عودة الخنازير.. فى حى «الزرايب»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


■ الأهالى: الأنفلونزا أفضل من الموت فقراً .. ومدير الطب البيطري: يبيعون لحومها على هيئة ريش ضانى

«لو مربتش خنازير هاشحت أنا وعيالى» .. عبارة ستسمعها كثيراً عندما تصل إلى حى الزرايب بمنطقة منشية ناصر، وتعبر عن الظلم الواقع على جميع مُربى الخنازير فى هذه المنطقة العشوائية المليئة بالقمامة، والمخلفات بعد أن قررت حكومة أحمد نظيف، رئيس وزراء مصر الأسبق، فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، إعدام جميع الخنازير الموجودة فى البلاد، على خلفية الخوف من انتقال فيروس «انفلوانزا الخنازير» للإنسان .

معظم مُربى الخنازير لم يلتزموا بالقرار وقتئذ، وقاموا بتربيتها داخل منازلهم سراً، حتى الآن، وهو ما تحول إلى نشاط علنى غير خاف على أى زائر للمنطقة التى يعتبر الأقباط أغلبية سكانها، وعندما تتجول ستجد معظم المنازل تقتنى عدداً من الخنازير، فضلاً عن المزرعة الكبيرة التى يملكها، شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، والتى تضم عشرات من الحيوانات.

المقدس قال لـ»الفجر»: «أيوه أنا بربى خنازير، لأن قرار مبارك بإعدامها كان مأساة بالنسبة لنا ولأننا كجامعى قمامة، نرفع فى اليوم الواحد 14 ألف طن قمامة، منها 6 آلاف طن مواد عضوية، تتغذى عليها الخنازير، و6 آلاف طن مواد صلبة، و2000 طن للمخلفات الأخرى، لتبدأ أزمة كبيرة عانت منها الدولة فى الـ5 سنوات الماضية، لأن المواد العضوية التى كان يتغذى عليها الخنازير أصبحت عبئاً على الحكومة والشعب والزبالين.

ولا تتوقف فائدة الخنازير على مجرد استخدامها كوسيلة للتخلص من بقايا القمامة، وحسب المقدس، يوجد 15 مليون مسيحى فى مصر يأكلون لحم الخنزير، فضلاً عن ملايين السائحين، وعندما قررت حكومة مبارك إعدام الخنازير، توجه هذا العدد الضخم لتناول لحوم البقر والجاموس والضأن، ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم من 30 جنيهاً إلى 80 جنيهاً.

وبدأت عودة الخنازير، مع ثورة 25 يناير، حيث عاد المربون لإظهار الخنازير، وتضاعفت الأعداد فى الحظائر، وعندما تولت جماعة الإخوان حكم مصر، تم إخفاء الحيوانات فى بطن الجبل قرب منطقة المقطم، وبعد عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسى، ورحيل الجماعة.

وكشف المقدس عن تفاصيل لقاء جمعه بالدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، فى منزل الأخير بالقاهرة الجديدة، بحضور الراحل الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادى، حيث عرض الوزير تخصيص قطعة أرض لبناء حظيرة نموذجية لتربية الخنازير على نفقة المقدس، إلا أنه رفض وطلب أن تبنى الدولة مدينة خدمية متكاملة، تضم نقطة شرطة لحماية تربية الخنازير،  ومجزراً خاصاً لذبح الخنازير. 

وطلب الوزير من المقدس كتابة تصور للمشروع لعرضه على شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، فى أسرع وقت.

وقال الدكتور جودة، فى الجلسة إنه يؤيد عودة الخنازير وسيقوم بوضع رسم هندسى لمدينة الزبالين الجديدة، فى منطقة الدباب، قرب مدينة 15 مايو على مساحة 50 فداناً، ووافق الطرفان على الاقتراح.

ويتضمن التصور الذى أعده المقدس 5 بنود هى: عدم التعامل مع الشركات الأجنبية المتخصصة فى جمع القمامة، وإعادة هيكلة معدات النظافة، بعد سرقتها خلال السنوات الماضية، والتنبيه على رؤساء الأحياء بتخصيص قطعة أرض كمقلب للقمامة، تحت لافتة «محطة وسيطة لإلقاء المخلفات» وإعادة هيكلة شرطة المرافق وعودة الخنازير.

حسين خلف الله مدير مديرية الطب البيطرى، من جانبه، طالب بسرعة إنشاء الحظيرة النموذجية، لأن تربية الخنازير فى مناطق الزبالين بطرق سرية يسبب أمراضاً خطيرة لهم وللمستهلكين، أخطرها السُل والدودة الشريطية، مؤكداً أن أمراض الخنزير خطيرة، ومن المفترض أن يأكل علفاً عادياً وليس مخلفات عضوية، رغم قدرتها على أكل 40% من المخلفات، لذا يسعى الأطباء البيطريون لاتباع إجراءات طبية دقيقة عند ذبح الخنازير، عن طريق جهاز فحص اللحوم، مع ضرورة إنشاء حظيرة نموذجية لتربية الحيوانات حتى يخضع تداول لحوم الخنازير للمراقبة تحت ميكرسكوب الأطباء البيطريين المُدربين على أعلى مستوى فى فحص اللحوم. وكشف مدير مديرية الطب البيطرى، لـ«الفجر» أن تناول لحم الخنازير ليس مقتصراً على الأقباط والسائحين فقط، إذ أن بعض الجزارين يبيعون لحوم الخنازير، باعتبارها لحم خرفان، «ريش ضانى» بعد إزالة الدهون منها.