صحيفة أمريكية: "حسناء باريس" تكشف فشل فرنسا الاستخباراتي

عربي ودولي

بوابة الفجر


لفتت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إلى أن حسناء آية بولحسن، كانت تحت مراقبة أجهزة الأمن الفرنسية، قبل وقت طويل من الكشف عن الاشتباه بتورطها في تفجيرات باريس، وبحسب أشخاص على معرفة بالقضية، تم التنصت على هاتف حسناء نتيجة التحقيق في قضية تهريب مخدرات، لا علاقة لها بعمليات إرهابية. 

وتقول الصحيفة بأن السلطات الفرنسية لم تكتشف أن بولحسن هي ابنة خال مدبر هجمات باريس عبد الحميد أباعود، إلا بعد أيام من وقوع المذبحة في ١٣ نوفمبر الجاري. 

معلومات ودهشة
وتشير وول ستريت جورنال، إلى أن تلك المعلومة الأساسية التي قدمها المغرب، هي التي مكنت محققين فرنسيين، من اصطياد أباعود داخل شقة تقع في ضاحية باريسية، حيث قتل الأربعاء الماضي، ومعه آية بولحسن وشخص ثالث، لم يتم التعرف عليه بعد، خلال معركة دامت ساعتين. 

ودهش محققون فرنسيون، عند اكتشافهم صلة أباعود بحسناء، لأن المتهم الرئيسي بالتخطيط للهجمات الدموية، كان تحت مراقبتهم. 

ومن هذا المنطلق، قال مسؤول فرنسي "لا حاجة لخداع أنفسنا، لقد فشلنا فشلاً ذريعاً". 

طريقة عمل
وتلفت وول ستريت جورنال إلى أن الكشف الاستخباراتي الأخير، جاء بعد ١٠ أشهر من هجمات طالت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، ومتجر يهودي، مما يكشف خللاً في التواصل والتعاون والتنسيق بين أجهزة الاستخبارات الفرنسية. 

وفيما تحاول السلطات الفرنسية ترقيع الشقوق في جهازها لمكافحة الإرهاب، قال مسؤولون فرنسيون بأن هناك حاجة للتعاون مع حلفاء فيما يعملون على تطوير قدراتهم على جمع معلومات. 

غيظ
ويبدو، بحسب الصحيفة، أن فرنسا مغتاظة لكونها كانت غافلة عن صلة القرابة بين أباعود، وبين بولحسن (٢٦ عاماً)، وخاصة أن باريس كانت تعمل على إصلاح علاقتها الأمنية مع المغرب. 

وتشير وول ستريت جورنال إلى وعد قطعه قاضي تحقيقات فرنسي بالتحقيق في اتهامات بتعذيب نشطاء في مجال حقوق الإنسان من قبل قيادة وكالة مكافحة الإرهاب المغربية، ولكن المملكة رفضت تلك الاتهامات، وأوقفت بالتالي تعاونها مع جميع أجهزة الاستخبارات الفرنسية. 

وقال مسؤولون فرنسيون أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، للمغرب قبل شهرين، أدت للمساعدة في تنقية الأجواء، ولاستعادة التعاون الأمني. 

ونتيجة لذلك، عبر الرئيس الفرنسي أثناء اجتماع جمعه بالملك محمد السادس مساء الجمعة الأخيرة، عن امتنانه الكبير "للمساعدة القيمة التي قدمها المغرب بعد هجمات باريس". 

ولكن متحدث باسم هولاند ومسؤول عن وزارة الداخلية الفرنسية امتنعا عن التعليق. 

وتلفت وول ستريت جورنال إلى أنه من بين التحديات التي تواجهها الاستخبارات الفرنسية، هو تعقب حركة مئات الراديكاليين الفرنسيين الذين تسللوا، عبر الحدود التركية مع شمال سوريا، إلى معقل داعش في مدينة الرقة السورية، ومن ثم الخشية من أن يكون عدد منهم في فرنسا الآن، للتخطيط لشن هجمات أخرى.