طارق نورالدين يكتب :رسالة الى الرئيس
سيدى الرئيس ان الدولة المصرية تمر الان بأصعب مراحلها على مر التاريخ .وان الطريق الحقيقي للتغيير في مصر لن يكون الا بتغيير منظومة التعليم و لدور التعليم الهام في مواجهة الإرهاب والتطرف وبخطة علمية متضمنة في محاورها الاتاحة والجودة وادارة النظم التعليمي
سيدى الرئيس لو تم وضع التعليم كأولوية سيظهر التغيير خلال سنة واحدة بالمجتمع المصري. ولكن لن ينصلح التعليم الا بتطوير حقيقي في كل مراحلة ومجالاته على التوازي
سيدى الرئيس لن ينصلح التعليم بدون حل لمشكلة الكثافة والمناهج والتنمية المهنية المستدامة للمعلمين وبتطوير نظام التقويم والامتحانات والاهتمام بالإصلاح المتمركز حول المدرسة لن ينصلح التعليم بدون وضع برامج حقيقية لمحو الامية وضرورة مشاركة المجتمع ككل في تطوير التعليم وتمويل الانفاق عليه
سيدى الرئيس لدينا تحديات كثيرة أهمها ارتفاع الكثافة في المدارس، و أن هذه المشكلة تزداد حدة في ظل عدم وجود أراضي في بعض المحافظات لبناء مدارس عليها، وان حل هذه المشكلة داخل الخطة الاستراتيجية 2014/2030 تفصيلا ببناء المدرسة دور أرضي وأربعة ادوار بدلا من دورين .نحن لدينا 27044 مبنى مدرسية يعمل بهذه المباني 47520 مدرسة، تحتوي على 41982 فصلا دراسيا، ويدرس بها 18298786 تلميذا وتلميذة.
منذ ايام أصابني الذهول والحزن بعد اعلان وزارة التربية والتعليم عن بدأ اجتماعات ومشروعات و...كذا وكذا ..لحل مشكلة الكثافة.. وبالفعل حل تلك المشكلة سيكون حلا لكثير من المشكلات التى تواجه المنظومة التعليمية مثل العنف وهروب التلاميذ والدروس الخصوصية وغيرها ولكن الغريب الذى أصابني بالذهول والاستغراب ان وزارة التربية والتعليم تبحث عن حل لتلك المشكلة رغم ان حل هذه المشكلة داخل ادراج المسئولين بالوزارة واخصها داخل ادراج مكتب الوزير والتى من الممكن ان تختفى تلك المشكلة خلال عامين قادمين دون تكلفة الدولة اى اعباء مالية
سيدى الرئيس نتائج الخطة في عامها الاول بناء 35 الف فصل بما يعادل 3500 مدرسة تم بالفعل دون تكلفة ميزانية الدولة اى اموال اضافية ..منها 15 الف فصل بما يعادل 1500 مدرسة تم تمويله من صندوق دعم المشروعات بالإضافة الى منحة الامارات و20 الف فصل بما يعادل 2000 مدرسة من الموازنة العامة (ميزانية الابنية ) بالإضافة الى التبرعات من رجال الاعمال والمهتمين للمساهمة في هذه الخطة كمشاركة من المجتمع المدني في تمويل الخطة كأحد اهم برامجها
ولو استمر العمل بالخطة الاستراتيجية باقي مرحلتها التأسيسية (2014/2017) اى لمدة عامين على نفس نهج عامها الاول سنصل لبناء 10الاف مدرسة بما يعادل 100 الف فصل دون تكلفة الدولة اى اعباء وستختفى تلك المشكلة نهائيا وسنحصل على حل لكل المشكلات التي تنتج عن مشكلة الكثافة ايضا
لو نظر المسئولين بين ايديهم (كنز) به حلولا جذرية لتلك المشكلة وكل المشكلات التى تواجه المنظومة التعليمية الا وهو (الخطة الاستراتيجية 2014/2030 ) والتي اعدها متخصصين وخبراء من داخل مصر وخارجها وتم عرضها للحوار المجتمعي اكثر من 17 مرة والتي كانت ستصل بالكثافة الى 40 طالب في الفصل، وذلك بنهاية المرحلة التأسيسية للخطة (2014 ـ 2017)، بالإضافة الى انها لا تكلف ميزانية الدولة اى اعباء اضافية بل ان كل الموارد المالية لتمويل الخطة سيدى الرئيس ..اصلاح التعليم هو قاطرة التنمية ...والاصلاح يتطلب خطط مدروسة وان يقوم بتنفيذها مصريين اكفاء ..دون النظر على اى مصالح او انجازات شخصية فمصلحة الوطن فوق الجميع
طارق نورالدين
معاون وزير التربية والتعليم سابقا