"الديهي" يكشف نقطة الخلاف بين مصر والسعودية.. ويؤكد: الأسد رئيس انتقالي

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


قال نشأت الديهى الباحث فى مجال العلاقات الدولية، إن اتصال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بنظيره المصري سامح شكري، لاطلاعه على ما تم خلال مؤتمر فيينا الأول و المتعلق بالأزمة السورية، دلالة على تطلعات الجانب الروسى إلى الدور المنتظر أن تلعبه مصر حيال الأزمة، موضحا أن اجتماع فيينا والذى عقد الجمعة الماضية يعد الأول من نوعه حيث التقت الأطراف الفاعلة فى الأزمة السورية ولأول مرة جميعها وجها لوجه عدا إيران.

وأوضح في تصريحات صحفية خاصة، أن هذا الاجتماع يبلور الموقف الدولى حيال الأزمة السورية والذى تشكل عبر محورين روسى إيراني وصينى فى جانب وأمريكي تركى سعودى بخلاف عدد من الدول الأوروبية على رأسهم فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة على الجانب الآخر. 


وأشار إلى أن روسيا تحاول توسيع التحالف الرباعى الذى أنشأته والذى يضم إيران والعراق وسوريا، مشيرا إلى أن دعوة موسكو للقاهرة لحضور مؤتمر فيينا ٢ والذى لم يتم الإعلان عن موعده بعد يأتي فى هذا الإطار، كما أشار إلى أن مصر والصين وفرنسا على رأس الدول التى تحظى باهتمام خاص لدى روسيا وتسعى جاهدتا لانضمامهم إلى التحالف أو المحور الذى تتزعمه .

وتابع الديهى، وفى نفس الوقت نجحت روسيا فى إفشال محاولات المحور المقابل فى تغيير موازين القوى على الأرض عبر دعم فصائل المعارضة السورية "المعتدلة " وذلك من أجل إعاقة التقدم الذى يحرزه الجيش السورى الوطنى عقب الضربات الجوية الروسية الناجحة على معاقل التنظيمات المسلحة فى سوريا، منوها أن كل من واشنطن وأنقرة علاوة على فرنسا وألمانيا وبريطانيا اضطروا مؤخرا إلى إبداء المرونة حيال مصير الرئيس السورى بشار الأسد وأعلنوا استعدادهم لقبوله كرئيس انتقالي، وذلك بالتوافق مع الطرح الروسى، ومن ثم أصبحت السعودية هى الدولة الوحيدة التى لازالت تصر على رحيل الأسد قبل البدء فى المرحلة الانتقالية.

وحول الموقف المصرى حيال الأزمة السورية وانعكاس ذلك على علاقاتها بالسعودية، أكد الديهى أن الموقف المصرى واضح ومعلن، حيث تتبنى مصر وثيقة جنيف ١ كمرجعية لحل الأزمة، كما تدعم جهود المبعوث الأممى ستيفان دى ميستورا ، وإتاحة المجال للشعب السورى لاختيار من يمثله، وهذا هو نقطة الخلاف الجوهرية بين القاهرة والرياض، كما أكد أن السعودية لم تعد تملك حرية الاختيار وستضطر آجلا أم عاجلا لقبول الأسد، ومن ثم أصبح الموقف المصرى أكثر تحررا حيال دعم الأسد كرئيس انتقالي.

وحول اللقاء المصرى والإيراني المحتمل حال قبول القاهرة حضور مؤتمر فيينا ٢ المنتظر انعقاده بحضور طهران، أكد الديهى أن الخلاف بين البلدين كبير وتاريخى ولكنه لن يقف حائلا دون توافق البلدين فى إطار المحور الذى تتزعمه روسيا من أجل التوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية، خاصة وقد توحدت تلك الأطراف على وحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها وإتاحة المجال للشعب السورى لاختيار من يمثله، مما يمثل أرضية صلبة يبنى عليها تفاهمات مشتركة ومصالح متبادلة.

وحول انعكاس اللقاء المصرى الإيراني المحتمل على العلاقات المصرية السعودية، أكد الديهى أن العلاقات السعودية الإيرانية ليست سيئة للحد الذى يتصوره الكثيرون، والعلاقات الاقتصادية الخليجية الإيرانية قوية خاصة بين أبو ظبى وطهران، ومن ثم على مصر التحرك وفق مقتضيات الأمن القومى العربى ومصالحه العليا، واختتم الديهى حديثه قائلا: أتوقع قبول مصر حضور مؤتمر فيينا ٢ كما أتوقع أن تعلن مصر قريبا عن دعمها للرئيس السورى بشار الأسد كرئيس انتقالي.