الجارديان البريطانية تصف دورة الأمم المتحدة الحالية بـ "الحرب الباردة"

عربي ودولي



علقت صحيفة الجارديان البريطانية على أجواء انعقاد الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة قائلة إنها تذكر بأجواء الحرب الباردة.

واستهلت الصحيفة التعليق -الذي أوردته في نسختها الإلكترونية- بالإشارة إلى تهيؤ مدينة مانهاتن الأمريكية لاستقبال ما يزيد عن 120 رئيسا من مختلف دول العالم في حجهم السنوي إلى مقار الأمم المتحدة للإدلاء بتصريحات أو التقدم بطلبات أو قول مداهنات أو التلويح بتهديدات أحيانا.

وقالت الصحيفة البريطانية إن السبب في صعوبة هذه الدورة يكمن فيما تشهده سوريا من صراع تزداد حدته يوما بعد يوم، وهو الصراع الذي أصاب مجلس الأمن بالشلل، مشيرة إلى أن روسيا والصين كانتا قد رفضتا ثلاث قرارات متوالية كان من شأنها لو خرجت إلى النور أن تحد من سيال الدماء السوري، ليبيت مجلس الأمن عاجزًا حتى عن الاتفاق بشأن عمليات الإنقاذ الإنسانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع بالفعل على الحدود السورية، تتأهب فيه منطقة الشرق الأوسط لصراع آخر ربما كانت تبعاته أشد وطأة، وهو الصراع المرتقب بين إسرائيل وإيران، واللتان من المقرر أن يلقي رئيس كل منهما خطابا أمام مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتوقع المراقبون أن يزيد هذان الخطابان مخاوف الحضور بشأن اندلاع الحرب بدلا من أن يبعثا على التهدئة، وسط حالة من عدم التجانس في وجهات النظر العالمية تجاه الأزمة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرارد أرود قوله -في إطار التحضير لمؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع هذا الأسبوع- إن مجلس الأمن لم يكن أبدا في حالة الشلل التي يبدو مصابا بها اليوم منذ نهاية الحرب الباردة .

وقالت الصحيفة إن اللاعبين الأساسيين يحاولون النأي بأنفسهم عن التورط في اتخاذ قرار فقد أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو عدم حضورهما الدورة على الإطلاق، فيما يتوقع أن يكون ظهور الرئيس الأمريكي باراك أوباما ظهورا عابرا، لن يعقد فيه اجتماعات ثنائية مع غيره من القادة، تاركا ذلك لوزير خارجيته هيلاري كلينتون، حتى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من المتوقع أن تتحول كلمته التي تتميز بالتلطف في العبارة إلى توبيخ نافد الصبر لقادة دول العالم المؤتمرين لعجزهم عن التوصل لاتفاق.

واعتبرت الصحيفة أن التوقيت الراهن هو توقيت المصارحة أكثر من أي وقت مضى، فمجلس الأمن في موقف لا يحسد عليه لأن ثمن عجزه عن اتخاذ قرار في الشأن السوري كان باهظا على الصعيد الإنساني، فمعدل الوفيات في سوريا بحسب تقديرات الأمم المتحدة بلغ 20 ألف وهو معدل يزداد على نحو حاد، فيما تشرد مليون ونصف المليون سوري بعيدا عن منازلهم.

وأردفت الصحيفة البريطانية بالقول إن أشباح الغزو العراقي عام 2003 وما سبقها من جدال مشتعل لا تزال عالقة في الأجواء الأممية، على الرغم من أن الصراع وقتها لم يكن قائما على أسباب إنسانية -كما هو هذه المرة- وإنما كان قائمًا على أساس ادعاءات بشأن امتلاك بغداد أسحلة دمار شامل.

واختتمت الصحيفة تعليقها بقول ريتشارد جوان المتخصص في شئون الأمم المتحدة لدى جامعة نيويورك إن الأزمة السورية تخيم بشكل كامل على أجواء انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومما لا شك فيه أن قرار مجلس الأمن في الشأن السوري هذه المرة ينتظره عدد كبير من الدول لتبني عليه مدى مصداقيتها لهذا المجلس .