العرب اللندنية: لماذا الآن الهجوم الغربي على "السعودية" ؟

السعودية

أرشيفية
أرشيفية

طرحت صحيفة العرب اللندنية، سؤالا حول ماذا حدث لعلاقات وطيدة كانت تجمع دولا غربية عدة مع السعودية، ولماذا ترتفع حدة هجوم صحف ووسائل إعلام وسياسيين غربيين على الرياض الآن؟. 

وأشارت الصحيفة إلى أن  نقطة الانطلاق المشتركة للحملات الإعلامية هي الاتهام السائد والذي يزداد ترديدا: توسع نفوذ رجال دين سعوديين وأثرياء متشددين يناصرون جماعات متطرفة تقاتل في سوريا والعراق.

ويرى الغرب تصاعدا ملموسا في مقاومة موجة التغيير في السياسات السعودية من الداخل، إذ تعتقد دوائر ينتمي إليها متشددون مرتبطون بشكل كبير بالسلطة الدينية الرسمية أن أي تغيير في طبيعة المجتمع السعودي المحافظ يمثل معركتهم الخاصة، وهو الأمر الذي تردده بشكل كبير دوائر في صناعة القرار الغربي صارت تميل أكثر نحو وجهات النظر الإيرانية.

ويحاول سياسيون سعوديون بين الحين والآخر الرد على تصريحات سياسيين غربيين في السلطة أو المعارضة، لكن يظل التقارب الغربي المتسارع مع غريمتها التقليدية إيران صداعا لا علاج له.

وأضافت أنه بعد توقيع اتفاق نهائي حول برنامج إيران النووي في منتصف يوليو الماضي، بدأ حلم إعادة العلاقات مع إيران إلى مرحلة ما قبل الثورة الإسلامية يراود من جديد واضعي السياسة في الغرب.

ويحاول هؤلاء دحض فكرتين أساسيتين هما: أن صعود المعتدلين إلى السلطة في إيران ما زال بعيد المنال، وأن طهران تدعم أيضا مجموعات متشددة دينية بالأسلحة والمتطرفين كحزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية العراقية، والحوثيين الذين يقاتلون ضد الحكومة الشرعية في اليمن.

وإلى جانب ذلك، يغفل الكثير من السياسيين والحقوقيين في الغرب أن إيران تنفذ خلال عام واحد أحكاما أكثر بكثير من عدد أحكام الإعدام التي تقرها السعودية.


ورغم ذلك، حققت المقالات المعادية للسعودية في الصحافة الغربية رقما قياسيا. وآخر هذه الهجمات افتتاحية مجلة “أوبزيرفر” البريطانية، التي حثت الحكومة على إعادة النظر في العلاقات مع الرياض، وقبلها بيومين نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مقالا عن السعودية بعنوان “موجة غير مسبوقة من الإعدامات”.

وتقود هذه الروايات تحديدا صناع القرار في الغرب، الذين يعتقدون أن محاربة داعش تتطلب حربا أيديولوجية بنفس حجم الحرب العسكرية، إلى الاعتقاد بأن الفصائل الجهادية في العالم بشكل عام تنهل أفكارها المتشددة من منبع الوهابية التي تقوم عليها السلطة الدينية داخل المملكة العربية السعودية.

ويرجع محللون هذا التراجع إلى قلة الاعتماد على النفط السعودي بعدما شهد قطاع النفط الصخري الأميركي مؤخرا ثورة إنتاجية كبيرة، إلى جانب دور الاضطرابات العنيفة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط في تسليط الضوء بشدة على السياسة السعودية، وأيضا أفراد يصرون رغم الإجراءات الحكومية الصارمة على إرسال أموال كثيرة إلى الجهاديين.

وواجه جيرمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني ومعه لورد بادي أشدون، الدبلوماسي السابق وعضو مجلس العموم، انتقادا لاذعا من قبل الأمير محمد بن نواف سفير السعودية في لندن الأسبوع الماضي بعدما اتهما السعودية بتمويل تنظيم داعش، وأشارا إلى “تأثير أثرياء سعوديين على صناع القرار البريطانيين”.

لكن محللين آخرين في الغرب مازالوا يعتقدون بأن إنهاء التحالــف مع السعوديــة قد يؤثـر على النظام الحاكــم هنــاك بشكل كبيـــر، ويقول جيدون راتشمان الكاتب في صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانيــة “خلال السنوات الخمس السابقة، ثبت بالدليل القاطع أن سقوط أي نظام حكم في الشرق الأوسط ينتج عنه نظام آخر أكثر تشددا بكثير”.

وأضاف “الخوف يكمن في المتشددين المنتشرين في كل مكان في السعودية،  الغرب يخشى من وضع كارثي إذا انضمت السعودية إلى صفوف الدول الفاشلة في المنطقة”.

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه “تخلصوا من أسرة آل سعود، وستبدأون الصراخ من أجل إعادتهم إلى الحكم مرة أخرى خلال ستة أشهر فقط”.

لكن الحكومة البريطانية تبقى حريصة على العلاقات مع السعودية ولا يبدو أنها تبدي أي تأثر كرد فعل للحملة الصحفية الموصوفة التي تتصاعد ضد السعودية.