"الجزائر" تقف "عائقا" أمام إنقاذ "مصر" من كارثة "ليبيا"

أخبار مصر

السيسي ونظيره الفرنسي
السيسي ونظيره الفرنسي

قالت صحيفة العرب اللندنية، إن فرنسا تدرس إمكانية التدخل عسكريا في ليبيا، بعد تعاظم نفوذ داعش الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي لعدد من الدول الأوروبيـة ودول الجـوار خـاصة منها مصـر وتونـس والجزائـر.

وتضيف الصحيفة: يبدو أن تنفيذ عملية عسكرية ضد معاقل داعش في سرت ودرنة أمر عسير ومعقّد بسبب مواقف بعض دول جوار ليبيا الرافضة للتواجد الأجنبي، وأكد تقرير أمني نشرته جريدة لوموند الفرنسية، أمس الأول، أن الجزائر كانت ومازالت “عظما شائكا في حلق باريس” التي تنوي التخطيط لتدخل عسكري في ليبيا، لملاحقة تنظيم الدولة.

وأفاد التقرير بأن التدخل العسكري في ليبيا بات وشيكا وسيأخذ شكل غارات جوية ضد مواقع داعش انطلاقا من القاعدة الفرنسية “مادما” في شمال النيجر.

وأرجع نفس المصدر سبب اقتناع فرنسا بضرورة التدخل العسكري في ليبيا إلى خطورة تمدد تنظيم داعش سواء على سواحل مدينة سـرت، أو باتجاه مواقـع النفـط وذلك في محاولة للسيطـرة على صبراتة، وهي نقطة ستعجل بالتدخل العسكري في ليبيا أكثر من أي وقـت مضى إلى جـانب فشل المفـاوضـات بمعية الأمم المتحدة وعدم تمكن الفرقاء من تجاوز خلافاتهم وتفعيل اتفاقية الصخيرات.

وسبق أن اعتبر محللون سياسيون أن أحداث باريس الأخيرة يمكن أن تدفع السلطات الفرنسية إلى القيام بتدخل عسكري في ليبيا، في ظل تغوّل تنظيم داعش الذي حوّل ليبيا إلى ملاذ آمن للمقاتلين من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية.

وحسب التقرير الفرنسي يدفع رؤساء مصر، ومالي، والنيجر، وتشاد، لصالح تدخل عسكري على عكس جيرانهم الجزائر والسودان وتونس.

وفي هذا الصدد أكد المحلل الأمني الجزائري رمضان حملات أن فرنسا لن تستسلم وستبقى تتحرش بليبيا حتى تحقق التدخل العسكري، سواء كان بغرض ملاحقة تنظيم داعش أو لأغراض أخرى.

وأضاف قوله “نعم الجزائر مازالت على رأس الرافضين للتدخل العسكري في ليبيا، وتعد الحجر الكبير في طريق فرنسا نحو تحقيق غايتها، لكن أرى أن الجزائر ستعترضها ضغوط كبرى قد تجعلها تراجع موقفها لا سيما أمام فشل كل الحلول السياسية”.

ويعتبر مراقبون أن دول جوار ليبيا لا يمكن لها أن تساهم في حل الأزمة الليبية خاصة وأن وجهات النظر تتباين وتختلف بخصوص طرق معالجة هذه الأزمة، فبينما تُهادن تونس حكومتي طرابلس وطبرق وتحافظ على موقف دبلوماسي متحفّظ منهما تؤكد مصر على وجوب ترجيح كفة التدخل العسكري وتوجيه ضربات لمعاقل داعش في سرت وخاصة مساعدة الجيش الليبي ودعمه، في المقابل ترفض الجزائر التدخل العسكري مُتشبّثة بمسار الحوار بين الفرقاء.

وقد أعربت العديد من الدول في مناسبات عدّة عن قلقها من تعاظم نفوذ تنظيم داعش في ليبيا وتمكنه من السيطرة على مدينة سرت وبعض المناطق المحاذية لها، ممّا يزيد من احتمال تحوّل ليبيا إلى منطقة تدريب للجماعات الجهادية بدل العـراق وسوريا وهو ما يحصل بالفعل بالنظر إلى وجود العديد من معسكرات التدريب التي يشرف عليها قادة أنصار الشريعة ومقاتلون في صفوف داعش.

وفتحت هذه المخاوف من تغلغل داعش في ليبيا وتمكنه من استقطاب الآلاف من المقاتلين من جنسيات مختلفة الباب أمام احتمال تنفيذ تدخل عسكري في ليبيا.

هذا وحذّر مراقبون من تداعيات المواجهات المسلحة بين الميليشيات المكونة لفجر ليبيا الذراع العسكرية لإخوان ليبيا، مشددين على أن تنظيم داعش يسعى إلى استقطاب المنشقين عن الميليشيا الإخوانية خاصة منهم المقاتلون القادمون من مصر وهو ما أكده بيان لما يُسمى حركة “إخوان بلا عنف” تناقلته مصادر إعلامية مختلفة، وجاء فيه أن قرابة الـ200 من شباب الصعيد انضموا إلى داعش، وتحللوا من بيعة المرشد بعد أن كانوا يقاتلون ضمن قوات فجر ليبيا.

ويستدعي الوضع في ليبيا تضافر جهود المجتمع الدولي، وخاصة رفع حظر السلاح عن قوات الجيش الوطني حتى تتمكن من دحر الميليشيات الإسلامية وتفكيك الكتائب الإرهابية في مختلف مناطق البلاد.

وتعالت الأصوات المنادية بضرورة دعم الجيش الليبي في حربه ضدّ التنظيمات الجهادية ورفع حظر الأسلحة عن ليبيا، وهو ما لم تستجب له الأمم المتحدة لاعتبارات عدّة أهمها أن قرارا مماثلا سيكثّف حالة الفوضى وسيحوّل ليبيا إلى خزّان للأسلحة التي من المرجح أن يستفيد منها المتشددون.