التوتر والاكتئاب تزيدان من فرص الإصابة بالأمراض الجسدية والسرطان

الفجر الطبي


أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن التوتر والقلق والاكتئاب تؤثر بصورة سلبية على الحالة الصحية والجسدية للإنسان، ولتفسير ذلك تم استحداث علم يطلق عليه psychoneuroimmunology، أى أنه العلم الذى يدرس العلاقة بين الحالة النفسية والمناعة من الأمراض.

يقول الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بكلية طب المنصورة، إنه من خلال هذا العلم، يتضح أنه عندما يتعرض الإنسان للتوتر والقلق، فإن الجسم يعتبر ذلك بمثابة عدوان خارجى على الجسم مثله مثل الميكروبات والبكتريا، ويبدأ التعامل مع القلق على أنه خطر وعدوان.

وبما أن جهاز المناعة فى الجسم يمثل خط الدفاع، فهو يتعامل تماما كالجيوش بالنسبة للدول. ويحدث هذا الاستعداد والرفض عن طريق زيادة إفراز الجهاز العصبى الثمبثاوى، وهو المسئول عن تجهيز الجسم لمواجهة الخطر والاستعداد له عن طريق الهروب أو المواجهة . ويقوم هذا الجهاز العصبى بزيادة إفراز مادة الأدرينالين والكورتيزون، وهما من الهرمونات التى يحتاجها الجسم لمواجهة الخطر.

هذه الهرمونات تعمل على تقليل نشاط جهاز المناعة، وتركيز كل المجهود والطاقة داخل الجسم للجهاز العضلى والعصبى، حتى يمكن مواجهة الخطر أو الهروب منه. ولكن مع استمرار زيادة هذه الهرمونات كنتيجة لاستمرار القلق لفترات طويلة، أو الوصول لحالة الاكتئاب، فإن جهاز المناعة يصبح ضعيفاً جداً فى مواجهة الأخطار، ويصبح الجسم معرضاً للعديد من الأمراض الجسدية.

ويشير إلى أن هناك دراسة على الأشخاص الذين يتعرضون للاكتئاب نتيجة لوفاة أحد الوالدين، تبين أن المناعة ضد الأمراض تنخفض بشكل ملحوظ بمجرد حدوث الوفاة، وتستمر منخفضة لمدة شهرين تقريبا، على أن تبدأ فى الارتفاع مرة أخرى فى خلال 5 أشهر من الوفاة. وفى إحدى الدارسات الحديثة الأخرى تبين أن مرضى السرطان الذين يعالجون نفسيا، تكون فرصتهم للشفاء أعلى بكثير من هؤلاء الذين لا يتعالجون نفسيا.

بل إن التقدم السريع فى هذا العلم، أدى إلى اكتشاف أن بعضاً من مضادات الاكتئاب تؤدى إلى زيادة المناعة، وترفع من القدرة على الشفاء فى العديد من الأمراض الجسدية، حتى لو كان المريض لا يعانى من الاكتئاب. ومن أمثال هذه الأمراض التهاب المفاصل، السرطان، البول السكرى واضطرابات القولون العصبى. لذا فإن شركات الأدوية العالمية الآن تعمل على اكتشاف أدوية مشابهة لمضادات الاكتئاب لاستخدامها فى علاج الأمراض الجسدية المستعصية.