لماذا نسف الشاطر البرنامج الانتخابى لمرسى؟

أخبار مصر



دعك من أن مشروع النهضة إن كان نبيل أم فكرى أم سنية أم منيرة، دعك من أن مشروع النهضة يلد ولا يبيض. وأننا اكتشفنا انه ليس طائرا خرافيا يضع بيضه فى عش بعيد عن الأعين والرقابة والمتابعة. دعك من كل ذلك ولا تركز فى كل التعليقات فقط على شبكة الانترنت عن تصريح خيرت الشاطر (مفيش مشروع نهضة) تذكر فقط أن مشروع النهضة كان من اختراع وتصميم وتخطيط المهندس خيرت الشاطر بنفسه، وانه كان البرنامج الانتخابى للشاطر كمرشح للرئاسة فى المؤتمر اليتيم للمرشح خيرت الشاطر فى ذلك الوقت.

اتذكر درجة ثقة الشاطر وفخره كمرشح رئاسى ببرنامجه الانتخابى.تغير المرشح الرئاسى للاخوان ولم يتغير مشروع النهضة كبرنامج انتخابى. وأكد الإخوان أن مشروع النهضة هو مشروع أمة وليس ملكا للشاطر أو حتى الدكتور مرسى أو الإخوان، مشروع النهضة مشروع مصر.حتى الخبثاء على الانترنت كانوا يصفون الدكتور مرسى بأنه (صاحب صاحب مشروع النهضة) ورد الإخوان على الانترنت بتعليق مماثل بان المرشح شفيق (صاحب صاحب الضربة الجوية ).

فلماذا اكتشف الشاطر فجأة أن مفيش مشروع للنهضة ؟ أو بالأحرى هل اكتشف صاحب مشروع النهضة أن مشروعه غير متكامل أم انه قرر لاسباب ما أن يضرب البرنامج الانتخابى للرئيس مرسى.البرنامج الذى انتخب على اساسه وتعهد الرجل بتنفيذه.وكان واثقا أن فريقا كاملا بقيادة الشاطر قد اجتهد وكد وبحث لوضع مشروع النهضة أو بالأحرى برنامجه الانتخابى.

بعض اعضاء واصدقاء الإخوان حاولوا استيعاب الامر أو بالأحرى الصدمة.وظهروا بمبررات من نوع الشاطر اكتشف أن الناس فاهمة مشروع النهضة خطأ وأراد أن يصحح المفاهيم، وآخرون قالوا إن الشاطر خشى أن يبنى الناس التصورات والآمال على مشروع النهضة، وليس اخطر على المواطن من التعلق بحبال النهضة (الدايبة).

ولكن هذا التبرير لا يبدو مقنعا، فاذا كان الشاطر وفريقه قد اكتشفوا فيروس قاتلاً فى مشروع النهضة، فقد كان من الممكن علاج البرنامج الانتخابى للرئيس فى سرية وهدوء.كان من المتصور أن يقوم الشاطر بتعديلات فى مشروع النهضة تتناسب مع حجم الوهم أو الضرر فى جسد مشروع النهضة.

وذلك دون احراج للرئيس مرسى. خاصة أن الدكتور مرسى قد اختار بعض الوزراء فى الحكومة من فريق مشروع النهضة.ومساعد الرئيس الدكتور عصام الحداد كان من فريق النهضة.وبالمثل فان ثلاثة اعضاء من الفريق الرئاسى لمرسى من اعضاء مشروع النهضة.

بل إن ضربة الشاطر اصابت حكومة قنديل فى مقتل سياسى، فرئيس الحكومة وعدد لا بأس به من وزرائه قد صدعوا المواطنين بتصريحات من نوع (البدء فى تنفيذ مشروع النهضة) (خطة لجذب الاستثمارات لتنفيذ مشروع النهضة) و(اجتماعات وزارية لمتابعة تنفيذ مشروع النهضة) و(الحكومة تنجح فى توقيع اتفاقيات فى إطار تنفيذ مشروع النهضة) بعد كل هذه التصريحات يباغت الشاطر الجميع بنسف مشروع النهضة.

وقد حاول المتحدث الرسمى للرئاسة الدكتور ياسر على محاصرة ضربة الشاطر، فكتب فى الاهرام مقالا يدافع عن مشروع النهضة ويؤكد انه مشروع فكرى ونبيل، واضاف ياسر أن مشروع النهضة هو مشروع متكامل وليس مشروعًا اقتصاديًا وتنمويًا فقط.

كل هذه الاوصاف كانت محاولة من اهل البيت الرئاسى للرد بطريق غير مباشرة على ضربة الشاطر، أو بالأحرى للرد على النيران الصديقة ضد البرنامج الانتخابى للرئيس.المفاجأة أن الرئيس مرسى نفسه قد تجاهل تصريحات الشاطر.وتعامل مع مشروع النهضة فى حواره التليفزيونى بوصفة البرنامج الانتخابى الذى تعهد بتنفيذه.

ثمة تفسيرات خبيثة وغير صديقة لضربة الشاطر فى مشروع النهضة.وثمة تفسيرات اخرى نفسية وتحليلات اكثر عمقا فى عالم السياسية. الخبثاء يرون أن الشاطر قد بدأ يضيق بانحسار الاضواء والأدوار عنه، وان رجاله فى القصر الرئاسى وبعضهم تلاميذ له قد صاروا اكثر فاعلية وتأثيرا فى بعض القرارات والخطوات منه.وان رجل الاتصالات السرية قد ضاق ذرعا بالعمل خلف الأضواء. خاصة أن الكثير مما جناه مرسى يرجع إلى تربيطات واتصالات الشاطر السرية واجتماعاته المغلقة، فقد كان الشاطر هو رجل المفاوضات مع الوفود والادارة الامريكية.وهى المفاوضات التى مهدت للاخوان كسب ود وثقة الامريكان، وبالمثل فان الشاطر كان رجل المفاوضات والرحلات المكوكية لقطر.وقطر تلعب الآن دورا محوريا فى دعم الاقتصاد المصرى واعلنت عن حزمة مساعدات ومشروعات لمصر، فالرئيس مرسى يحصد الآن ما صنعه وخططه الشاطر عبر الفترة الانتقالية.

بالطبع لا أريد أن انفذ إلى النوايا والعقول، ولا اجزم أن الشاطر قد ضاق ذرعا بدور الوسيط والمخطط السرى، ولكننى اؤمن بان من الصعب أن يحتفظ اثنان بنفس نوع ومتانة العلاقات اذا كان أحدهما فى بؤرة الضوء والآخر خلف ستار.ربما يكملان بعضهما والآن المؤكد أن العلاقة بين الشاطر ومرسى ستشهد تغييرات، وأن التطابق الآن فى كل الخطوات اصبح مستحيلا. لأن وضعهما اصبح مختلا أحدهما الآن يسكن القصر الرئاسى ويفتح له قاعات كبار الزوار فى كل الدول، بينما المهندس الشاطر اكتفى بافتتاح سلسلة سوبر ماركت.