أحمد عزيز يكتب : القطيعة الروحية
رغم أننا نعيش اليوم في عالم المعلومات الغثة والسمينة، وتتوفر لنا المعرفة التي تقودنا إلى الوعي والفهم والتعامل مع ما هو قائم، ونعيش مع عالم الاتصالات والجيل الثالث وشبكات التواصل والعالم الافتراضي، لكنا نعيش في حالة قطيعة مع الروح، نعم أضعنا فردوس الروح المفقودة، حيث دُفنِت بداخلنا الكراهية، وكل مشاعر: الضغينة والحقد ورفض الآخر والإطاحة بكافة المشاعر الإنسانية، والعيش المشترك، والتسامح إزاء اختلاف الآخر، كل معالم الحياة الروحية فقدت اليوم أصالتها وحياتها، أصبحت معدومة في أنفسنا للأسف ...
صحيح جعل العالم الافتراضي عالمنا اليوم قرية صغيرة - كما أُشيِع - لكنه فشل فعليًا في اصطناع اللقاءات الإنسانية البرئية من الشرور والمآسي، فعالم اليوم يقطر فقرا روحيا، أناسه يعيشون ويهيمون في غزة الحياة اليومية من جانبها الاستهلاكي فقط، فللأسف يعيش إنسان اليوم وحشة في قلب الزحام، رغم ما تعج به الحياة من حوله بأرقام مخيفة من البشر....
انقطع بينا اليوم التواصل الروحي، وسادت مظاهر التواصل الاجتماعي الباهت، أصبح الاتصال عبر الشبكات شأنًا لحظيًا، وانتشرت من خلال العوالم الاتصالية شظايا من الفساد الأخلاقي، تم من خلاله تدنيس كامل لعوالم الروح والقلب والقيم والأخلاق، كم من مشاهد نراها يوميا يعتصر لها القلب ؛ لما تعكسه من آلام ووحشية، باختصار شديد لقد وقع إنسان اليوم فريسة لنهم تكنولوجيا الاتصال الدنيوية والفساد والتحلل من القيم الإنسانية ورغبات الشهوة اللحظية