ننشر كلمة مستشار مطران سانت كاترين في المؤتمر الصحفي العالمي
ألقى توني كازامياس، مستشار مطران سانت كاترين، كلمة أمام المؤتمر الصحفي العالمي، في ختام الاحتفال بذكرى القديسة "كاترينا" في مدينة سانت كاترين، مساء اليوم.
بدأ كازامياس خطابه بقضية التعايش السلمي والتسامح غير المتوفر في أي مكان في العالم سوى في مصر، كما احتوى خطاب كازامياس على عدد من الموضوعات الرئيسية والقضايا الشائكة في مصر والعالم أجمع، وأهمها مكافحة الإرهاب ودور العالم في التصدي له بجانب ما تقوم به مصر من أعمال مكافحته.
وجاء نص الكلمة التي كانت تحت عنوان "رسالة سلام من أرض السلام".
الضيوف الكرام:
إنه لشرف عظيم أن أتواجد اليوم هنا بين جميع الأحباء، اسمحوا لي أن أتشارك معكم بعض التساؤلات بدلا من أن ألقي كلمة نمطية في هذه المناسبة. اذكروا لي دولة واحدة على مستوى العالم يتعايش فيها سلميا لقرون طويلة المسلمون والمسيحيون ؟ اذكروا لي دولة واحدة يسكن في احيائها المسلمون والمسيحيون ؟ ولا يستطيع أي زائر لهذه المناطق أن يميز من هو المسلم ومن هو المسيحي ؟ اذكروا لي أي دولة إسلامية في العالم يمارس فيها اتباع الديانات الآخرى شعائرهم وطقوسهم الدينية بحرية تامة ؟ اذكروا لي دولة على مستوى العالم يتبادل سكانها التهنئة في الاعياد والمناسبات الدينية مع اختلاف معتقداتهم ؟ اذكروا لي دولة يصوم فيها المسلمون والمسيحيون خلال شهر رمضان المعظم ويعيدون معهم ويتشاطرون معهم العادات المصرية الأصيلة ومظاهر البهجة ؟ هل هناك دولة على مستوى العالم يتم الاحتفال بعيد شم النسيم من المسلمين والمسيحيين معا ؟ الرد هو مصر.. وفقط مصر.
ارض الكنانة التي احتضنت جميع الحضارات وجميع الديانات دون أن تفقد هويتها بل استطاعت أن تحتوي جميع البشر بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم وأن تنقل لهم معنى التسامح والتعايش السلمي، وتعد مدينة سانت كاترين هذه البقعة الغالية من ارض مصر المثال الحي على التعايش السلمي والتسامح.
السيدات والسادة:
تم انشاء دير سانت كاترين منذ عدة قرون قبل دخول الإسلام لمصر وقرون كثيرة قبل إنشاء مفهوم الدولة المصرية على مدى هذه القرون لم يتغير الشعب المصري الذي لم يستضيف هذا الدير فقط بل حال دون المساس به على مدى جميع العصور. أيضا يعد الدير مزارا هاما لجميع الزائرين باختلاف معتقداتهم الدينية، الجميع يزورون الدير ويستلهمون لرب السموات دون أن يفكروا رب من هذا. ويعد الدير من أهم المزارات الموجودة على الخريطة السياحية لمصر، ويعد التعاون بين سكان الدير وأهل المنطقة مثال حي على التعاون والتفاهم بين الديان، سكان المنطقة المسلمين دافعوا باجسادهم وأرواحهم عن الدير المسيحي الذي تعرض لمحاولات غزو عديدة على مر القرون ورهبان الدير يحاولون جاهدين لتوفير باب رزق لسكان المنطقة وتحقيق تنمية فعلية للمنطقة.
فمن هم الذين يروجون عن مصر أنها دولة لا تحترم حرية العبادة ؟ من هم الذين يتكلمون عن حقوق الإنسان ؟ فهل هناك حرية أهم من حرية العبادة ؟ وهل هناك حق أسمى من ذلك ؟ هل هناك دولة في العالم غير مصر تسمع فيها الأذان وتسمع أيضا أجراس الكنائس في نفس الوقت ؟
وخاصة نحن اليونانيون عشنا في مصر على مدى قرون طويلةوالتحمنا بالنسيج المصري الأصيل فأصبحنا مصريين، نحمل مكانة خاصة لليونان في قولبنا نتحدث اللغة العربية نتمتع بالأكلات المصرية نفرح لفرح المصريين ونتألم عندما يتألمون نغضب عندما تتعرض مصر للإساءة من قبل المغرضين.
الجمع الكريم:
حزنا جميعا بوقوع الحادث المأسوي الذي تعرضت له الطائرة الروسية، وغضبنا غضبا شديدا من رد فعل المجتمع الدولي المتلون الذي دفع بمصالحه قدما وسكت عن الحق، إجراءات تعسفية اتخذت فورا ضد مصر تم إلغاء رحلات طيران لمدينة شرم الشيخ وسائل الإعلام بثت الرعب في نفوس زائري مصر الكرام.
وأتساءل:
أين كان هؤلاء عندما تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لأكبر عمل إرهابي على مر التاريخ ؟ هل منعوا الرحلات الجوية للولايات المتحدة ؟ كلا هل أجلوا مواطنيهم ؟ كلا. فلماذا الغرب يكيل بمكيالين ؟
الهجوم الإرهابي في باريس أصعق العالم ولكن هذا العالم لم يعلق عن شهداء مصر البواسل من رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء الذين يستشهدون دفاعا عن الوطن وعن الكرامة الإنسانية، فهناك تعتييم عالمي عن الحرب الدامية الدائرة في شمال سيناء إيمانا منهم أن هذا شأن داخلي وبرغم التحذيرات المتكررة التي وجهها الرئيس السيسي بخصوص الخطر الداهم للإرهاب الغاشم أفاقت الدول لهذه التحذيرات بعد أن طالتهم مأساة مواجهة العدو الخفي الذي لا دين له ولا مبديء، لقد افاق العالم على فاجعة عندما طرق الإرهاب باب الدول الأوربية وحتى ذلك الحين لم يستمع قادة الدول الأوربية الكبرى لما قاله الرئيس السيسي، مرارا وتكرارا ناصحا اياهم أن دولهم ليست بعيدة عن خطر الإرهاب الكائن بمنطقة الشرق الأوسط واما الدليل الفعلي عن الحب والتسامح والمشاركة بين طوائف الشعب المصري قيادة وحكومة وشعبا هو تواجدنا هذا اليوم معا متمتعين بأجواء الأمن والأمان والمحبة الفعلية لنصلي جميعا من أجل مصر مهد الحضارات والأديان السماوية لنصلي جميعا من أجل شعب مصر الطيب المتسامح، لنصلي جميعا من أجل الرئيس السيسي الذي حمل على كاهله هم كبير، لنصلي جميعا من أجل أخواننا القوات المسلحة والشرطة وقضائنا الشامخ وأخيرا لنصلي من أجل غد أفضل وسلام شامل لكل البشر.