كارثة مهنية في قناة الجزيرة الإنجليزية

أخبار مصر


أعدّ صحافيو قناة الجزيرة الانكليزية رزمة متكاملة لتغطية مناقشات الأمم المتحدة، تتصدرها مقتطفات من كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء الماضي عندما وردت في اللحظة الأخيرة تعليمات من مدير الأخبار في القناة صلاح نجم، أمر فيها بإعادة تحرير شريط الفيديو، بحيث تبدأ التغطية بأقوال من الشيخ حمد، كما أفادت صحيفة الغارديان.

ورغم احتجاجات الصحافيين بأن تصريحات الأمير، التي كانت تكرارًا لدعوات سابقة إلى تدخل عربي في سوريا، لم تكن أهم جانب في مناقشات الأمم المتحدة، فإن شريط الفيديو، الذي مدته دقيقتان، أُعيد تحريره، وأُقصي خطاب أوباما إلى نهاية التقرير.

وأشارت صحيفة الغارديان إلى علائم عدم ارتياح إزاء الشريط، الذي يمكن مشاهدته على موقع قناة الجزيرة ويوتيوب. وينوّه الشريط بأن أمير قطر يمثل بلدًا من أصغر بلدان العالم العربي... ولكن قطر كانت الأعلى صوتًا في إدانة النظام السوري.

تركت الواقعة إحساسًا بالمرارة بين أعضاء أسرة العاملين في قناة الجزيرة الانكليزية وسط شكاوى من أن هذا كان أشد التدخلات التحريرية فظاظة في قناة الجزيرة العالمية، التي دأبت منذ زمن طويل على وصف نفسها بأنها قناة مستقلة عن ملكيتها القطرية، كما لاحظت صحيفة الغارديان.

وأوضح متحدث باسم قناة الجزيرة أن كلمة أمير قطر كانت تطورًا مهمًا في ذلك اليوم، وأن القناة عمدت لاحقًا إلى إبرازه . وأضاف المتحدث أن كلمة أوباما بُثت مباشرة على الهواء، وأن تصريحات الأمير جاءت متوازنة مع الاختلاف الذي أبداه الرئيس المصري محمد مرسي.


لكن صحيفة الغارديان نقلت عن مصادر مطلعة أن أقوال مرسي كانت مستلة من مقابلة مع محطة أخرى، لأن لا أحد من زعماء العالم الذين ألقوا كلمات في الأمم المتحدة تطرق إلى تصريحات الأمير أو كان يعتزم التطرق إليها.

وكانت قناة الجزيرة الانكليزية أُنشئت عام 2006 بمبادرة من الجزيرة العربية، وكلتاهما مملوكتان من الدولة القطرية. ونالت شبكة الجزيرة ، التي تأسست عام 1996، مصداقية بين المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط، بسبب تغطيتها المستقلة في الظاهر خلال الفترة التي أعقبت اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر. وأُطلقت القناة الانكليزية لتقديم نظرة بديلة لا تتمحور حول الغرب إلى العالم.

ولكن قطر اتخذت في السنوات الأخيرة خطوات لتعزيز سيطرتها على القناة في إطار مساعيها إلى توسيع نفوذها في منطقة الخليج، على حد تعبير صحيفة الغارديان.

وفي أيلول/سبتمبر 2011، استقال وضّاح خنفر، وهو فلسطيني، كان بنظر دائرة واسعة مستقلاً من منصب المدير العام بصورة مفاجئة بعد ثماني سنوات، وحلّ محله أحد أفراد الأسرة الحاكمة، هو الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني، الذي ليس لديه خلفية صحافية، بحسب صحيفة الغارديان.

وقال خنفر في استقالته، بعدما لاحظ انتقاد دونالد رامسفيلد وزير دفاع بوش، وثناء هيلاري كلينتون على القناة، إن الجزيرة ما زالت مستقلة، وإن تغطيتها المتكاملة لم تتغير.