العين ومرض السكر

الفجر الطبي



هناك مثل شائع يقول: «العين مرآة الجسم» هو مثل ولكنه حقيقة. وفى السطور القليلة القادمة محاولة لتبسيط تأثير مرض البول السكرى على العين كجزء من الجسم وكيف يمكن التعرف على تشخيص مرض السكر من العين وما تأثير السكر على العين. المشكلة الأساسية فى مرض السكر ببساطة هى عدم وجود كمية كافية من الأكسجين فى الدم مما يؤدى إلى قصور فى جميع شرايين الجسم، خاصة العين والكلى والجلد والقدمين ولأى مريض بالسكرى لا بد من أن يقوم الطبيب الباطنى بالتنبيه على كيفية الحفاظ على هذه الأجهزة الأربعة بالذات لأن الوقاية هنا خير ألف مرة من العلاج.

وعلى ضوء نتيجة عدم وصول كمية كافية من الأكسجين للعين وخاصة الشبكية وهى الجزء الذى يشبه الفيلم الحساس فى الكاميرا، فإن هذه الأجزاء التى لا تصلها كميتها المطلوبة من الأكسجين لتقوم بوظيفتها وهى استقبال الصورة، تقوم كرد فعل عكسى لعدم وجود دم به أكسجين كافٍ، بتكوين أوعية دموية غير طبيعية تنشأ فى الشبكية فى محاولة تعويض القصور فى الأجزاء التى لا تصلها كمية كافية من الأكسجين. هذه الأوعية الدموية غير الطبيعية تزيد مع زيادة قصور الأوعية الدموية الطبيعية ومع أى مجهود عنيف أو ارتفاع فى ضغط الجسم ينتج عنها انفجار فى هذه الأوعية الدموية غير الطبيعية مما يؤدى إلى نزيف فى الجسم الزجاجى وينتج عنه انخفاض مفاجئ فورى فى حدة الإبصار. ويطلق على هذه المرحلة من تأثير السكر على العين «المرحلة المتقدمة من الالتهاب الشبكى السكرى المتكاثر» حيث إن المرحلة البسيطة هى مرحلة لا يشتكى بها المريض وهنا تكون مهمة الطبيب فى اكتشافها المبكر، قبل تطورها للمرحلة المتقدمة التى من الممكن أيضاً علاجها لكن نتائج الحفاظ على النظر تكون أحسن بكثير عند علاجها فى المرحلة البسيطة. وتبدأ هذه المرحلة البسيطة بظهور نتوءات دموية رفيعة جداً وارتشاحات فى الشبكية قبل أى تغير فى حدة الإبصار وهنا إذا تم اكتشافها فى هذه المرحلة يتم علاجها بنوع من أنواع الليزر يطلق عليه لفظ «الليزر الأرجوانى» وفكرة هذا الليزر بسيطة جداً فهو عبارة عن شعاع ضوئى يقوم بحرق جزء صغير جداً فى أطراف الشبكية وبمقدار معين محسوب لكى يلغى هذا الجزء الطرفى ويقلل مساحة الشبكية التى تحتاج لأكسجين وعليه يكون كم الأكسجين الواصل لما تبقى من الشبكية والقادم من الأوعية الدموية التى بها قصور كافياً لجزء الشبكية المتبقى والمسئول عن الرؤية المركزية والقراءة وتمييز الألوان.

هذا جزء بسيط جداً من تأثير السكر على الشبكية وكيفية علاجة.

وفى المقالة القادمة نوضح تأثير السكر على باقى أعضاء العين وكيفية اكتشاف السكر من العين.