بالفيديو.. «عروس الدولة الفاطمية».. تتربع على شوادر حلوى المولد بـ«باب الشعرية»

الفجر السياسي

بوابة الفجر


 تصوير: أحمد علي و ياسمين عليوة و ولاء غنيم

تتزين منطقة باب البحر، فى قاهرة المعز، بشوادر حلوى المولد النبوي الشريف، فى هذا التوقيت من العام، حيث يشتهر أهلها بأساس الصناعة، ومنبعها، بل وتصديرها أيضًا.

رصدت «الفجر تي في»، مراحل تصنيع العروسة الحلوى، المعتمدة على السكر، من داخل أحد المصانع. 

.
«الحقيقة وراء عروسة المولد والحصان»

يعود تراث العروسة الحلاوة و الحصان لفترة الحكم الفاطمي، حيث كان الحاكم بأمر الله متزوجًا من سيدة جميلة، وطلب من صناع الحلوى وقتها أن يجسدوا لها تمثالًا من الحلوى تكريما لها، ومن هنا جاءت فكرة وجود «العروسة الحلاوة» كما هو مشاع بين المصريين.

أما عن الحصان ففي هذة الفترة أيضًا كانت هناك فتوحات وكتكريم للجنود صنع لهم الحصان الحلاوة، والسفينة، وهكذا ارتبطت العروسة الحلوى والحصان بذكرى المولد النبوي الشريف.
«حلاونية أبًا عن جد»

التقينا الحج «علي فرج العربي»، مالك أحد مصانع الحلوى، بالمنطقة، ليحدثنا عن صناعته قائلًا: «إحنا ورثنا المهنة دي أبًا عن جد، كل سنة بنعمل عروسة المولد، كانت زمان بتبقى الصناعة طول السنة ، لكن مع الوقت تفاوتت المدة و بقينا بنشتغل شهر واحد بس في موسم المولد النبوي، وباقي العام نقوم بانتاج الحلوى الجافة».

«مراحل صناعة العروسة»

استطرد الحج «علي» بإيجاز، أن مراحل صناعة الحلوى، تشمل «الغليان» و«الصب في القوالب»، ثم «الفك»، و«التزيين».

المرحلة الأولي:  «سكر عم أحمد السمكري»

عم «أحمد»، البالغ من العمر عامه الستون، قضى منها خمسون عامًا يعمل في صناعة عروسة المولد الحلوى، فى موسمها، وباقي العام يعمل سمكري سيارات.
 تبدأ مراحل صناعته التي تعلمها منذ صغره في الإسكندرية، قائلًا :«المرحلة الأولى بتبتدي عندي بالسكرو المايه، أسّويهم في القدر لحد ما يغلي، ولازم ابقي عارف درجة التسوية المناسبة عشان العروسة تبقي واقفة علي حيلها».


المرحلة الثانية «حلاوتك يا عم حسن»

يقوم «سيد»، مساعد عم «حسن»، باستلام السكر المنصهر، من قدر عم «أحمد»، ثم إذابة الخميرة والخفق الجيد، ليقوم عم «حسن» بدوره في صب هذا المكون داخل القوالب الخشبية المُعدة على شكل العروسة والحصان قائلًا: «بقالي 47 سنة بشتغل في صناعة العروسة الحلاوة من وأنا صغير، وباقي السنة بشتغل بياع أخشاب».

المرحلة الثالثة «الفكاك»

«رامي»، شاب يبلغ السابعة والثلاثين من عمره، قضى منهم ثمان عشرة في العمل بصناعة عرائس حلوى المولد النبوي، تعلّمها بالإسكندرية، ويتلخص عمله في فك القوالب بعد تشميعها، موضحًا أن أهم ما يميز هذه المرحلة، هو «السرعة والقوة».

المرحلة الرابعة «ختامها زينة»

تقول الحاجة «أم عمرو» إنها تقوم بمرحلة تزيين العروسة، لإضفاء اللمسات النهائية الجمالية، فتقوم باستخدام النشا الأبيض للصق ما يعرف بـ «الفضة»، في مناطق متفرقة من جسم العروسة، وأخر يصنع كتافات وفستان العروسة، حتي يقوم أخر برصها تمهيدًا لتسويقها.

«العروسة البلاستيك» VS «العروسة الحلاوة»

يحدثنا الحج «علي» مرة أخرى عن ما فعله سوق «العرائس البلاستيك» بسوق «عرائس الحلوى»، عاقدًا مقارنة بينهما قائلًا: «تأثرت العروسة الحلاوة بنظيرتها البلاستيكية، وذلك لرخص ثمنها، ما هددها بالإنقراض، حيث لم تعد تنتجها سوى ثلاثة مصانع فقط.

واستكمل حديثه قائلًا: «العروسة البلاستيك أسعارها بتبتدي من 60 جنيهًا فأزيد، أما العروسة الحلاوة سعرها يبدأ من خمسة جنيهات، وذلك متاح في أسواقنا أغلبها بالمناطق الشعبيبة والريفية، وتكلفة العروسة منخفضة، لأن كيلو العرائس يسجل 15 جنيهًا جملة للواحدة»، موضحًا أن العروسة عبارة عن 100 مللي جرام من السكر، ويعادل سعرها 150 قرشا، يطرحها البائع في الأسواق من ثلاثة إلى 5 جنيهات، لتحقق له ربحًا أكبر، كما أنها موفرة لرب المنزل».

ويوضح الحاج «علي»، أن العروسة البلاستيك لم تعرقل سوق العروسة الحلاوة، لأن ثقافة الاحتفال بالمولد النبوي تظل متربعة على عرش المراسم «العروسة الحلاوة هي المولد في مقابل أن العروسة البلاستيك متاحة طيلة العام فبهجة مولد النبي فيها هى والحصان».

«المناسبات حلويات»
اختتم الحاج «علي» أن صناعة الحلويات لا ترتبط بمناسبة بعينها، موضحًا: «كان لدينا قوالب على شكل (شكوكو) وعلي هيئة مسجد وقالب للأسد، وقوالب أخرى تناسب تجسيد أي وقت وأي مناسبة».