ثورة يناير تكشف القائمة السوداء للفنانين
أكد الفنانان أشرف عبد الغفور ومحمود ياسين أن ثورة 25 يناير سيكون لها بالغ التأثير على الحركة الفنية المصرية خلال السنوات القادمة، مشيرين إلى أن أحداثها ستلهم الفنانين بإبداعات صادقة عنها.
وردا على سؤال حول القوائم السوداء للفنانين المعادين للثورة، قال الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية- خلال ندوة الفن والثورة التي أقيمت مساء الأحد بمقر الهيئة المصرية العامة للكتاب- إن الحديث عن قوائم سوداء أو بيضاء للفنانين هو حديث غير مجد، لافتا إلى أنه طوال الـ 30 عاما الماضيين كان الشعب يتبع النظام أو يشتغل معه، وبالتالي هل ندين من كان تحت حكم هذا النظام؟
وأضاف أن ثورة 25 يناير قامت لرفع لواء الحرية والديمقراطية، وكل فرد من حقه التعبير عن رأيه دون أن يقهرالآخر أو يتسلط عليه، وتابع قائلا:أما الفنانون المدرجون في هذه القوائم والذين استعملوا رأيهم في قهر الآخرين وتلفظوا بأشياء لا تجوز على شباب الثورة، فهؤلاء من نضع تحتهم الخطوط.
وأشار عبد بالغفور إلى أن شعب مصر متسامح بطبعه ولو لم تحدث الموقعة المعروفة إعلاميا بـ موقعة الجمل وأدت إلى إسالة الدماء، كان الشعب سيتسامح مع هؤلاء الناس الذين تصرفوا تصرفات شائنة، وعلينا ألا نأخذ الحابل بالنابل.
وعن خططه للارتقاء بأداء نقابة المهن التمثيلية، قال الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية إنه كانت هناك خطوط حمراء على العمل النقابي وأن نقابتي الصحفيين والمحامين كانتا الأعلى صوتا لكن هذا الصوت كان يتحطم على سلالم نقابة الصحفيين بفعل التدخل الأمني.
وأضاف أنه في ظل النظام السابق لم يكن هناك فساد مالي فقط، لكن كان هناك مخطط داخلي وخارجي لكي تتراجع مصر فنيا وعلى مستوى جميع الأصعدة.
وأوضح أن المشكلات التي تعاني منها نقابة المهن التمثيلية والنقابات الأخرى أيضا هي عدم انتماء النجوم أو الأعضاء لها إلا في الشق الخدمي، مؤكدا ضرورة إنهاء علاقة الاحتياج تلك وقصرها على الجانب الخدمي فقط، كما شدد على الابتعاد عن شخصنة النقابة في الإدارة وتحويلها إلى هياكل مؤسسية بما هو مأمول أن تصبح عضوية النقابة حصن الأمان والتعبير عن الآمال للعضو فيها.
وعن ارتباط الفن بالثورة، رأى عبد الغفور أن ثورة 25 يناير ليس لها علاقة بما يدور الآن في الشارع من احتجاجات فئوية، وأن الفترات الانتقالية قد تستمر سنوات في حياة الشعوب لأننا كنا نعيش وهم دولة المؤسسات لكننا اكتشفنا الآن أنه لا يوجد دولة وبالتالي علينا أن نبنيها من جديد.
من جانبه، أكد الفنان محمود ياسين أن ثورة 25 يناير لامست قلوبنا ووعينا وطموحاتنا وطمأنتنا على المسار القادم، لكنه قال إن المطروح على الساحة السياسية حاليا يحيلنا إلى متاهات ويبعدنا عن القضايا الحقيقية التي هي في تطوير التعليم والصحة والارتقاء بالإنسان المصري .
وردا على سؤال حول صعود التيارات السلفية وتأثيرها على الفن والسياسة، قال ياسين إن هؤلاء ليسوا إلا مناكفين يشاغلوننا عن كل شيء وكلنا وحتى الأطفال منا لدينا رصيد من الثقافة الدينية، مشيرا إلى أن دور الفن موجود وسيظل موجودا.
ورأى ياسين أن الدولة تخلت عن صناعة السينما وهو كارثة بكل المقاييس منذ أوائل الثمانينات بدخولها إلى ما يسمى ب الاقتصاد الحر ، مشيرا إلى أنه كانت الدولة تساهم في إنتاج بما بين 80 إلى 90 فيلما صعود إلى 120 فيلما سنويا، أما الآن فننتج 20 فيلما بالكاد، وأن السينما الحقيقية فيهم لا تتجاوز 5 %.