مى سمير تكتب: دراسة أمريكية: أوباما يتظاهر بمحاربة الإرهاب

مقالات الرأي



الرئيس الأمريكى أمر المخابرات بتجاهل مليون معلومة مضبوطة بمنزل «بن لادن»

ينطبق المثل الروسى «نحن نتظاهر بالعمل وهم يتظاهرون بدفع أجورنا» على طريقة محاربة إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، للإرهاب، حيث تتظاهر بمحاربته، بينما لا تفعل شيئاً حقيقياً فى الواقع. فى دراسة أعدها ستيفن هايز وتوماس جوسلين، الباحثان بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، نشرها موقع ناشنوال ريفيو، تحت عنوان «الحقيقة القاسية حول سياسة أوباما فى محاربة الإرهاب»، تتعمد إدارة أوباما عدم محاربة الإرهاب، لدرجة أن البيت الأبيض فى كثير من الأحيان، لا يفضل استخدام تعبير مكافحة الإرهاب ويلجأ فى المقابل، لعبارة «محاربة عنف المتطرفين».

وعلى سبيل المثال عثرت المخابرات الأمريكية، فى مايو 2011، بمنزل أسامة بن لادن، بعد اغتياله، على نحو مليون معلومة استخباراتية، منها أعداد كبيرة من أقراص الفيديو الرقمية، ومحركات الأقراص الصلبة، وعشرات من أرقام الهواتف المحمولة، وأكثر من 100 سى دى.

ووفقاً لأحد مسئولى البنتاجون، فإن هذه المعلومات هى الأكبر فى تاريخ الحرب على الإرهاب، وتولت وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية عملية تحليلها، وبحسب الكولونيل ديريك هارفى، فإن الوكالة لم تقم حتى الآن سوى بتحليل 10% منها، والمثير للدهشة أن إدارة أوباما، أعطت أوامر مباشرة بالتوقف عن تقديم تحليلات استخباراتية بناء على هذه الوثائق.

وتبرهن قضية المتهم الهارب من الجيش الأمريكى، بوى بيرجدال، على عدم جدية أوباما فى التعامل مع حركة طالبان، ووفقاً لمركز لندن للأبحاث السياسة، قال الكولونيل تونى شافر، إن دائرة التحقيقات الجنائية البحرية كانت تملك فى عام 2009، دليلاً واضحاً بأن بيرجدال كان ينوى الانضمام إلى الحركة المتطرفة، وكانت لديه خطة مدروسة فى هذا الصدد.

وقال شافير لقناة فوكس نيوز، إن هذا الاستنتاج كان نتيجة تحقيق للأجهزة الجنائية التابعة للبحرية الأمريكية والتى اطلعت على جهاز الكمبيوتر الخاص ببيرجدال، وأسفرت تلك التحقيقات عن أدلة تؤكد تعاطفه مع التنظيمات الإرهابية ولقاءاته المتعددة مع السكان الأفغان، التى كانت تهدف لتقديم نفسه إلى تنظيم طالبان، كما أن الجندى الأمريكى كان يحلم أيضا بالسفر إلى أوزباكستان والتواصل مع عصابات الجريمة المنظمة.

ورغم الشبهات التى تحيط بالجندى الأمريكى، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وافقت على الإفراج عن 5 من كبار قيادات حركة طالبان كانوا معتقلين فى معتقل جوانتانامو، فى مقابل إطلاق سراحه، باعتباره مختطفًا ومحتجزا لدى طالبان لعدة سنوات.

ووفقا للصفقة التى عقدتها إدارة أوباما مع طالبان، فإن القيادات الخمس تم نقلها إلى قطر، بشرط البقاء هناك لمدة عام قبل العودة إلى أفغانستان، ولكن تقارير المخابرات المركزية الأمريكية، تؤكد أن 3 من هؤلاء القيادات انتهكوا شروط الصفقة وتواصلوا مع طالبان، ومن المؤكد أنهم عادوا إلى أفغانستان فى يونيو الماضى لم يترددوا فى العودة من جديد إلى الحركة.

وكما لا يتمتع أوباما بالجدية فى القضاء على القاعدة، إلى درجة إصداره أوامر بالتوقف عن تحليل كنز المعلومات الاستخباراتية التى كانت موجودة فى منزل بن لادن وإطلاقه لسراح قيادات طالبان، فإنه لا يتمتع بالجدية الكاملة أيضاً فى محاربة داعش.

وفى جلسة استماع بالكونجرس الأمريكى اعترف الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة المركزية الأمريكية بأن من كل 4 غارات جوية تشنها الولايات المتحدة على داعش، هناك غارة تقوم بإسقاط أسلحة.

ويرجع ذلك إلى أن إدارة أوباما تركت تنظيم داعش يتوسع ويسيطر على مساحة جغرافية تعادل مساحة بريطانيا، وبالتالى لم يعد قصفه أمراً سهلاً خاصة فى ظل احتمالات إصابة عدد كبير من المدنيين.

وبحسب التقارير تهاون واشنطن مع داعش وإعطاؤه فرصة للتوسع لم يقتصر فقط على الشرق الأوسط، حيث أصبح له فرع فى ليبيا، تونس واليمن كما أعلن تنظيم بوكو حرام فى نيجيريا انضمامه له، ولكن بحسب مصادر من المخابرات والشرطة المكسيكية، تم العثور على وثائق باللغة العربية والأردية فى مسجد قرب مدينة سيوداد خواريز، بالمكسيك تشير إلى الاستعداد لإنشاء معسكر تدريبى فى مدينة إل باسو تكساس الأمريكية.

وصرح وزير الأمن الداخلى الأمريكى، جيف جونسون، فى برنامج 60 دقيقة على محطة سى بى اس، أن 40 على الأقل من الأمريكيين الذين قاتلوا مع الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا، عادوا بالفعل إلى الولايات المتحدة، وإدارته لديها برنامج لمراقبة هؤلاء ولكن هذا لا يعنى أن هناك ضمانة بعدم إقدامهم على عمل إرهابى، وأنهى كلامه بالإشارة إلى أن أمريكا تتظاهر بأنها تحارب الإرهاب.