مفتى السلفيين: حزب النور لا يمثل الإسلام.. والانتخابات حرام شرعا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


■ العدوى ينقلب على برهامى وأنصاره ■ قضى على فرصة الحزب الوحيدة

فى الجولة الثانية.. وبرهامى يتصدى له باللجان الإلكترونية

فى الوقت الذى يحاول فيه ياسر برهامى، إعادة لم شمل الجماعة السلفية، لمساندة حزب النور فى الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، تلقى ضربة قاضية من أحد المقربين له، الشيخ مصطفى العدوى الملقب بمفتى الدعوة وعضو مجلس العلماء السلفى.

العدوى أصدر فتوى أكد فيها أن الانتخابات "حرام شرعاً"، ولا يجوز مشاركة حزب النور فيها، داعياً صراحة إلى عدم دعم الحزب فى الجولة الثانية باعتباره لا يمثل الإسلاميين ولا الإسلام ولا يمتلك مشروعاً إسلاميا حقيقياً" – على حد تعبيره.

هذه الفتوى نزلت كالصاعقة على مرشحى حزب النور المقبلين على انتخابات المرحلة الثانية التى يعولون فيها على محاولات برهامى لشحذ الهمم والاستعانة بكبار المشايخ فى محافظات الوجه البحرى أمثال محمد حسان فى الدقهلية، وأبو إسحاق الحوينى فى كفر الشيخ، ومحمود سعيد رسلان إمام المدرسة المدخلية السلفية فى المنوفية.

انقلاب العدوى على برهامى أثار استغراب عدد كبير من مشايخ الدعوة، ذلك لأنه كان أحد المقربين له، بل أحد الأذرع التى كان يوظفها برهامى لإصدار فتاوى لصالحه، لدرجة أن بعض مشايخ الدعوة كانوا يطلقون عليه "المفتى الملاكى للشيخ برهامى".

كان برهامى دائما ما يلجأ للعدوى فى كثير من أزماته مع القواعد السلفية، فحينما أعلن بعض مشايخ الدعوة اعتزالهم العمل السياسى، وتفرغهم للدعوة، أمثال محمد إسماعيل المقدم، وأبو إدريس محمد عبد الفتاح، وأحمد فريد، وأحمد حطيبة، كان العدوى هو المنقذ لبرهامى فى إقناع شباب الدعوى بمؤازرته، ومساندة حزب النور، ومنحه صك ممارسة العمل السياسى.

كذلك كان العدوى سلاح برهامى فى مواجهة أبناء السلفية «المدخلية» المهاجمين لحزب النور، والداعين لتجريم ممارسة السلفيين للعمل السياسى، بل من شجعوا على انقسام التيارات السلفية، الأمر الذى دفع العدوى وقتها لأن يخرج فى حلقة تليفزيونية يؤكد فيها حق ممارسة الأحزاب الإسلامية للعمل السياسى، فى إشارة واضحة منه لـدعم "حزب النور" ومساندته.

برهامى بدأ يستشعر خطورة الفتوى، بعدما أعلن كبار مشايخ الدعوة صراحة تخليهم عن مساندة حزب النور، فى مقدمتهم الشيخ محمد حسان الذى عدل عن مؤازرة برهامى ورجاله، خوفاً من انقسام قواعده خاصة أن برهامى لا يتمتع بقبول معظمهم.

بعدها فكر برهامى فى اللجوء إلى الشيخ أبو إسحاق الحوينى، إمام السلفيين فى محافظتى دمياط وكفر الشيخ، لكنه لم يجد منه رداً حاسماً، واكتفى بقوله: سأدرس الأمر وأستخير المولى عز وجل، ولا أعدك بأننى سأدعمكم، فأنا لا يشغلنى سوى العمل الدعوى".

الغريب فى الأمر، أنه على الرغم أن العدوى من أشد أعداء المدرسة السلفية «المدخلية»، إلا أنه بمجرد أن أصدر فتواه، باركتها الأخيرة، بل تناست خلافاتها معه، وبدأت تؤكد على صحة الفتوى، وذلك من منطلق كونها أشد الجبهات المعارضة لبرهامى وأنصاره.

أحد المقربين لمفتى الدعوة السلفية، قال إن السبب فى إصدار هذه الفتوى فى ذلك التوقيت، أن العدوى رأى أن الوقت حان لتصحيح مسار السلفيين فى العودة للعمل الدعوى، خاصة بعدما خسر حزب النور الجولة الأولى فى الانتخابات البرلمانية، فأراد أن ينجو بنفسه من مركب برهامى الغارقة – على حد قوله.

لم يجد برهامى ورجاله حلاً سوى اللجوء إلى اللجان الإلكترونية التابعة للدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، لشن حملة هجومية على العدوى، من خلال نشرهم للفيديوهات القديمة التى كان يدعو فيها صراحة لمساندة حزب النور، فى محاولة لتشويه صورته، وإظهاره على أنه داعية "متحول".

يذكر أن انقلاب مفتى السلفيين على برهامى، ليس الأول من نوعه، بل انقلب عدد كبير من مشايخ الدعوة السلفية على برهامى، بسبب اعتراضهم على سياساته فى إدارة حزب النور، فكانوا دائماً ما يرون أنه يحاول الاستئثار بشئون الحزب أسوة بمرشد الإخوان محمد بديع.