آخرهم إعدام "النمر" .. 12 أزمة أشعلت الحرب الباردة بين "السعودية" و "إيران"
أعلنت السعودية، أمس الأحد، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر، وتعرض السفارة السعودية بطهران للاعتداء، ليتوج لنا ذلك الإعلان محطة جديدة أخرى تنضم لمحطات التوتر بتاريخ العلاقات السعودية الإيرانية.
وعلى أثر ذلك رصدت "الفجر" أبرز محطات الخلافات التي أشعلت حرباً باردة بين البلدين على مدار السنوات السابقة.
- 1943 أول أزمة بسبب "الإعدام"
في نهاية عام 1943 ظهرت أول أزمة دبلوماسية وسياسية بين الدولتين، حيث اعتقلت الشرطة السعودية أحد الحجاج الإيرانيين داخل الحرم المكي وهو يلقي القاذورات على الكعبة الشريفة، ويشتم الرسول والصحابة عليهم الصلاة والسلام، والقت السلطات السعودية القبض عليه وتم اعدامه.
وبعدها جاءت ردود الفعل الإيرانية غاضبة ومتهمة السلطات السعودية بالتشدد، معللة أن الرجل أصيب بالدوار أثناء الطواف مما أدى به إلى خروج ما ببطنه قرب الكعبة، وأرسلت إلى السعودية بشكل رسمي إن السفارة تحتفظ بكامل حق الدولة الإيرانية، ونتيجة لهذه الحادثة قام البلدين باستدعاء ممثليهم لدى الطرفين وقطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944 وأعيدت بعد عامين بوساطة عربية.
-1950 خلاف بسبب إسرائيل والخليج العربي
وفي 1950 اشتعل خلاف جديد بين البلدين بسبب إسرائيل، فكانت إيران من أولى الدول التي اعترفت بالكيان الإسرائيلي، وكان ذلك سببا لخلافهما حيث كانت الصحف الإيرانية تشجع يهود إيران على الهجرة لإسرائيل.
وأيضاً بسبب اصرار إيران على تسمية المسطح المائي بينها وبين الدول العربية بالخليج الفارسي بينما تسمية الدول العربية الخليج العربي، فأصدر الملك سعود قرارا بمنع دخول الإيرانيين والبحرينيين من اصول إيرانية للمملكة.
- 1968 توتر بسبب "البحرين"
وفي عام 1968، كان التوتر هو المسيطر على العلاقات بين البلدين، بسبب انسحاب البريطانيين من البحرين وزيارة الشيخ عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى السعودية، حيث رأت إيران أن استقبال الشيخ عيسى اعترافا سعوديا بالدولة البحرينية الجديدة.
وهددت إيران بضم البحرين بالقوة العسكرية إلى اراضيها، فرد الملك فيصل بأن أي هجوم على البحرين سيرد عليه من السعودية، وفي نهاية العام قام الشاه بزيارة السعودية في محاولة لرأب الصدع مجددا مع اصرار الشاه في إيران على رفض استقلال البحرين وبقاء مقاعد البحرين في البرلمان الإيراني فارغة.
- 1986 ومواد إيران المتفجرة
وفي عام 1986 اشتعل التوتر بين البلدين من جديد حين قام بعض الإيرانيين بإدخال مواد متفجرة إلى المملكة العربية السعودية، وذلك أثناء دخولهم إلى الأراضي السعودية لأداء فريضة الحج، حيث تم القبض عليهم وعرضهم على السلطات السعودية ، حيث اعترفوا بأنهم كانوا يريدون تفجير هذه المواد داخل الحرم المكي كما سجلت اعترافاتهم وأعلنت بالتلفزيون السعودي.
-1987 وشغب الحجاج الإيرانيين
وبعد مرور عام من إدخال المواد المتفجرة داخل الحدود السعودية، تجدد التوتر الذي لم يهدأ بين البلدين، ففي 1987 ، حاول الحجاج الإيرانيين إثارة الشغب داخل المملكة بهتافات مثيرة، حيث تم ترديد شعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي علي غزة وتحرير المسجد الأقصى.
- 1988 والتوتر بسبب "الحرب العراقية الإيرانية"
وفي عام 1988 تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، حيث قام الحجاج الإيرانيون بمظاهرة سياسية عنيفة ضد الموقف السعودي الداعم للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
- 2012 وازدياد المواجهة بسبب "سوريا"
وفي عام 2012 زاد الصراع بين البلدين من خلال الصراع على النفوذ بسبب سوريا، فنجد إيران تدعم الرئيس السوري بشار الأسد والسعودية تأخذ صف الفصائل المعارضة له.
- 2015...عام الصراعات
وخلال العام الماضي 2015 ، وقع أكثر من موقف بين البلدين تسببوا في زيادة حجم الصراع بينهم، بداية كانت في مارس عندما بدأت عندما شنت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في شن عملية عاصفة الحزم العسكرية على الحوثيين المدعومين إيرانيًّا في اليمن، وشنت السلطات الإيرانية هجومًا شرسًا على السعودية بسبب تلك العملية.
وفي إبريل نشبت أزمة دبلوماسية بين البلدين على خلفية اتهام موظفين سعوديين بالتحرش بحجاج إيرانيين في المطار.
وفي سبتمبر اتهمت السلطات الإيرانية الجانب السعودية بالمسؤولية عن اختفاء السفير الإيراني السابق لدى بيروت، بعد دخوله الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج.
وفي سبتمبر أيضاً هاجمت إيران الرياض بسبب حادث رافعة مكة وطلبت "هيئة أمناء" لإدارة الحرم، وكانت حادثة تدافع منى في موسم الحج الأخير، سبب في توتر العلاقات الإيرانية السعودية، والذي راح ضحيته عدد كبير من الحجاج الإيرانيين، ووقتها طالبت طهران بتسيير مشترك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناسك الحج.
- 2016...بداية الصراع الطائفي
ومع الأيام الأولى من العام الجديد تحوّلت أعوام الصراع بين البلدين لتتخذ شكلاً طائفياً...حيث بدأت الأزمة تلك المرة بتنفيذ السعودية حكم إعدام ضد 47 شخصاً اتهمتهم بإثارة الفتنة وكان من بينهم الشيخ نمر النمر رجل دين الشيعي، مما أثار غضب الإيرانيين الذين توالت تهديداتهم لآل سعود، ثم قاموا الشيعة في إيران باقتحام القنصلية السعودية وإحراق السفارة أيضاً، الأمر الذي ردت عليه السعودية بعنف وقامت بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وطرد ممثلي المملكة الإيرانية من السعودية.