جاء مختارًا ورحل مختارًا.. «مسيرى يروح مسيرى ييجى»

منوعات

بوابة الفجر

فى ظل الحديث عن أزمة الإسكندرية

الناس فى بلادى على حد قول الأستاذ مفيد فوزى لا حديث لها إلا عن الإسكندرية وما جرى فيها وما الذى سيحدث لها وفى السطور التالية أكتب ما يمليه على ضميرى لوجه الله وهذا البلد.

استقال هانى المسيرى، لكن.. ماذا بعد، فإذا كان الرجل قد اختار الاستقالة بعد أن سبته النساء وجماهير الشعب، بعد أن أشار عليه من حوله أن ينزل بسيارته وسط الأحداث وبئس الشورى لأن وقتها الناس كانت فى الأزمة ومن الطبيعى أن يسمع ما هو مهين.

إذا كان قد نزل وسمع الكلام ونقحت عليه كرامته من المهانة التى ألمت به بسبب قذفه وتوجه لمكتبه وكتب استقالته التى ظلت سرا حربيًا حتى تم الإعلان عنها رسميًا فى الحادية عشرة مساء يوم الأزمة، فإن اختياره الرحيل كان مرفها كما جاء مرفهًا.. نعم ففور رحيل اللواء طارق المهدى عن الإسكندرية اتصلت باللواء عادل لبيب وسألته من القادم قال لا أعلم وقتها تردد اسم شخصية بوليسية تشغل منصب نائب محافظ القاهرة فسألته عنه فرد لا، طب من يا سيادة اللواء رد مش عارف.

بعد يوم - وكان يوم خميس- تم الإعلان عن اسم هانى المسيرى محافظًا، فأمسكت بسماعة التليفون واتصلت باللواء لبيب الذى كان يعطى تعليمات صريحة لمكتبه بأنه فور اتصالى يحولنى به «لاحظوا هذه النقطة» المهم كلمته وسألته هل سيأتى اسم المسيرى محافظًا؟ ضحك وقال إيه رأيك الستات مبسوطة من شكله تعجبت من الرد وصدمته قائلة يا فندم الناس بتقول حضرتك من اخترته فرد آه إيه المشكلة، فقلت ألم أسألك قبلها بيوم وقلت لا أعرف.. عادى، المهم يا فندم هذا الرجل حاملاً للجنسية الأمريكية يرضى مين وسردت عليه السيرة الذاتية له فرد على الفور: هذا ليس اختيارى هو اختيار المهندس إبراهيم محلب فقلت يا فندم مش من دقائق قلت إنه اختيارك فرد مين قال كده ما حصلش قلت يا فندم حرام اطلب تغيير اسمه قبل حلف اليمين السبت وكلم محلب يضع بدلاً منه إيه رأيك فى «......» فقال طيب اقفلى وأنا هكلم محلب. تانى يوم الجمعة كلمته يا عادل بيه عملت إيه فرد مش هينفع خلاص الأسماء راحت الرئاسة على العموم خدوه شهرين ثلاثة جربوه إذا لم يصلح نغيره على طول كأنه قطعة موبيليا أو بوتاجاز، المهم استخرت بالله وكلمت بعض الزملاء الكبار فى الميديا فقالوا لى لا تتحدثى الآن بما قاله لبيب حتى تتضح الصورة قلت ماشى حتى نزلت بمانشيت أن المحافظ الإسكندرانى يحمل الجنسية الأمريكانى وأشرت فى المقال إلى أن من اختاروه يعلمون أنه أمريكى من قبل أن يأتى وكيف يحدث هذا.

تانى يوم ظهر اللواء لبيب بمؤتمر صحفى يرد على ما نشرته قائلاً إن الدستور الجديد لا يمنع أن يكون المحافظ أو الوزير حاملاً لجنسية أخرى بخلاف جنسيته المصرية وكنا نعلم منذ يومين.. وفى أول مؤتمر صحفى للمسيرى داخل المحافظة - وكان يوم اثنين - قال بالحرف الواحد: «لقد عرض على اللواء لبيب دمياط وبورسعيد فقلت إسكندرية يا بلاش» رفعت السماعة على اللواء لبيب لم أعاتبه فيما قاله بالمؤتمر الصحفى ولكن ناقشته فى تصريح المسيرى الذى يؤكد أنه اختياره وليس اختيار محلب فرد لبيب حرفيًا «مش كل الكلام يتقال» فرددت عليه «لسة يا فندم ما اتودكش» لأن فعلاً المسيرى كان يتعامل بدون حنكة سياسية ولم يتعلم الكلام.. من يومها يا سادة واللواء لبيب أعطى تعليمات لطاقم مكتبه بعدم تحويل أى مكالمة منى خاصة بعد الهجوم الضارى عليه وعلى اختيار المسيرى محافظًا والأسماء التى رشحت اسم المسيرى له.

■ من كانوا وسيظلون يحكمون المحافظة؟

ووصل الأمر بلبيب أن أوعز للمسيرى بعدم الاتصال والتعامل معى، وطلب منه أن يستشير «حنان» سكرتيرة المحافظة منذ أن عينها لبيب والسيد محمود شمس، ثم موظف آخر عينه لبيب مديرًا للعلاقات العامة فى كل صغيرة وكبيرة وبدأت الحرب بين المسيرى وزوجته من ناحية وبين سعاد الخولى نائبة المحافظ التى عينها عادل لبيب من ناحية أخرى وهى كانت مديرة المجازر بالقاهرة ولمُت على لبيب اختيارها لأن الإسكندرية محافظة غير زراعية هى ليست البحيرة أو كفر الشيخ.

المهم استمرت الحرب غير المعلنة حتى قام المسيرى - ودون الدخول فى تفاصيل كثيرة- بإصدار قرار تغيير رؤساء الأحياء، هرولوا للبيب -لأنه أستاذهم - عن طريق وسيط سمسار عقارات وأراضى وصديق قوى لكل رؤساء الأحياء ولعادل لبيب - حذرت لبيب منه دون جدوى- فأصدر لبيب قرارا بوقف قرار المسيرى وقال له مش وقته.

ساعتها رؤساء الأحياء أصبح بينهم عداوة مع المحافظ الذين قرروا فى قرارة أنفسهم يجهزوا عليه مع أول نوة.. وقد كان، فالبلاعات لم يتم تسليكها وقالوا له كله تمام وسيارات الأحياء التى تشفط المياه من الشوارع شغالة واكتملت المؤامرة حتى قرر المسيرى أن يترك الجمل بما حمل، هناك تفاصيل كثيرة عن حملات الفيس بوك الموجهة وعن الإيعاز للمسيرى بالظهور فى حفلات الأوبرا والإسكواش والبعد عن الشارع من قبل سعاد الخولى ومن البعض من العاملين بالمكتب لديه لكن فى النهاية اللوم لا يلقى على المسيرى فالرجل ليس لديه حنكة سياسية بالعمل العام ووقع فى بئر الثعابين.

■.. وماذا بعد يا ابن زكى بدر؟

الأهم عندنا كمواطنين الآن، من القادم؟، فأى اسم من الأسماء المطروحة أتحفظ عليها لعشرات الأسباب المنطقية والوجيهة المطلوب يا أولى الأمر واحد شاب ليس عشرينياً ولا ثلاثينياً، لديه دراية كاملة بشغل الشارع ابن بلد وابن ناس، فاهم القرد مخبى ابنه فين، وليس لديه حسابات مع رجال الأعمال لأن الغالبية منهم عليهم عشرات علامات الاستفهام.. ولا يكون قريبا لأحد فى المدينة التى يخدم بها حتى يكون نزيها فى التعامل.

المطلوب واحد خدم الناس واشتغل فى الظل واسألوا من الذى أنقذ المدينة الغارقة من الغرق يوم الكارثة، ساعتها ستعرفون الإجابة، ومن الذى يجدر به أن يكون قائدًا ناجحًا يجمع عليه الكل.. لا سيدة ذات سبعين عامًا من رجالة أحمد عز والحزب الوطنى، ولا مهندس لدى رجال الأعمال ولا استشارى ولا لواء سابق قادم للنزهة.

المطلوب واحد فاهم، وينبغى أن تقف الدولة وقفة صارمة مع رؤساء وموظفى الأحياء الموجودين لأنهم هم سبب البلاء ولا يتم ترك الأمر للسيد أحمد زكى بدر بصفته وزير التنمية المحلية فالأزمة الأخيرة أظهرت عقلية زكى بدر فى إدارة الأمور مثله مثل السابق فهو أثناء تصريحه لقناة الحياة أن محافظ الإسكندرية لم يستقل وباق فى مكانه، كان المتحدث الإعلامى لمجلس الوزراء يعلن استقالة المسيرى وأنه تقدم بها من الظهيرة .

يعنى زكى بدر لا يعرف شيئاً عن أزمة مفترض أنه المسئول المباشر عنها بعد المحافظ، ثانيًا صرح بأن البلد خلاص جفت مياهه ولم يعرف إذا كانت جفت أم لا ومن جففها، لم يعرف أن موظفين بالأحياء رفضوا ينزلوا سيارات شفط المياه والجيش هو الذى تولى المهمة، ورفض موظفوه أداء واجبهم. من المؤكد بعد ذلك أن أحمد زكى بدر طبعًا هيقدم تصريحاً إعلامياً فى الفضائيات عملت وسويت ولن يقدم فى الأمر شيئاً ويبقى الوضع كما هو عليه.

أحمد زكى بدر عايز يعرف كيف تدار الأحياء؟ تعالى يوم من أول الصبح وأوريك بعينيك، إلا ما شفنا رئيس حى دخل السجن أو أخذ إعدام على عمارة من مئات العمارات المخالفة فى منطقته.. ولا بلاعة مسدودة ولا كابل كهرباء طالع من العمود موت كام نفر ولا أطنان القمامة، طب عاملو النظافة بيأخذوا رواتبهم على أى أساس وإذا كانوا لا يكفيهم لماذا لا يطلب عمالة أخرى زيادة وإذا كان طلب ولم يقوموا بتوفيرها فماذا فعل معهم البيضة ولا الفرخة.. هل هكذا سنبقى؟!