7 ملايين طفل يشاهدون أفلام الاغتصاب بدلاً من «الأميرة النائمة»
رغم براءة ملامح محمد، 12 سنة، فى الصف السادس الابتدائى، إلا أنه اعترف أنه يشاهد أفلاماً إباحية على هاتفه الخاص، منذ أن كان فى الصف الخامس الابتدائى، وحصل عليها من أصدقائه بالصفين الثانى والثالث الإعدادى، فى البداية، لكنه تعلم كيفية تحميلها من المواقع الإلكترونية الإباحية، والبحث عن الجديد والغريب.
وعادة ما يشاهد محمد، المقاطع الجنسية، فى إحدى الحدائق ليلاً، بصحبة عدد من أصدقائه لا يقلون عن 5، بعضهم أكبر منه بعامين أو 3، لأنهم لايجرؤون على مشاهدتها فى منزل أحدهم أو فى المدرسة حتى لا ينكشف أمرهم، وفى بعض الأحيان يشاهدونها على أجهزة الكمبيوتر فى مقاهى الإنترنت، ويقوم مدير المقهى بمراقبة المكان حتى يستطيع تحذيرهم فى حال اقتراب شخص غريب، وبعدها يخرجون إلى الشوارع للتحرش بالفتيات.
محمد قال إنه يختار مشاهدة فيلم جنسى، بدلاً من أفلام الكارتون لأنه تعود عليها بدرجة أكبر، «أنا بتفرج عليها علشان لما أكبر، أعرف أعملها، ونفسى أعمل اللى فيها بس مش دلوقتى.. لما أكبر شوية».
تقول «غ.ش» أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس الابتدائية بمنطقة شبرا الخيمة، إن كثيرًا من الأطفال يملكون هواتف حديثة، ومنهم من يمارس تصرفات غريبة لا تليق بأعماهم الصغيرة، وهناك طفل بالصف الثالث الابتدائى، تم ضبطه ومعه «كوتشينة» عليها صور عارية، وقال والده المحامى، إن «الكوتشينة» كانت حرزاً فى إحدى القضايا. وتروى الإخصائية واقعة أكثر غرابة عن طفلة فى الصف الثانى الابتدائى دخلت الحمام الخاص بالبنات فى المدرسة، فدخل وراءها 4 أطفال من نفس فصلها وأمسكوها من شعرها وقطعوا ملابسها، وعندما تم سؤال الأطفال عن سر تصرفهم قالوا إن زميلا لهم طلب منهم أن يفعلوا ذلك لأنه شاهد ذلك فى أحد الأفلام.
ويقول الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن الأطفال قد يدمنون مشاهدة الأفلام الإباحية، التى تؤثر فيهم على مدى بعيد، خاصة أن الجنس يرتبط بأول تجربة، موجودة فى مخزون ذكرياته، ولكنها فى البداية قادرة على التأثير سلباً على درجة التركيز، والتسبب فى القلق والتوتر الدائم، وتدفعهم إلى الميل للتحرش والاغتصاب.
أوضح حسين أن مصر بها نحو 70 مليون خط هاتف محمول، منها 7 ملايين يحملها أطفال، قادرون على التعامل مع الإنترنت وتحميل الأفلام الإباحية والمشاهد الجنسية والعنيفة.
وأضاف حسين إن حل هذه المشكلة يبدأ بالتوعية بخطورتها ووضعها فى حجمها الطبيعى وعدم التهوين منها.
أشار إلى أنه يتردد عليه فى عيادته نسبة لافتة من الأطفال، يصل العدد لـ5 على الأقل شهرياً، أعمارهم من 10 إلى 15 سنة، وجميعهم من الصبيان حيث تشكو الأسرة من ضبطهم وهم يشاهدون الأفلام الإباحية باستمرار، وأنهم غير قادرين على الاستغناء عنها، خاصة أنها تدفع الأطفال لممارسة العادة السرية مبكراً جداً فتسبب له أضرارًا صحية، ومشكلات التأخر الدراسى، ونصح بتدريس مادة للتربية الجنسية فى المدارس، محذراً من تحول مصر خلال 10 سنوات لمجتمع متبلد ومنحل وبه نسبة تحرش واغتصاب كبيرة، علاقات جنسية غير سوية.