حقيقة الحرب القادمة بين "إسرائيل" و"حزب الله"

أعقبت عملية اغتيال سمير القنطار، أحد قادة حزب الله العسكريين في غارة صاروخية على العاصمة السورية دمشق، حلقة جديدة من المواجهة مع إسرائيل رداً من الأول على مقتل "القنطار". 

وقبل مرور 24 ساعة على عملية اغتيال القنطار، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إطلاق قذائف مدفعية على جنوب لبنان أمس الأحد، ردًا على الصواريخ التي أطلقت عبر الحدود على إسرائيل.

 وقال الجيش الإسرائيلي في بيانٍ له، إنه يُحَمِّل الحكومة اللبنانية المسئولية عن الهجمات من لبنان، وأنه "سيواصل التصدي لأى محاولة للإضرار بسيادة إسرائيل وأمن مواطنيها" وفقًا للبيان. 

وفي كلمة تليفزيونية، قال خلالها الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن من حق المقاومة أن ترد في أي مكان وأي زمان بالطريقة المناسبة، مشيرا إلى أن اغتيال أي كادر من كوادر حزب الله المقاومين سيتم تحميل المسؤولية لإسرائية.

 وأكد "نصر الله": "سمير القنطار قائد في المقاومة وقد "قتله الجيش الإسرائيلي يقينًا ومن حقنا أن نرد على اغتياله في المكان والزمان وبالطريقة التي نراها مناسبة وهذا حقنا، نحن فى حزب الله سنمارس هذا الحق بعون من الله".

ومن جانبه توقع السفير نبيل بدر، سفير مصر الأسبق في  سوريا، أن يكون لـ"حزب الله" رد فعل في الفترة القادمة، من خلال عمليات عسكرية ونوعية هدفها الحفاظ على وضعه أمام العالم، خاصة و أنه يُشكل العمود الفقري للمقاومة العربية، ويقف أمام المؤامرات التي تتعرض لها شعوب المنطقة، سواء كانت من جانب العدو الإسرائيلي المُحتل أو للإرهابيين التكفيرين، بالإضافة إلى كل من يدعم هذا الإرهاب سواء  من التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة.

كما أوضح أن الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا أثبتت أن هدف المنظومة الصاروخية الإسرائيلية الموجودة، هو حماية المصالح الروسية فقط، مضيفاً أن إسرائيل  تستفاد من هذه الأوضاع من خلال  إضعاف "حزب الله" وانهاء وجوده إن أمكن، و إبعاد خطره .

ومن جانبه توقع أيضاً الدكتور منصور وهابي، المحلل السياسي والمتخصص في شئون الصراع العربي الإسرائيلي، أن يستمر رد فعل حزب الله ما بين يوم إلى يومين.

كما رأى أن الأوضاع الإقليمية والاقتصادية لن تسمح لإسرائيل أو حزب الله بالحرب حالياً، مؤكداً أن إسرائيل تتخوف من رد فعل حزب الله نظراً لتعاملهم بأسلوب حرب العصابات، مما يتسبب في تكبيد الأول خسائر متعددة.

وفي سياق متصل أكد هشام جابر، الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب، أن اغتيال القنطار كان متوقعاً، خاصة أنه انضم إلى "حزب الله" بعد أن قامت إسرائيل بفك أسره.

واستبعد جابر أن يتطور الأمر إلى وقوع حرب بين حزب الله وإسرائيل خلال الفترة القادمة، موضحاً أن من مصلحة "حزب الله" احتواء الموقف الذي تكرر للمرة الثانية في هذا العام،  نظراً لظروف سوريا وتوتر المنطقة العربية.