إخلاء سبيل "إسراء الطويل" وسر بداية انفراجة السجون بعد حملة ضغط النشطاء

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



الكاشف: الحراك داخل السجون محاولة لتهدئة الرأي العام
سلّام: مستمرون حتى يتم الافراج عن كل المسجونين احتياطياً
كامل: إنفراجة السجون لها احتمالين أولها الضغط الشعبي وثانيهما وعي النظام السياسي 

 حالة من الفرحة العارمة انتابت النشطاء السياسيين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إخلاء سبيل المصورة الصحفية، إسراء الطويل، التي كانت تحاكم على خلفية اتهامها بالانضمام لمنظمات إرهابية، والذين أكدوا أن حملات الضغط التي قاموا بها مؤخراً على وزارة الداخلية وخاصة قطاع السجون، نجحت في تحقيق مطالبهم بإخلاء سبيل المسجونين الذين يعانون من أزمات صحية.
وهو ما طرح تساؤلاً حول حقيقة ما يحدث بالسجون، وتوقعات بوجود حالات إخلاء سبيل جديدة خلال الفترة القادمة.
- تاريخ المطالبات بالإفراج عن السياسيين
بدأ التاريخ الفعلي لحملات المطالبة بالإفراج عن المساجين أصحاب الحالات الصحية المتدهورة منذ فبراير من العام الجاري، حيث دشن نشطاء وحقوقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #أوقفوا_القتل_البطيء، بعد وفاة معتقل بسجن المنصورة العمومي بمحافظة الدقهلية جراء الإهمال الطبي، مطالبين بضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين المرضى ونقلهم المستشفيات للعلاج.
وكانت تلك الدعاوى تتردد مع ظهور أي معتقل سياسي بصحة متدهورة أمام شاشات التليفزيون أثناء محاكمته، حيث كانت تتعالى وقتها الأصوات المنادية بالإفراج عنهم.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت صوراً لكلاً من الكتاتني وإسراء الطويل تبيّن مدى تدهور صحتهم، والتي جددت الدعاوى والمطالبات بالإفراج عنهم، فقام السياسي "تامر أبو العرب" بتدشين حملة ضد سجن العقرب التي وصفها بـ"المقبرة"..وسرعان ما ظهرت نتائج تلك الحملة ففتحت الزيارات إلى السجن وادخلت قافلة طبية لإجراء فحوصات للمساجين داخله، كما تم نقل الكتاتني للمستشفى لتدهور حالته الصحية، ثم أُفرج عن إسراء الطويل نظراً لحالتها الصحية المتدهورة، وهذا ما جعل الكثيرين يربطون تلك الأفعال بأنها نتائج الحملات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الذين تدهورت حالتهم الصحية.
- تهدئة للرأي العام 

وفي هذا الشأن أكد حمادة الكاشف، المتحدث السابق باسم اتحاد شباب الثورة، أن ما يحدث من قبل وزارة الداخلية هو مجرد تهدئة من النظام للرأي العام الذي ثار ضده بسبب المُعتقلين السياسيين وتدهور حالاتهم الصحية بسبب الخدمات التي وصفها بـ"الرديئة" في السجون المصرية.
وقال: "ما يحدث داخل السجون والذي شاهدناه في قرارات فتح السجون للزيارة والإفراج عن إسراء الطويل ونقل الكتاتني للمستشفى هو رد طبيعي من الحكومة على المطالبات المتزايدة بالنظر في أوضاع المعتقلين داخل السجون التي تعاني من التكدس.. افرجوا عن إسراء لتكدس السجون وامتلائها ونقلوا الكتاتني للمستشفى لتعاطف الرأي العام معهم..ونحن سنستمر في المطالبة حتى يتم الإفراج عن كل الثوار المسجونين ظلم ويعانون من معاملة غير قانونية..وما يحدث الآن قانوني للتهدئة ولكسب التعاطف".
- "إنفراجة السجون" بعد ضغط المنظمات الحقوقية 

فيما قال صلاح سلّام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن ما حدث بالسجون جاء بناءً على ضغط من المنظمات الحقوقية، لافتاً إلى أن هذه المنظمات قامت في الفترة الأخيرة بتفعيل الإفراج الصحي عن المساجين، وفتح السجون للزيارات ودخول الملابس الشتوية والأدوية داخل السجون، موضحاً : " خاطبنا وزارة الداخلية بدخول مراتب أو سراير داخل السجون للحفاظ على سلامة المساجين الصحية وتأكدت بنفسي من ذلك منذ ثلاثة أيام".
وأضاف سلّام، أن تلك الانفراجة التي حدثت في السجون واستجابات وزارة الداخلية دافع مُبشّر لاستكمال نفس طريقة الضغط حتى يتم الإفراج عن جميع المساجين إحتياطياً، مشيراً إلى أن المنظمات الحقوقية تضع أمل كبير في مجلس النواب ولجنة حقوق الإنسان بداخله أن تقوم بتأمين حياة آدمية داخل السجون.
- رضوخ النظام للإرادة الشعبية
فيما قال باسم كامل، عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن ما حدث بالسجون في الفترة الأخيرة يرجع لاحتمالين، الأول، هو نتيجة رضوخ النظام للإرادة الشعبية وضغوط المجتمع المدني التي تزايدت في الفترة الأخيرة بالمطالبة بالإفراج عن بعض سجناء الرأي لتدهور حالتهم الصحية، مضيفاً بأن الاحتمال الثاني هو أن الدولة أصبح لديها وعياً سياسياً وقامت بتغيير سياستها في تعاملاتها مع المساجين داخل السجون المصرية.
وطالب كامل، بمدح أي عمل إيجابي قامت به الدولة أياً كانت احتمالية تنفذيه بسبب ضغط أو تغيير سياسة قائلا: "يجب علينا أن نشكر الدولة تجاه أي عمل إيجابي تقوم به مهما كانت أسبابه..وإذا كانت قرارات الدولة رضخت للمطالب الشعبية فيجب الاستمرار بالضغط حتى تتحق كل المطالب لنصبح في النهاية نتمتع بدولة ديمقراطية ذات حرية".