تــايم : إيران وسوريا وفلسطين أهم ملفات شائكة تواجه رئيس أمريكا الجديد بالشرقالأوسط

عربي ودولي


ذكرت مجلة تايم الأمريكية أن جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك سلطت الضوء مجددا على 5 مشكلات ملحة قائمة في منطقة الشرق الأوسط لن يجد الرئيس الأمريكي الجديد، بعد الإنتخابات المقرر لها نوفمبرالمقبل، بدا من مواجهتها وأن قضايا إيران وسوريا وفلسطين تأتي على رأس هذه الملفات الخمسة الشائكة.

وقالت المجلة- في تقرير بثته اليوم على موقعها على شبكة الإنترنت - إن المشكلة الأولى تتركز حول صعوبة أن تتفادى واشنطن الحرب مع إيران، فعلى الرغم من تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الضغط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل وضع خطوط حمراء يتوجب بمقتضاها توجيه ضربة عسكرية لإيران إذا ما تعدتها الأخيرة، إلا أنه رسم بيده خطا أحمر ليوضح أن إيران في سبيلها لامتلاك سلاح نووي بحلول منتصف العام المقبل، وهو ما يعني أن نتنياهو سيعود مجددا لنغمة التحذير من برنامج إيران النووي في وقت مبكر من العام المقبل.

وأوضحت المجلة أنه إذا كانت واشنطن قد تخلصت بشكل مؤقت من الضغط الإسرائيلي قبل انتخابات نوفمبر، إلا أن الوافد الجديد إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض سيواجه أزمة حقيقية بعد أشهر قليلة من هذا الموعد، خاصة مع تجدد الضغط الإسرائيلي بشأن إيران، حيث سيكتشف الرئيس الأمريكي الجديد أن العقوبات لم تنجح في تغيير الحسابات النووية لطهران، وأنه يتوجب عليه التعامل مع تنازلات عرضت إيران أن تقوم بها ورفضها أوباما مقابل تخفيف العقوبات عنها.

وقالت مجلة تايم الأمريكية إن إيران لم تعد تثق في الولايات المتحدة بأكثر من القدر الذي تثق به الأخيرة فيها، وإذا كانت طهران قد بدأت تتفهم الهدف من العقوبات المفروضة على إيران، وهو خلق فوضى اقتصادية تستتبع حالة ثورية ضد النظام الإيراني، فإن القرار الأمريكي برفع جماعة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الإرهابية سيؤكد لطهران الهدف الغربي من فرض العقوبات عليها.

وتابعت المجلة بالقول سواء أكان الرئيس المقبل للولايات المتحدة هو أوباما أو رومني، فإن البيت الأبيض قد يواجه في الربيع المقبل اختيارا قاسيا بين الإستمرار في السياسة الحالية التي تقود تدريجيا نحو مواجهة عسكرية، أو تجنب الحرب بخوض مخاطرة سياسية والمبادرة بتوجه دبلوماسي جديد إزاء إيران يتخطى حاجز ملفها النووي.

وأوضحت تايم أن المشكلة الثانية التي سيواجهها الرئيس الأمريكي الجديد تتمثل في سوريا وأزمة الحالة الثورية المستدامة هناك، حيث لم يدفع الدم المسفوك في سوريا إدارة أوباما لتغيير موقفها الممانع للتدخل العسكري المباشر، الذي يستهدف الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.

وذكرت المجلة أنه في الوقت الذي تدفع فيه تركيا نحو شن عملية عسكرية بقيادة أمريكية ، تستهدف إقامة منطقة ملاذ آمن داخل سوريا تأوي اللاجئين والمقاتلين الثوريين، وتضغط فيه قطر من أجل فرض حظر جوي مماثل لما تم فرضه على ليبيا قبل أكثر من عام، أو إدخال قوات عربية إلى الداخل السوري، يذهب بعض المنتمين لجبهة معارضة الأسد، بما في ذلك مصر وبعض الجماعات الثورية السورية، إلى رفض التدخل العسكري الخارجي.

وقالت تايم إنه بينما يبدو أن النظام والمعارضة السوريين قد قررا الإلتزام باستمرار القتال إلى أن ينتصر أحدهما على الآخر، فإن السؤال الذي يواجه اللاعبين الدوليين يتلخص في الإختيار ما بين الضغط من أجل وقف العنف والبدء في عملية سياسية غير ناجحة على الأرجح، أو تعزيز دعمهم للطرف المفضل لهم في مشهد القتال حتى النهاية .

وأشارت المجلة إلى ما صرح به أوباما في الأمم المتحدة بشأن سوريا، حيث دعا إلى تنحي الديكتاتور الذي ذبح شعبه، لكنه لم يقترح أفكارا حول كيفية تحقيق هذا الهدف، وتبدو الإدارة الأمريكية وكأنها تتبنى استراتيجية طويلة الأمد تعتمد على خنق النظام السوري بمزيد من العقوبات، وإنهاك قدراته القتالية، بحيث يصبح في النهاية هشا قابلا للكسر، وهو الأمر الذي قد يتحقق خلال العام المقبل.

وبالنظر إلى أن دول الجوار السوري لن تتحمل أفواج اللاجئين السوريين التي تتدفق عليها يوميا، فإن استراتيجية الإدارة الأمريكية لن تكون مرحبا بها، وبالتالي لم يعد أمام اللاعبين الدوليين، وبخاصة دول الجوار، إلا الإختيار ما بين أمرين قبل قدوم الرئيس الأمريكي الجديد: إما التدخل السريع الحاسم ووضع حد قاطع للأزمة السورية، أو الإتفاق على أن الحاجة الملحة لوقف الحرب في سوريا قد تتطلب تضحيات مؤلمة.

وذكرت تايم إن المشكلة الثالثة تتمثل في القضية الفلسطينية التي تغافلت عنها واشنطن رغم أنها القضية الأولى على قائمة الأولويات العربية، ففي الوقت الذي تغافل فيه أوباما ونتنياهو الفلسطينيين في كلمتيهما في الأمم المتحدة، فإن أصواتا أخرى، مثل الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الذي يمثل صوتا هاما لدولة عربية كبيرة في فترة ما بعد التخلص من الديكتاتورية، وضعت قائمة أولوليات مختلفة عن الأولويات الأمريكية والإسرئيلية.

وقالت مجلة تايم الأمريكية في تقريرها إن الرئيس مرسي أكد بوضوح أن مصداقية الولايات المتحدة لدى العرب سيكون العامل الأول والفاصل فيها هو مقدار تأييد واشنطن لتحقيق الأهداف الوطنية للفلسطينيين، وهي النية التي أبداها أوباما في كلمته التي وجهها إلى العالم الإسلامي من القاهرة في عام 2009، ثم تجاهلها تماما مع نهاية 2010 في مواجهة التحدي الإسرائيلي وتصاعد الضغوط المحلية في بلاده.

وأضافت:أنه على الرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لم يطلق بعد صافرة النهاية لعملية السلام التي انتهت عمليا منذ عقد مضى، إلا أن يأسه من الوصول لحل الدولتين عن طريق التفاوض دفعه للقول إن إسرائيل تتوسع في احتلالها للأراضي الفلسطينية لتفرض على الجميع فشل خيار حل الدولتين، وهو الخيار الذي لن تقبل أية إدارة أمريكية بأن ينفذ على غير رغبة إسرائيل.

وأوضحت المجلة أنه في حال تقدم عباس بملف الإعتراف بالدولة الفلسطينية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا بذلك على عدم قدرة الأمريكيين على تقديم أي شيء مفيد للقضية الفلسطينية، فإن البيت الأبيض سيجد نفسه معزولا دبلوماسيا، ومضطرا لاتخاذ اجراءات قد يدفع بسببها ثمنا سياسيا باهظا على المستوى المحلى.

وأشارت مجلة تايم في ختام تقريرها إلى أن الأحداث على أرض الواقع قد تجعل الأمر مستحيلا أمام البيت الأبيض الجديد للابقاء على تجميد قضية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي على النحو الحالي دون حل لفترة طويلة.