حسام زيدان يكتب: الرحيل المباغت.. وداعًا "رامي قشوع"

الفجر الفني

بوابة الفجر

من ينسى رامي قشوع في "بطل من ورق"، ورفيع بيه في "الضوء الشارد"، وحربي في "خالتي صفية والدير".. ارتبطت تلك الشخصيات بالفنان الراحل ممدوح عبدالعليم الذي غيّبه الموت على نجو مفاجئ مساء الثلاثاء، إثر أزمة قلبية. فهو صاحب الأسرة المصرية عبر الشاشة الفضية، أبدع على شاشة السينما بأفلام تمثل علامات فى تاريخ الفن المصرى .


بطل من ورق ككل أبناء جيله.. فقد عبّر باقتدار عن حلم جيل كامل أن يصيروا أبطالاً حلموا أحلاماً صارت في النهاية هواء أو كارثة في قالب كوميدى محبب لكل الأعمار مما انطبعت معه صورة ممدوح عبد العليم فى أذهان الجميع أنه هو "رامي قشوع".

 

ثم يأخذنا في ملحمة صعيدية تعبر عن الفخر والعزة والكرامة والأنفة في دور رفيع بيه العزايزي الذي ملك لب الجميع في المسلسل الأشهر في تاريخ الشاشة الفضية، ومن قبله أخذنا في ملحمة أخرى في دوره الشهير على البدري بمسلسل ليالى الحلمية، ثم أدى شخصية المعلم صاحب السطوة مدمر أحلام الشباب فى فيلمه صائد الأحلام ، ثم دور الضابط الثائر فى فيلمه "كتيبة الإعدام"، أما فى فيلم "البرئ " فقد تجول بنا فى مجاهل عالم المعتقلات حيث لم نسمع عنه من قبل سوى بالروايات، جسده بعبقرية على شاشة السينما فى ملحمة تعتبر الآن من التراث المصرى .


لم يكن ممدوح عبد العليم مجرد محدثاً في المهنة أو موهوباً بالصدفة وإنما هو ترعرع فى برامج الأطفال بالإذاعة والتليفزيون وتتلمذ على يد المخرجة إنعام محمد علي، ثم المخرج نور الدمرداش الذي قدمه وهو طفل صغير في مسلسل "الجنة العذراء" مع الفنانة كريمة مختار – وفي عام 1980 بدأ مشوار التمثيل فعليا وهو شاب في مسلسل " أصيلة "  مع الأم كريمة مختار ثم توالت أعماله التليفزيونية تباعاً ثم بدأ مشواره السينمائى بالتمثيل بالسينما في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" عام 1983 .


وعن حياته الاجتماعية فهو متزوج من المذيعة شافكي المنيري، حصل على جائزة أفضل وجه جديد عن فيلم "قهوة المواردى" وعلى جائزة البطولة المطلقة في فيلم "الخادمة" من مهرجان الإسكندرية وعلى جائزة أخرى عن فيلم (العذراء والشعر الأبيض) – ورغم كثرة أدواره في السينما إلا أنه لم يحظ بنفس النجومية التي حصل عليها من التليفزيون .

أهم الأعمال التليفزيونية: "السيدة الأولى، الجنة العذراء، أصيلة، في قلب الليل، القاهرة والناس، صيام صيام، دعوة للحب، أخو البنات، الحب وأشياء أخرى، ليلة القبض على فاطمة، ليالي الحلمية، خالتي صفية والدير، جمهورية زفتى، شارع المواردي، الضوء الشارد، الكومي، المصراوية، السيدة الأولى"، وعن أهم أعماله السينمائية فكانت: "العذراء والشعر الأبيض، قهوة المواردي، ملائكة الشوارع، الحرافيش، البرئ، بطل من ورق، كتيبة الإعدام، سمع هس، الملائكة لا تسكن الأرض، رومانتيكا، بطل من ورق". 

 

ممدوح عبد العليم لم يكن مجرد فناناً أو مؤدياً لعدة أدوار على الشاشتين الصغيرة والكبيرة ، وإنما كان حالة متفردة في تاريخ السينما المصرية أثّر وشكل جزءً من وعى جيل كامل.