خيانة فى «النور»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


شباب الدعوة السلفية يتهمون الحزب بمخالفة الشريعة بعد ترشح المرأة والأقباط

على عكس المتوقع، فشل حزب النور فى الانتخابات البرلمانية، ولم يجن سوى السقوط الكبير، خلافا لوجهات النظر التى رشحتهم لخلافة الإخوان وإمكانية الحصول على أغلبية البرلمان كخطوة أولى لتشكيل الحكومة.

برهامى لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ولجأ إليها، وقام بتجنيد كل رجاله الثقات والقواعد لخوض غمار انتخابات مجلس النواب، واتخذ عدداً كبيراً من القرارات كانت سببا مباشر فى غرق سفينة النور، كان منها الإطاحة بالمرجعيات الرئيسية للدعوة السلفية أمثال الشيخ أحمد النقيب وسعيد عبد العظيم، وخوض الحزب الانتخابات بنظام القائمة مما أجبره على الدفع بالمرأة طبقا لنصوص الدستور، إضافة إلى الاستعانة بأقباط 38، وتحويل الانتخابات للصبغة العائلية لرجال برهامى الثقات.

كل ما سبق دفع القواعد للاستنفار ضد برهامى وقيادات النور، احتجاجا على تلك القرارات وهى ما دفعتهم لخيانته وبيعه فى سوق الانتخابات البرلمانية بثمن بخس وحصل برهامى على صفر كبير.

1

الانتخابات العائلية وسقوط عائلات بكار والشحات والزرقا وخليفة

فى قرار غير مبرر وغير مفهوم خاصة للقواعد، قام الدكتور ياسر برهامى بتخفيض قوائمه الأربعة التى قام بالتخطيط لها على مدار أشهر لقائمتين هما قائمة القاهرة وغرب الدلتا وهو ما أوقع القواعد فى حيرة كبير ولغط هائل، ولكن كان الأغرب من هذا القرار والذى عصف بكل إمكانيات النور والذى ضرب القواعد فى مقتل، الدفع بكل من نادر بكار نائب رئيس حزب النور لشئون الإعلام مرشحاً عن الإسكندرية وزوجته مريم بسام الزرقا مرشحة عن محافظة البحيرة «قائمة غرب الدلتا». كما خاض حما نادر بكار ووالد زوجته مريم «بسام الزرقا» نائب رئيس الحزب الانتخابات عن قائمة القاهرة، وترشح سيد مصطفى خليفة، نائب رئيس حزب النور، وشقيقه محمد مصطفى خليفة، وكيل حزب النور بكفر الشيخ، فى المقاعد الفردية، وترشح عبد الله بدران، وزوجته ضمن قائمتى الحزب.

ووفقا للمصادرنا فإن ياسر برهامى كان له تدخل مباشر فى اختيار بعض الأعضاء المحسوبين عليه فى الدعوة السلفية، ووضعهم فى القوائم الاحتياطى، وكان أبرزهم أحمد الشحات شقيق عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، والذى خسر الانتخابات الماضية، كما وضع غريب أبو الحسن الذى ضمه مؤخرًا لمجلس إدارة الدعوة السلفية، وجعله ضمن قوائم الاحتياط.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل دفع برهامى بكل رجاله الثقات لخوض الانتخابات على القائمة، ومنهم طلعت مرزوق، مساعد رئيس حزب النور للشئون القانونية، ومحمد منصور، عضو لجنة الخمسين وقيادى بالنور السلفى، الدكتور أشرف ثابت نائب رئيس الحزب، نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، وفتحى سعد سليمان حسين، والسيد حسنين متولى، قد ترشحوا جميعاً على مقاعد قائمة النور غرب الدلتا التى خسرت الانتخابات.

وقام بالدفع ببسام الزرقا مساعد رئيس الجمهورية فى عهد الإخوان والقيادى البارز فى حزب النور وذراع برهامى اليمنى على قائمة قطاع القاهرة، ليكون حصانه الرابح فى تلك المعركة خاصة مع قائمة فى حب مصر، خصوصا أن برهامى كان يفكر فى الدفع بالزرقا على قائمة الصعيد لكن قرار الدمج دفعه لوضعه على قائمة القاهرة والتى خسرت بالضربة القاضية على يد قائمة فى حب مصر، خاصة وإن قائمة القاهرة تضم عدداً كبيراً من المرأة والأقباط بعكس قائمة غرب الدلتا التى كانت تضم كوادر كبيرة من النور.

2

الحزب باع مبادئه ودفع بـ 56 امرأة و24 قبطيا

تعتبر هذه القضية المعقدة على أرض الواقع التى دفعت السلفيين للانتقام من برهامى على طريقتهم، خاصة أنهم باتوا فى معضلة حقيقية ورأوا أن الحزب تخلى عن مبادئه وعقيدته وفتاوى شيوخه حول ترشح المرأة والأقباط على قوائمه الانتخابية بثمن بخس، حيث سحب الحزب فى اللحظات الأخيرة قائمتين من خوض الانتخابات من أصل أربع، مما يلغى أمر سعيه للحصول على الأغلبية.

ورأى أتباع برهامى أنه بالنظر إلى قائمة غرب الدلتا، فالحزب لن يستفيد من إجمالى 15 مرشحًا إلا بـ 6 فقط، والباقى سيدات وأقباط، وبالنسبة لقائمة القاهرة الكبرى فالحزب لن يستفيد إلا بـ 18 مرشحًا من إجمالى 45؛ لأن الباقى أقباط ونساء، بما يعنى أن إجمالى ما يستفيد به من قائمتى غرب الدلتا والقاهرة 24 مرشحًا، كان على فرض نجاح القائمتين، والباقى 36 لن يستفيد بهم سوى «كمالة عدد» وأن الحزب لكى يستفيد بـ 3.5 % من مرشحى البرلمان باع مبادئه، وخالف فتاوى شيوخه، بالإضافة لكم الإهانات التى انهالت عليه.

3

الخيانة الكبيرة للسلفيين لمشايخهم فى الفردى

بعد الفشل الكبير لقائمتى النور فى غرب الدلتا والقاهرة سقط النور أيضا وقياداته فى امتحان الفردى،

كما فشل عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا للحزب وأمناء المحافظات لينضموا إلى القيادات الذين فشلوا فى المرحلة الأولى وعلى رأسهم كل من طلعت مرزوق وعمرو مكى وحسنى المصرى وعبد الله بدران، الذين سقطوا فى الجولة الأولى من الفردى فى المرحلتين الأولى والثانية.

وكانت رسالة القواعد للمشايخ عودوا إلى سيرتكم الأولى، خاصة أن برهامى كان يراهن برجاله الثقات فى الفوز فى دوائرهم من الجولة الأولى، فى عدد من المحافظات مثل كفر الشيخ والمنوفية والبحيرة. ولكن على أرض الواقع لم يتحقق شىء سوى فوز أحمد العرجاوى عن دائرة أبو حمص، وهى دائرة رئيس الحزب يونس مخيون الذى أعلن عن فوز مرشح النور بفضل القواعد ودعمه له، لكن كان رد القواعد قاسيا بقولهم إن «العرجاوى نجح عندا فى مرشح الفلول».

4

سقوط المرأة الحديدية وخليفة برهامى فى جناح المرأة

حنان علام ليس اسماً سهلاً فى قواعد النور النسائية بالتحديد، فهى شبيبة وتلميذة ياسر برهامى، وأمينة المرأة بمحافظة الإسكندرية، ولها نشاط نسائى جيد بالمحافظة وقد كانت إحدى المرشحات فى قوائم الحزب فى الانتخابات، تمتاز بلباقة الحديث، وأحدثت طفرة فى اللجنة النسائية بالإسكندرية. وكان برهامى يعتمد عليها بشكل كبير، وكانت تعتبر فرس الرهان بالنسبة للسلفيين لتطوير أداء المرأة فى العمل السياسى بعدما حللوا دخوله، كما اعتمد عليها فى إقناع المنتقبات بالعمل السياسى بحجة الدفاع عن الدعوة من خلال البرلمان، ولكن القواعد السلفية خاصة المرأة ما زالت فى حيرة من أمرها ولم تستطع الخروج على فتاوى برهامى القديمة وفتاوى منظرى المدرسة السلفية بعدم مشاركة المرأة فى العمل السياسى ومكانها الصحيح فى البيت، وتلك المعضلة كانت سببا حقيقيا فى ضياع نصف أصوات القواعد السلفية خاصة النساء.

5

برهامى بعد السقوط الكبير: عودوا لمساجدكم

وفى أول تعليق له على خسارة الحزب السلفى فى انتخابات مجلس النواب وجه الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، رسالة إلى أبناء التيار السلفى بعد الهزيمة الثقيلة، فى محاولة منهم للم الشمل والإسراع بتحقيق مطالب القواعد قبيل الإطاحة المتوقعة به مع رجاله حيث طالبهم فيها بالعودة لمخاطبة الناس والاختلاط بهم عبر المساجد والمجالس المختلفة ونسيان هزيمتهم فى الانتخابات البرلمانية. 

وأضاف برهامى، فى الرسالة التى نشرها الموقع الرسمى للدعوة السلفية: «أقول لشبابنا ورجالنا ونسائنا فى كل مكان، بذلتم كل ما فى وسعكم – أدعو الله أن يجعله خالصًا لوجهه- خذلكم مَن خذلكم، وخالفكم مَن خالفكم، وشمت بكم مَن شمت، وكل ذلك لا يضركم، فاختلطوا بالناس، وادعوهم إلى الله، وتحملوا الأذى فى سبيل الله - واحرصوا على وحدة بلدكم ومصلحته، وحافظوا على كل سبب يؤدى إلى عصمة دماء الناس».