"شباب الميتال" بين الفن المُباح و"عبدة الشيطان"
عبد الرحمن عباس – نجوى مصطفى
الميتال أسلوب حياة بدأ فى الستينات واتهامهم بـ عبدة الشيطان
علماء نفس الميتال نوع من المخدرات ويجب احتوائهم
تأتى موسيقى الميتال ، كنوع من التوحد حين تمتزج الألحان مع الصراخ مع التعبير عن آلام الشباب لتعيش فى عالم متوحد تماماً لا يسكن فيه إلا أنت ، عندما تقرر أن تعيش الحياة كما تراها أنت وزملائك لتجتمعوا على رؤية واحدة رافضين كل الأعراف القانونية والتقليدية ، كما أنها حالة رفض تعيشها عندما تقرر أن الحياة مرة واحدة ولا بد من وقفة .
ولم تكن موسيقى الميتال أو بمعنى أدق heavy metal حديثة عن المصريين فقد ظهرت فى الستينات من القرن الماضى قادمة لنا من أمريكا على يد فريق ستينولف وانتقلت بعد ذلك إلى المصريين .
وموسيقى الميتال التى ظهرت تميزت بالكثير من الأمور فلم تكن شكلاً موسيقياً أكثر مما كونها أسلوب حياة فأول ما تميزت به تلك الموسيقى هو الصخب العالى والصراخ إضافة إلى الكلمات فمن يسمع ميتال يعلم تماماً إنها مجرد صراخ وليس كلامات تعتمد على أوزان معينة كماهو الحال معروف مثلاً فى جميع الأشكال الموسيقية إضافة إلى أن تلك الموسيقى تدعوا عادة إلى أشياء غريبة وإن كانت تدعوا إلى قِّـيم مختلفة فهى تدعو لها أيضاً من منظور مختلف .
و يمتاز شباب الميتال ، بالشعر الطويل واللبس الأسود الذى يتكون من تى شيرتات عليها رسوم تتعلق بالميتال والموسيقى أما من جانب البنات ، فقد اعتادو على وضع اللون الأسود فى المكياج الخاص بهم .
عاش الميتال والإيموز أيضاً فى مصر فى العصر السابق تحت تهمة عبدة الشيطان فقد اعتبرهم البعض يدعو إلى تلك العبادة واتهموهم بالكُـفر والإلحاد ، أضف إلى ذلك أماكن الإحتفالات التى كانت عبارة عن أماكن وبيوت أشخاص من أصدقائهم الأمر الذى جعل الأمر فيه ريبة الكثير منهم ، خاصةً بما يتعلق بكافة الأشكال والطقوس التى تصاحب تلك الإحتفالات وهو الأمر الذى جعل الناس يعتقدون ذلك خاصة الشعب المصرى الذى لم يعتاد على مثل تلك الأمور .
وعاد شباب الميتال من جديد من خلال إقامة حفلة فى ساقية الصاوى كنوع من الثقافة والفن مؤكدين على أنه نوع من الثقافة لابد أن يأخذ حقه بعيداً عن الإشاعات التى تساورها .
و تسأل بوابة الفجـر هل الميتال نوع من الثقافة حقاً وهل يقبله المصريون ، وهل هناك ايادى غربية فى الأمر ؟ ، وهل هناك إلحاد حقاً ؟ ، وما هى الآليات لكى نواجه هذا الخطر خاصة أنهم مصريون ؟ ، وما الذى يجعلهم يتجهون لذلك من الناحية النفسية ؟ ! .
فيما ترى دكتورة غادة الخولى أستاذة علم النفس و الإجتماع أن لجوء الشباب لسماع مثل هذه من الأنواع من الموسيقى الصاخبة يعد عادة تقليد أعمى للغرب أو فى أحيان أخرى الهروب بمشكلاته الإجتماعية إلى عالم إفتراضى ينشئه لنفسه ، و أن لهذه الموسيقى تأثيراً على جميع الجسم، و إيحاءاتها تصل إلى اللاوعي عند المستمع ، وإن كانت بغير لغته وغير مفهومة ، وأنه يفك رموزها ويفهمها و لها تأثيراً على حاسة السمع والبصر والعمود الفقري ، والقلب فيصيبه الخفقان الزائد ، وتؤثر على عملية التنفس وتسبب إفرازات هرمونية مكثفة مما يؤدي إلى انقباض في الحنجرة، وأنها تؤثر على الأعصاب وتؤدي إلى عدم التركيز والانهيار النفسي، وأن موسيقى البلاك ميتال وتعني المعدن الأسود تنشئ في نفس المستمع ميلاً نحو الإنتحار وتشويه الذات وتدمير النفس والتحريض على التدمير والتخريب والهيجان .
واستكملت الخولى ، إن موسيقى الهارد روك تلعب على الجسد، وكأنه آلة موسيقية تماماً كما يحدث أثناء تناول المخدرات.
إن الأجهزة المستعملة والمكبرة للصوت تصيب آذان الشباب ، والتأثيرات الضوئية تؤثر سلباً على النظر ، و من ثم يعد هذا النوع الصاخب من الموسيقى نوع من أنواع المخدرات لكن مخدرات مشروعة نوعاً ما ، و عادة يكون مستمعى هذا النوع من الموسيقى من مدمنى المخدرات .
فيما أعتبر دكتور على مكاوى ، أستاذ علم النفس فى جامعة قناة السويس أن سماع تلك الموسيقى هو أمر بديهى لشباب أراد أن يهرب من كل ضغوط الحياة فى ظل هذا الجو المشحون المصيب بالإكتئاب .
وأضاف مكاوى أن الشباب إذا كانوا استحدثوا الملابس وقصة الشعر فذلك نوع من التمييز لهم خاصة أن كل فرقة الأن تستحدث لها أسلوب مميز فى الحياة .
وأعتبر مكاوى أن سماع تلك الأغانى أو هذا النوع من الموسيقى فى حد ذاته ليس له عيب إلا أن دعاوى العنف هى التى تجعل هؤلاء الشباب يتقبلون العنف ويرونه مئلوفاً خاصة بغياب القدوة والمثل والأفضل ألا نمنعهم من سماع تلك الموسيقى وفى نفس الوقت نعمل على جعلهم مواطنين صالحين فى الشارع المصرى .