مى سمير تكتب: زعماء ومهاويس
■ ابتسم لأول مرة بعد 67 عندما زار السودان ورأى الاستقبال الحافل به.. وكان يحتفظ بمصحف صغير أهداه له شاب سودانى لآخر يوم من عمره
■ الكتاب الثالث يتناول فترة تأميم القناة والعدوان الثلاثى
أردوغان.. ديكتاتور مجنون بالسلطة
■ المخابرات الأمريكية: أردوغان شخص فاسد ولديه استعداد لعمل أى شىء من أجل البقاء
■ التحليل النفسى: محدود الأفق نرجسى من النوع المدير ومصاب بمرض متلازمة الغطرسة وغروره بلا حدود وبلاغته لإضفاء هالة الفخامة والعظمة
1-المتلاعب
تبدو تركيا وكأنها غارقة فى مستنقع من المشاكل الدبلوماسية التى قد تتطور إلى مواجهات عسكرية فى أعقاب قيامها بإسقاط الطائرة الروسية. لم تلق حادثة الطائرة الروسية الضوء فقط على العلاقة القوية التى تجمع بين تركيا والجماعات المسلحة فى سوريا ولكنها أيضا كشفت جزءًا من أزمة تركية والمرتبطة بشخص الرئيس التركى رجب طيب أردوغان. فى هذا الإطار صدر حديثا فى الولايات المتحدة كتاب (المتعطش للسلطة: أردوغان ومطاردة السحرة وإساءة استعمال السلطة) للصحفى التركى أودجان فانداتس. يتعرض الكتاب لتفاصيل حكم أردوغان ويكشف ملامح الديكتاتور التى تكمن بداخله، ويستعرض مجموعة من أهم المقالات التى نشرها الصحفى التركى إلى جانب لقاءاته مع ضباط المخابرات الأمريكية، والمحللين السياسيين والنفسيين الذين حاولوا تقديم تحليل لشخصية أردوغان.
يبدأ الكتاب بالإشارة إلى أن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن الترويج للديمقراطية فى الشرق الأوسط لا يتعلق فقط بالحرب على الإرهاب ولكنه مرتبط أيضا بأسباب اقتصادية حيث يمثل العالم الإسلامى سوقًا اقتصادية ضخمة للولايات المتحدة الأمريكية ولهذا فإن أمريكا فى حاجة للعالم الإسلامى لصالح مصالحها الاقتصادية قبل مصالحها الأمنية. فى هذا الإطار أعلن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش عن مبادرة (الشرق الأوسط العظيم) وهى المبادرة التى لعبت فى تركيا دورًا محوريا حيث تم استخدامها كنموذج للعالم الإسلامى يثبت أن الإسلام، الديمقراطية، والسوق عناصر تتكامل. أشعلت هذه الفكرة الطموح التركى فى لعب دور محورى فى العالم الإسلامى، وتأكد هذا الطموح أثناء الربيع العربى. لكن فى الوقت الذى قدمت فيه تركيا نفسها كنموذج ديمقراطى، كانت أصوات الباحثين، المحللين، المؤرخين تؤكد أن الدولة الديمقراطية فى طريقها للتحول إلى نظام ديكتاتورى. وكما شهدت دول العالم العربى مظاهرات تطالب بالتحول الديمقراطى، تضمن المشهد السياسى فى تركيا مظاهرات مشابهة تعترض على أسلوب حكم أردوغان. لكن هالة التقديس التى رسمها أردوغان حول نفسه جعلت الكثيرين يؤمنون أن أردوغان لا يمكن أن يحاول على الإطلاق تغيير أسلوب إدارته، وهو نفس الأسلوب الذى سيؤدى إلى انهيار التجربة الديمقراطية فى تركيا.
يرى الكثيرون أن أردوغان شخصية حازمة، فلا يدعى أحد على الإطلاق أنه شخص ضعيف، فهو لديه قدرات تنظيمية هائلة ويتمتع بشخصية ديناميكية وجذابة وقادرة على التأثير، والدليل أنه على الرغم من تراكم اتهامات الفساد ضده وضد حكومته إلا أنه لايزال قادرًا على التأثير على أتباعه. يستخدم أردوغان تكتيكات الدعاية والتى يجيدها بامتياز، وهو يعرف كيف يدمج السلطات لصالحه ويتخلص من خصومه بشكل منظم. ومثل كل القادة الديكتاتوريين، لا يؤمن أردوغان سوى بأفكاره وآرائه ،ونادرا ما يتقبل النصيحة من الآخرين، ولهذا يرى الكاتب التركى أنه فى حالة استمرار أردوغان فى الحكم فإن على تركيا أن تنتظر رؤية حالة من الفوضى الكارثية.
ويرد الكتاب على مزاعم بعض المحللين بأن التجربة الديمقراطية راسخة فى تركيا وأنها لا يمكن أن تهتز بسبب حكم أردوغان، بالتأكيد أن تركيا لاتزال فى المرحلة الرمادية من تجربتها الديمقراطية، كما أن مفهوم الديمقراطية نفسه غير واضح أو مؤكد، ولكن الواقع يؤكد أن حكم أردوغان أصبح قريبًا من الحكم الديكتاتورى الذى يعطى درجة من الحرية والمساحة السياسية وفى نفس الوقت الحفاظ على حكم الرجل أو الحزب الواحد. لهذا يمكن اعتبار تركيا تحت حكم أردوغان نموذجًا لكيفية استغلال الديمقراطية من أجل الحفاظ على استمرار الحكم الديكتاتورى. ويؤكد الكتاب أن تركيا تشهد على يد أردوغان نموذجًا مثاليًا لكيفية التلاعب بالعملية الانتخابية عن طريق السيطرة على وسائل الإعلام كخطوة أولى للتلاعب، ثم السيطرة على المؤسسات الاستخباراتية لتحقيق أهداف سياسية، وأخيرًا إضعاف الفصل بين السلطات لتأسيس نظام ديكتاتورى.
2-جنون العظمة
فى مقالة بعنوان (نرجسية القيادة وحالة رجب طيب أردوغان )، يقول الأكاديمى والكاتب أوزان أورماسى إن الرئيس أردوغان هو زعيم نرجسى ولكن على عكس نرجسية أتاتورك التى تدفعه لكى يرتقى بوطنه فإن أردوغان يقدم نموذجًا للقيادة النرجسية المدمرة. وتضيف المقالة إن الرئيس التركى يعمد إلى استخدام البلاغة بشكل مبالغ فيه لإعطاء هالة من الفخامة والعظمة على شخصيته إلى جانب حرصه المستمر على استهداف الآخرين المعارضين له أو المختلفين عنه، هذا الأسلوب فى قيادة البلاد يعنى أن تركيا تحت حكم أردوغان تتجه نحو حقبة من الانحدار. فى مقالة أخرى بعنوان (متلازمة الكبرياء لدى أردوغان) أشار الكاتب الصحفى التركى البارز قدرى جورسيل إلى أن أسلوب حكم أردوغان والذى سيؤدى إلى حالة من عدم الاستقرار لا يمكن تفسيره إلا أنه مصاب بمتلازمة الغطرسة التى طغت على الحس السليم. يصاب القائد بهذه المتلازمة نتيجة امتداد حكمه لسنوات طويلة إلى درجة تدفعه للاعتقاد أنه يمتلك من الحكمة والذكاء ما يجعله معصومًا من الخطأ وقادرًا على اتخاذ القرار الصحيح، وقد يصل الأمر إلى اعتقاده أنه مكلف من الله. وتحت تأثير هذه القناعات الخاطئة، لا يمانع مثل هذا القائد من أن يتجاوز حدود الأخلاق العامة. وفى مقالة أخرى بعنوان (شخصية وأسلوب قيادة رجب طيب أردوغان: الآثار المترتبة على السياسة الخارجية التركية) ، أشار الدكتور أيلين جورنر إلى أن قناعات أردوغان بأنه أفضل من يحكم تركيا تجعله لا يرى سوى ما يريد رؤيته فقط ولهذا فإن آفاقه المحدودة تؤثر على إدارته للشئون الدولية بنجاح. ووفقا لمقولة الباحث الأمريكى روبرت جرينليف والمتخصص فى دراسة سلوكيات القادة، فإن أفضل وسيلة للحكم على أسلوب حكم قائد ما هى النظر إلى سلوكيات التابعين له والمؤيدين له. وإذا كان يلسين أكادوجان مستشار الرئيس التركى قد كتب مقالة فى عام 2014 تحت عنوان (هل هناك زعيم آخر؟) تغنى فيه بسمات أردوغان وشخصيته القيادية التى تتمتع بكاريزما طاغية، فعلينا إذا أن نتوقع كيف ينظر أردوغان إلى نفسه وحجم الغرور الذى يمكن أن يصيب شخصًا مثله.
3-قبضة حديدية
فى طريقه لإحكام سيطرته على الحكم وكما أشار الكاتب، احتاج أردوغان لثلاث خطوات ألا وهى، الدعاية، المخابرات، جمع السلطات. فيما يتعلق بالدعاية،يرسم الكتاب صورة تفصيلية لعلاقة أردوغان بالصحافة التركية. ويشير إلى أن عداء أردوغان تجاه الصحافة ليس شيئا جديدا. وفى الفترة الأخيرة سعى أردوغان لتغيير قواعد اللعبة. وأصبحت الهجمات على الصحافة من قبل أردوغان وفريق دعايته واضحة وواسعة النطاق. على سبيل المثال ـ فى تسجيل لمكالمة هاتفية منشورة على موقع اليوتيوب، يطلب فيه أردوغان عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء من فاتح ساراك مدير إحدى المحطات التليفزيونية إزالة شريط الأخبار الذى يشير إلى خبر دعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلى للرئيس التركى فى ذلك الوقت عبدالله جول من أجل التدخل وتخفيف حدة التوتر خلال احتجاجات «تقسيم»، والتى هزت البلاد فى عام 2013. ولا تعكس هذه المكالمة الهاتفية تدخل أردوغان فى حرية الصحافة ولكن أيضا حرصه على الانفراد بالحكم وتهميش دور الرئيس جول، حيث كان يتصرف باعتباره الرجل الأول والوحيد فى تركيا عندما كان رئيس ورزاء، وعندما أصبح رئيسًا حرص على تهميش دور رئيس الوزراء. وكانت هذه المظاهرات أيضا سببًا فى اتخاذ أردوغان قرارًا بحظر موقع تويتر فى تركيا ، خاصة أن المتظاهرين استخدموا الموقع من أجل تنظيم وحشد المشاركين فى المظاهرات. كما أبدى أردوغان رغبته أيضا فى إغلاق الفيس بوك واليوتيوب. ويشير الكاتب إلى أن الرئيس التركى يدرك تماما الدور الذى لعبته مواقع التواصل الاجتماعى فى ثورات الربيع العربى ولهذا فهو حريص على إغلاق هذه المواقع حتى لا تتكرر تجربة الربيع العربى فى تركيا. كما صدق أردوغان على قانون جديد يعطى للحكومة التركية حق إغلاق مواقع الإنترنت دون الحصول على إذن مسبق من القضاء، ويشعر الرئيس التركى بالغضب من مواقع الإنترنت التى لعبت دورًا كبيرًا فى عرض تسريبات تكشف الكثير من ممارسات أردوغان الفاسدة.
يضيف الكاتب التركى أن أردوغان مستعد لعمل أى شىء من أجل البقاء فى السلطة. فى هذا الإطار يعتبر أردوغان أن محمد فتح الله كولن المقيم فى أمريكا وحركة «كولن» هى أكبر تحدٍ لاستمراره فى الحكم، وأثناء زيارة أردوغان لأمريكا فى 16 مايو 2013 حرص على تقديم تقرير للرئيس أوباما يشتكى فيه من كولن ومن سياساته المناهضة لحزب العدالة والتنمية. ويعتبر الرئيس التركى كولن المسئول الأول عن فضيحة الفساد التى طالت حكومة أردوغان وقيادات كبرى من حزب العدالة والتنمية فى عام 2013 حيث أشارت تحقيقات إلى تلقيهم رشاوى من رجل الأعمال التركى الإيرانى رضا مضراب. لكن المخابرات التركية قد أرسلت تقارير إلى أردوغان تستعرض فيها العلاقات المريبة التى تجمع بين مضراب وبين أعضاء الحكومة التركية ولكنه لم يتحرك ليتصدى لهذا الفساد الذى كان متورطًا فيه إلى حد الغرق.
مثل هذه القضية التى تكشف فساده إلى جانب محاولته للانفراد بالحكم ، كانت أحد الأسباب التى دفعت الرئيس التركى إلى التحول إلى ممارسة ضغوط كبيرة على وسائل الإعلام، الجدير بالذكر أن حزب الشعب الجمهورى المعارض قد أشار إلى أن ما يقرب من ألفى صحفى تركى قد خسروا وظائفهم بسبب انتقاداتهم لأردوغان. كما تعرض أكثر من 3 آلاف ضابط ومحقق من الذين شاركوا فى كشف هذه القضية إلى نقل من مواقعهم.
على ناحية تحول أردوغان إلى قطب إعلامى يسيطر على العديد من المؤسسات الإعلامية فى تركيا لتحريك الرأى العام لصالحه وقتما يريده. وإلى جانب الصحف التى يملكها أردوغان، يسيطر الرئيس التركى على وكالة الأناضول الرسمية وغيرها، ومن خلال أموال الدعاية التى تقدمها المؤسسات الحكومية نجح فى التلاعب بالعديد من المؤسسات الصحفية لخدمة مصالحه. وتخصص الحكومة التركية 5 مليارات ليرة تركية سنويا من أجل الأعمال الدعائية للمؤسسات والمنظمات الحكومية، ويسيطر فريق الدعاية الخاصة بأردوغان على 20% من هذه الميزانية التى تستخدم فى تمويل المؤسسات الإعلامية التى تدعم الحكومة التركية.
بعد الإعلام يأتى دور المخابرات، ويشير الكتاب إلى أنه إلى جانب استخدام الإعلام من أجل محاربة معارضيه، يستخدم أيضا سلطاته كرئيس من أجل إقصاء أى صوت معارض، وعلى سبيل المثال يتعرض الكتاب لتقارير للمخابرات التركية أشارت أن الرئيس التركى طلب من المخابرات فى عام 2010 رفع تنظيم القاعدة من على قائمة التنظيمات التى تخضع لمراقبة وإضافة حركة «كولن» المعارضة فى هذه القائمة.
4-اللعب بالمخابرات
التقى الكاتب التركى مع فيليب جيرالدى الضابط السابق فى المخابرات الأمريكية والذى قضى 20 عامًا فى أوروبا والشرق الأوسط حيث يعمل فى قضايا مكافحة الإرهاب، وهو يشغل حاليا منصب المدير التنفيذى لمجلس المصلحة الوطنية الأمريكى. عمل جيرالدى لمدة ثلاث سنوات فى تركيا فى الثمانينيات ويملك خبرة واسعة فى الدولة التركية، وفى هذا الإطار أكد ضابط المخابرات الأمريكية أن أردوغان يؤسس لسيطرة مستمرة لحزبه على الحكومة التركية وهو الأمر الذى يثير قلق واشنطن. وأضاف جيرالدى: إن أردوغان شخص فاسد ولديه استعداد لعمل أى شىء من أجل البقاء فى السلطة وأن واشنطن تدرك هذا الأمر وعلى من ذلك تستمر فى دعمه لأن المهم بالنسبة لأمريكا أن تبقى تركيا مستقرة وداعمة للمصالح الأمريكية. كما أكد الضابط الأمريكى التعاون العميق بين المخابرات الأمريكية ونظيرتها التركية التى تحرص على عدم تحرك عملاء المخابرات الأمريكية فى تركيا دون تنسيق سابق مع تركيا. وأكد جيرالدى كفاءة المخابرات التركية التى ساعدت فى الهجوم الكيميائى الذى تعرضت له سوريا فى العام الماضى من أجل دفع أمريكا لكى تلعب دورًا أكثر فعالية فى سوريا خاصة بعد تصريح أوباما بأن استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر. وأشار جيرالدى إلى أن المخابرات التركية نفذت هذه العملية لأن فى تلك الأثناء كان هناك موجة غضب فى الشارع التركى من الحرب فى سوريا وأراد أردوغان تصعيد الصراع هناك كى يضع نهاية له. لكن أردوغان أخطأ فى حساباته ولم تنجح خطته لأن المخابرات البريطانية والأمريكية كانت تعلم أن الحكومة السورية لم تقم بهذا الاعتداء.
فى هذا الإطار يشير الكتاب إلى شهادة ديفيد لى فيليبس مدير برنامج بناء السلام والحقوق فى جامعة كولومبيا الأمريكية والذى أشار إلى أن أردوغان بدأ فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية فى سوريا بما فى ذلك تنظيم داعش لشعوره بالغضب من عدم التدخل الأمريكى الفعال فى سوريا. وعلى الرغم من إدراك الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الدعم من جانب أردوغان للجماعات المسلحة فى سوريا إلا أنها ترفض التخلى عنه خاصة أنه فى النهاية تشترك واشنطن مع أنقرة فى رغبة التخلص من نظام بشار الأسد. وخلال الحرب السورية طبقت سوريا سياسية الباب المفتوح للجيش السورى الحر وسمحت له بالعمل فى الأراضى التركية ضد نظام بشار الأسد. ويتحرك كل أعضاء جبهة النصرة «فرع تنظيم القاعدة فى سوريا» بحرية مطلقة فى تركيا.
الجدير بالذكر أن العديد من التقارير الصحفية أشارت إلى أن تركيا تعد المستفيد الأول من آبار البترول التى تسيطر عليها داعش فى سوريا وتصل حجم التجارة اليومية بينهما إلى ما يقرب من 3 ملايين دولار.
5-أحلام الخلافة
يتعرض الكاتب التركى إلى أحلام الخلافة التى تراود أردوغان، ويشير إلى اتهام بشار الأسد له بأن موقفه من سوريا يعكس إلى حد كبير هذه الأحلام. وكان الأسد قد أشار فى حوار مع محطة «روسيا اليوم» إلى أن أردوغان يؤمن تماما أن وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم فى الدول العربية خاصة فى سوريا سوف يمهد له الطريق لتأسيس الخلافة العثمانية، كما أنه وبشكل غير علنى يتعامل بالفعل باعتباره خليفة المسلمين ولهذا يرى أن من حقه التدخل فى شئون الدول العربية ومحاولة فرض توجهاته فى هذه الدول.
وكان عدد من مؤيدى أردوغان قد أطلقوا عليه بالفعل لقب الخليفة، أحد الصحفيين القريبين من حزب العدالة والتنمية ووصف أردوغان فى مقالة له بأنه خليفة العالم الإسلامى وعبر عن تأييده له، بينما وصفه كاتب آخر بأنه الخليفة وظل الله فى الأرض. بل إن بعض مؤيديه ذهبوا إلى القول بأن أردوغان بوصفه الخليفة فلا مانع إذا من كسب الأموال عن طريق الفساد من أجل تحقيق أهدافه السياسية.
وعلى الرغم من أن أردوغان لم يعلن أبدا عن رغبته فى تأسيس خلافة إسلامية إلا أنه فى نفس الوقت لم يعبر عن رفضه لمحاولات وصفه بأنه الخليفة. ويعتقد الكثير من المحللين أن المؤرخ التركى قادرميثرجول هو من زرع فكرة الخلافة فى رأس أرودجان خاصة فى السنوات التى تلت إعلان الرئيس الأمريكى السابق لما أطلق عليه «مبادرة الشرق الأوسط العظيم».