في الذكرى61.. تعرف على الجاني الحقيقي في "حادثة المنشية"

تقارير وحوارات

حادثة المنشية
حادثة المنشية

"فليبقى كل في مكانه.. أيها الرجال دمي.. فداءاً لكم.. حياتي فدائي لكم".. بتلك الكلمات الخالدة بذاكرة التاريخ رد الرئيس السابق جمال عبد الناصر على محاولة اغتياله بميدان المنشية في مثل هذا اليوم الـ" 26" من أكتوبر 1954.


تفاصيل اليوم

في 26 من أكتوبر توجه الرئيس حينها "جمال عبد الناصر"  إلى مدينة الإسكندرية ليلقي أحد أشهر خطابته، احتفلاً بالتوقيع على اتفاقية الجلاء في الـ"19" من نفس الشهر.


بدأ عبد الناصر خطابه بالإعلان عن توقيع اتفاقية جلاء المستعمر البريطاني عن مصر، محييًا كفاح شعب الإسكندرية، ومطالبا بالعمل لبناء الوطن، ثم سُمع صوت 8 طلقات نارية ليسود بعدها الصمت.


وبعد مرور ثواني جاء صوت لعبد الناصر عبر الميكرفون الذي يتحدث منه ليطالب الجميع بالثبات صارخًا "فليبقى كل في مكانه.. دمي فداء لكم.. روحي فداء لكم".

أسباب حادثة المنشية

كان يريد الإخوان التخلص من جمال عبد الناصر لأنهم كانوا يصفونه بالخائن.. حيث اعترف أحد المتهمين بعملية الاغتيال أنه عقب اغتيال البنا ضعفت الجماعة وانضمت وقتها للفدائيين تحت قيادة اللواء "صالح حرب"  شقيق "طلعت باشا" حرب لـ"مقاومة الإنجليز"، مشيراً إلى أنه عند التحاقه بالجامعة تم استقطابه وإقناعه بأن عبد الناصر خائن بسبب معاهدة الجلاء، موضحاً أن فكرة اغتياله تكونت في ذلك الوقت .


الرواية الأولى 
وتعددت روايات تلك الحادثة، فالرواية الأولى كان المتهم فيها جماعة الإخوان المسلمين، حيث أنهك قاموا بتدبير الحادث للتخلص من جمال عبد الناصر الرجل الأقوى في النظام المصري وقتها.


الرواية الثانية
والرواية الثانية المتهم فيها النظام الحاكم وقتها، حيث قالت جماعة الإخوان أن النظام قام بتدبير تلك الخدعة بمحاولة تمثيل اغتيال عبد الناصر ليقوموا باتهام الإخوان لإزاحتهم عن المشهد السياسي، حتى أن الرئيس الراحل محمد نجيب كتب في مذكراته "كنت رئيسا لمصر"، اتهم عبد الناصر بتدبير حادث المنشية ليتخلص من جماعة الإخوان.

وتعجب نجيب في مذكراته من عدم قدرة منفذ العملية "محمود عبد اللطيف" من إصابة عبدالناصر على الرغم من وجوده على بعد 15 مترًا منه.


المتورط الحقيقي في "حادث المنشية"
ظلت حادثة المنشية من أكبر عمليات الاغتيال المحيرة وغير معروف مدبريها، ففي بداية الأمر تم اتهام الإخوان الذين راحوا لينفوا التهمة عنهم بمساعدة من رئيس مصر وقتها "محمد نجيب" ليورطوا بها جمال عبدالناصر الذي أتهموه لتلفيق محاولة اغتياله ليسهل اتهام الإخوان لإبعادهم عن المشهد السياسي.


إلا أن خليفة عطوة اعتراف بمسؤولية الجماعة عن محاولة اغتيال ناصر أنهى الجدل حول حادث المنشية والذي يمر عليه 61 عاماً شاهدة على فشل الإخوان من إسكات صوت جمال عبدالناصر.