"الدول العربية" تعلن تحذيرها الأخير لـ"تركيا" بعد توغل قواتها في "العراق"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أثار بيان مجلس جامعة الدول العربية بشأن اتخاذ موقفاً عربياً موحداً إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، تبايناً في آراء الخبراء، حيث عبر بعضهم عن أنه جاء متوازناً في إدانته للانتهاكات التركية، فيما كان الرأي الآخر بأنه ضعيفاً لم يوضح الإجراءات التي ستتخذ بصدد وقف هذه الانتهاكات.

وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، أعلن خلال دورته الغير عادية لبحث اتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، عن إدانته للحكومة التركية لتوغل قواتها العسكرية في الأراضي العراقية باعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديدا للأمن القومي العربي .
وطالب المجلس في قرار أصدره في ختام اجتماعه برئاسة الإمارات، الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من الأراضي العراقية دون قيد أو شرط.

وأكد المجلس مساندة الحكومة العراقية في الإجراءات التي تتخذها وفق قواعد القانون الدولي، مطالبا الحكومة التركية الالتزام بعدم تكرار انتهاك السيادة العراقية مستقبلا، كما طلب المجلس من العضو العربي في مجلس الأمن متابعة الطلب المتضمن انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحين تحقيق الانسحاب الناجز لهذه القوات.
 
من جانبه اعتبر نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أن توغل قوات تركية في شمال العراق  يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي وسيادة العراق وحرمة أراضيه، مطالبا انقرة بسحب قواتها.
 
وقال اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن الدول العربية اتخذت موقفاً إزاء التواجد التركي في العراق رغم أن بعض هذه الدول لها علاقات ومصالح مع تركيا وهو تأييد جيد يحقق المطالب العراقية ، مشيراً إلى أن بيان الجامعة جاء بشكل متوازن في إدانته للانتهاكات التركية، كما أنه تطرق إلى التدخل الإيراني في الشؤون العربية، لافتاً إلى أنه مبدأ مطلوب حتى لا تتدخل أي دولة في الشؤون العربية. 
وأوضح أن العراق سوف تعطي تركيا مهلة لسحب قواتها ومن ثم تعرض الأمر على مجلس الأمن، لأن هذه الاعتداءات هي انتهاكات للسيادة العراقية وتهديداً للأمن في المنطقة بأكملها، متوقعاً أن تقوم العراق بالتجهيز للمقاومة والهجوم على القوات التركية الموجودة علي أراضيها .
 كما أشار إلى أن السبب المُعلن للهجوم التركي هو محاربة عناصر حزب العمال الكردستاني شمال العراق، ولكن في الحقيقة  تريد أن يكون لها وضعاً إقليمياً يسمح لها بالتدخل في شؤون الدول المجاورة، وهذا يعني تأكيد لشرعية أعمالها في الأراضي العراقية .
 
وانتقد اللواء محمد بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج والخبير العسكري، انتقد بيان جامعة الدول العربية، واصفا إياه بالضعيف لأنه لم يوضح الإجراءات التي سوف تتخذ للحد من هذه الانتهاكات، ومشيراً إلى اكتفاءه بأنه سيعرض القضية على مجلس الأمن الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعد حليفة تركيا.
وأضاف بلال، أنه كان من المفترض أن يتم استدعاء أمريكا للضغط على تركيا للخروج الفوري من العراق، ومشيراً إلى أن مفهوم الدول العربية أصبح مستباح للجميع مما يستدعي إلى تضافر وتوحيد الجهود العربية مع الجامعة العربية للوقوف ضد أي انتهاكات خارجية.
وأنتقد بلال كلمة وزير الخارجية العراقي حين قال: "هل نسي العرب أن النسور العربية كانت تحلق فوق سماء مصر وفلسطين" . 
 
الجدير بالذكر أن تركيا نشرت بداية شهر ديسمبر الحالي  كتيبة مكونة من من  150 إلى 300 جندي، بالإضافة إلى عشرين آلية مُدرعة في معسكر بعشيقة بشمال العراق، معلله ذلك انها لضمان حماية المستشارين العسكريين الاتراك المكلفين تدريب مقاتلين عراقيين في التصدي لجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية. لكن بغداد اعتبرت هذا الامر توغلا ينتهك سيادتها.