى حل ألغازها شمبليون من خــلال حجر رشيد. لا لأطماع المستعمر ونعم لأفكار الثورة الفرنسية التى بدأت تتسرب، على الرغم من معاداة أغــلب الأطراف لها. ربما إلى الآن. يـاريتنـا سـمـعـنا كلامـك!
■ ■ ■
■ كل ســنة وجميع أحبائى أقباط مصر بخير. كل ســنة والوطن واحد وقوى وعزيز وحـــر ومرفوع الرأس. كل ســنة و.... بين الناس المسرة. وعلى الأرض السلام.