محاولات توريط «الطيب» فى حرب «السنة والشيعة»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

يقودها رجال دين يحسبون أنفسهم «علماء كبار»

■ علماء بالأزهر قبّلوا يد مرشد إيران مقابل 5 آلاف دولار
■ استقطاب علماء الأزهر وطلابه لإعلان براءتهم من المذهب السنى والطعن فى الصحابة

لن يهدأ على خامنئى، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، إلا بعد انتزاع اعتراف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، بالمذهب الشيعى، والجلوس معاً فى مدينة «قم»، التى تضم المؤسسة العلمية للشيعة، وهو لقاء يمثل حلماً شيعياً حاولت إيران تنفيذه على مدار عشرات السنين.

أبرز المحاولات الشيعية لانتزاع اعتراف من الأزهر، بالمذهب الشيعى، كانت زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، إلى الأزهر، مطلع فبراير 2013، والذى حرص على رفع إشارة النصر، فور خروجه من لقاء الطيب، وهى الحركة التى حار الجميع فى تفسيرها، باستثناء قلة من علماء الأزهر الذين قالوا وقتئذ، إن الرجل فرحاً بانتصاره فى اقتحام قلعة السنة، إذ تعتبر زيارته إشارة لعودة الشيعة إلى الأزهر، أول مؤسسة لنشر المذهب الشيعى فى المنطقة.

ومنذ زيارة نجاد للقاهرة، ارتفعت وتيرة النشاط الشيعى الذى يستهدف علماء الأزهر، وفى سابقة هى الأولى من نوعها، سافر وفد من نقابة قراء القرآن، التى وافق الطيب على تأسيسها، إلى العاصمة الإيرانية، طهران، لتلاوة القرآن، بحضور خامنئى، حيث قام القارئان محمود الشحات أنور، ومحمد يحيى الشرقاوى، بتقبيل رأس مرشد الثورة الإيرانية، عقب انتهائهما من تلاوة آيات الذكر الحكيم، فى اعتراف ضمنى بالمذهب الشيعى.

وحصل أنور والشرقاوى، على 5 آلاف دولار، مقابل السفر وتلاوة القرآن فى إحدى القاعات التابعة لخامنئى، الذى حرص على الحضور والاحتفاء بمن أسمتهم وسائل الإعلام الإيرانية، علماء الأزهر، وبحسب ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، لم تكن هذه هى المرة الأولى لسفر أعضاء النقابة إلى العاصمة الإيرانية، ولكن سبقهم المئات الذين احتفى بهم مستشارو خامنئى، بعد حصولهم على دعوات السفر من رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر، محمد محموديان.

وعقب ثورة 25 يناير، أعلن اثنان من علماء الأزهر اعتناقهما للمذهب الشيعى، أحدهما الدكتور النادى البدرى، الذى يقدم نفسه باعتباره من كبار علماء المؤسسة الأزهرية، والذى أعلن الاعتراف بإمامية على بن أبى طالب، ابن عم النبى محمد، وأحقيته فى خلافة الرسول، منتقداً ثوابت المرجعية الأزهرية السنية.

واستجاب البدرى لدعوات زيارة إيران، حيث التقى هناك المراجع الشيعية بمحافظة قم، على رأسهم المرجع مكارم الشيرازى، صاحب أحد الكتب التى هاجمت الخليفة عمر بن الخطاب، الصحابى البارز.

أما الثانى فهو الدكتور تاج الدين الهلالى، مفتى قارة أستراليا الذى اختاره الأزهر فى المنصب، والذى أثار جدلاً واسعاً بسبب الفتاوى التى كشفت تشيعه منها، أن من لا يعترف بالمذهب الشيعى وآل البيت، ليس مسلماً، وأن سجود معتنقى المذهب الشيعى على التراب هو سنة عن الرسول، وعدم تحريم الخمر فضلاً عن سفره الدائم إلى إيران، وتسهيله سفر علماء الأزهر إلى إيران مقابل أموال ضخمة.

محاولات تركيع الطيب ليفتح أبواب الأزهر المغلقة، تنوعت ما بين الداخل والخارج، باستخدام لغات متنوعة بين المطالبة الهادئة أو الهجوم الخفيف، حيث دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى، وقوات جيش المهدى وسرايا السلام فى العراق، عبر موقعه الرسمى، الأزهر إلى السماح للشيعة بممارسة شعائرهم، وهى الرسالة التى دعمها علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية، بقوله إن «من يفرق بين السنة والشيعة عميل لليهود» وطالب أبوالعزايم، شيخ الأزهر، بأن يتولى مسئولية جمع المذهبين على طاولة واحدة، ويمسك بزمام الأمور ولا يتركها لمعاول الهدم أن تفرق الأمة، فيما طالب سالم الصباغ، وهو من قيادات الشيعة المصريين، الأزهر بالابتعاد عن القضايا التى تسبب فتنة بين المذهبين السنى والشيعى، وترك الحديث عن رصد محاولات لنشر المذهب الشيعى فى مصر وضخ أموال لذلك، قائلًا إن ذلك الحديث مهمة الأمن وليس الأزهر.

ويرى الصباغ، أن التقارب بين السنة والشيعة يفتح الباب للتقارب بين مصر وإيران، وهو ما يخشاه أعداء الدولتين الكبيرتين، بعد أن أصبحت طهران رقماً صعباً فى معادلة التوازن والقوة فى المنطقة، حيث سيكون لمصر نصيب فى فوائض الأموال الإيرانية. ويأتى الهجوم المتنوع على الطيب بعد قراره بتشكيل لجنة من علماء وأساتذة جامعة الأزهر، لدراسة عقائد الشيعة ونظرية الإمامة وتقديس الأئمة، ومسألة سبّ الصحابة وأمهات المؤمنين، وبيان منهج الشيعة والرد على مخالفاتهم من خلال كتبهم، وتفنيد بعض مراجع الشيعة مثل كتاب «أصول الكافى فى العقائد» للكلينى.

لجأت قيادات الشيعة فى الخارج وعلى رأسهم مقتدى الصدر، إلى الهجوم الشرس على الطيب، واتهامه بأنه لايواجه تنظيم داعش الإرهابى، ولكن يحرض عناصر التنظيم، ويتجلى ذلك فى الفتوى التى صدرت عن الصدر بأن الطيب يحرض على قتل الشيعة وينصر تنظيم داعش، وقال إن الأزهر ومناهجه الضعيفة دفعت كثيرا من الشباب للالحاد والكفر والخروج من الملة، لذا كان أولى بالشيخ أن يحارب الملحدين بدلاً من الهجوم على الشيعة ما يعطى الدواعش صك الشرعية فى الهجوم على الشيعة والقضاء عليهم ونحرهم».

كان الأزهر قد أكد فى بيان فى وقت سابق أنه لن يقف مكتوف الأيدى أمام المحاولات المحمومة والمتكررة لنشر التشيع بين المصريين وبجوار مآذن الأزهر، قلعة أهل السنة والجماعة، وغيره من الدول العربية والإسلامية السنية، موضحاً أنه التزم الحكمة والصمت تجاه الكتب التى يتم توزيعها فى كثير من البلدان العربية والتى تشكك فى إيمان الصحابة وتطعن فى أمهات المؤمنين، خاصة بعد أن تكررت مثل هذه المحاولات رغم تأكيدات علماء شيعة رفضهم لمثل هذه الأفعال والأزهر سيتصدى لأى محاولة لنشر المذهب الشيعى فى أى بلد إسلامى أو لنشر خلايا شيعية فى أوساط الشباب السنى، تماماً مثلما تتصدى إيران لأى محاولة لنشر المذهب السنى فى أراضيها.