في ذكرى وفاته .. محطات من حياة "البارودي" زعيم الثورة وشاعرها

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 تمر اليوم 12 ديسمبر، ذكرى وفاة الشاعر محمود سامي البارودي،  رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وأحد زعماء الثورة العرابية .
وفي هذه الذكرى، رصدت "الفجر" عدداً من محطات رائد الشعر العربي:
المحطة الأولى
ولد محمود سامى البارودي في حي باب الخلق، لأبوين شركسي الأصل، و نال قدراً وافراً من العلم، والتحق بمدرسة المبتديان، ثم أنضم وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية عام 1852.
المحطة الثانية
عمل البارودي  بوزارة الخارجية، وسافر إلى الآستانة وأتقن التركية والفارسية،  كما التحق هناك بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية، وظل هناك نحو سبع سنوات، إلي أن عاد البارودي مرة أخري إلي مصر في  ١٨٦٣.
المحطة الثالثة
أنعم على البارودي برتبة "اللواء" كما نال الوسام المجيدي من الدرجة الثالثة ، ونيشان الشرف، لما قدمه من ضروب الشجاعة وألوان البطولة، فـــكان له أعمال مجيدة، منذ أن اشترك في الحملة العسكرية لمساندة جيش الخلافة العثمانية في إخماد الفتنة التي نشبت بجزيرة "كريت"، كما كان  قائداً في الجيش المصري العثماني، ضد روسيا ورومانيا، وأستطاع أن يحارب ببثالة.
المحطة الرابعة
وشكل الوزارة الجديدة عام 1882م ، وعين فيها "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال ، ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة، لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها، والتي افتتحت أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون مناسباً لآمال الأمة  ومحققًا لأهدافها، وحافظا لاستقلالها .
 وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي ، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق ، ثم عرضه على مجلس النواب.
المحطة الخامسة
و بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في 1882 الى سريلانكا، ليظل في المنفى حوالى 17 عاما.
المحطة السادسة
  ترك البارودي العمل السياسي بعد أن عاد إلي القاهرة ، وفتح بيته للأدباء والشعراء، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران ، وإسماعيل صبري ، وقد تأثروا به، وتأثر أسلوبهم بمدرسته، فشهد عصره تقدماً كبيراً، وخطو بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة"،  ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه عام 1904م  .
يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث ، وقد أستطاع ربطه بحياته و سياسة  وطنه، وترك  ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبعت في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري.