بشير الديك: «الهروب» فيلمى وليس فيلم مصطفى محرم
كتبت الحريف لـ«أحمد زكى» ولكنه كان من نصيب عادل إمام
هو واحد من أبرز كتاب السيناريو قدم للسينما عددًا كبيرًا من السيناريوهات منها «سواق الأتوبيس، وضد الحكومة، والهروب، وليلة ساخنة، ومع سبق الإصرار، والمحاكمة، وضربة معلم، وموعد على العشاء، والحريف، ونص أرنب، وسكة سفر»، إنه السيناريست «بشير الديك» الذى كشف فى هذا الحوار لجريدة «الفجر» الكثير من الأسرار .
تحدث فى بداية الأمر عن علاقته بالسينما وكيف بدأ مشواره قائلا: «كتبت معالجة درامية لفيلم اسمه «مع سبق الإصرار» وقدمته للمخرج أشرف فهمى وكانت عبارة عن 3 صفحات تقريباً، وكان تعليقه عليها «برافو» وعبقرى» وبعدها جلسنا كثيراً واتفقنا فى النهاية على كتابة الحوار وأخرج من جيبه 100 جنيه عربوناً».
أما عن فى فيلم «الحريف» الذى أخرجه محمد خان ولعب بطولته عادل إمام قال: «هذا الفيلم كان مكتوباً لأحمد زكى لكن حدثت مشادة كلامية بينه وبين خان قبل بدء التصوير حرمته من لعب الدور، لكن سرعان ما تصالحا مرة أخرى لكن كان خان رشح عادل إمام حينها».
وتابع بأن فى هذا الوقت لم يكن هناك أى خلافات أو حساسية فمثلا عادل إمام كان مرشحًا لبطولة «سواق الأتوبيس» قبل نور الشريف ولكنه علق على الشخصية بأنها سلبية ولم تعجبه، فالفيلم قصته غريبة حيث قرر خان تقديم فيلم عن الظروف السيئة والمعيشة الصعبة لسائقى التاكسى، وبدأ بالفعل فى كتابة السيناريو وكان اللافت للانتباه فى هذه المرحلة هو وضع لافتات وكلام على جدران الأتوبيس والتاكسى مثل «العين صابتنى ورب العرش نجاني»، وكان البطل فى الفيلم سائق أتوبيس وتاكسى فى نفس الوقت إرضاء لخان ولكنه لم يتحمس للأمر فقام بعرضه على عاطف الطيب لأنه فى نظره كان يقدم السينما ببساطة وصدق وهو ما ضايق خان الذى علق على الأمر وقال: «هو عاطف هيعمله أحسن منى».
وعن السر وراء عدم وضع اسمه على فيلم «الهروب» قال: «بسبب خلاف كبير مع عاطف الطيب، ومدحت الشريف منتج الفيلم طلب منى انتظر عودة السيناريست مصطفى محرم من السفر، وحلفت بالطلاق ما أنا كاتب اسمى على الفيلم، بعدما أعدت كتابته من البداية، لدرجة أن الناقد سامى السلامونى حينما قرأ السيناريو حينما كان بإحدى اللجان المسئولة عن إرسال الأفلام المصرية إلى المهرجانات الدولية الكبرى بالعالم قال «ده فيلم بشير الديك»، وأضاف لم يكن هناك خلاف بينى وبين محرم لأننا زملاء ليس أكثر ولا أنسى مواقفه معى وساعدنى كثيراً هو والمخرج أشرف فهمى لكن «الهروب» فيلمى وليس فيلمه فأنا استوحى أبطالى من عالمى الحقيقى الذى أعيش فيه فمثلاً علاقة أحمد زكى بـ «أمينة رزق» فى الفيلم هى نفس علاقتى بأمى الله يرحمها فى الحقيقة.
بسؤاله عن أشطر كتاب جيله قال: «وحيد حامد فى الحوار متمكن لكنه لا يستطيع التحليل، ورأفت الميهى فى بناء الشخصيات وغرابة البناء الدرامى لأبطال أعماله كما أنه كان مفكراً كبيراً».
وعن المخرج نادر جلال قال الديك: «كان رفيقاً لطريقى وأعمالى فى الدراما التليفزيونية أهم من السينما فهو كان صاحب إحساس عال فى الدراما وقدمت معه «حرب الجواسيس» و«الناس فى كفر عسكر» و«أماكن فى القلب» وغيرها من الأعمال».
وتحدث عن المخرج محمد خان بأنه «ثقيل الوطء» على حد تعبيره كما يقولون وأنه قدم معه 4 تجارب سينمائية لم يشعر بالراحة معه، عكس عاطف الطيب الذى جمعتهما «كيميا» غير عادية فهو أكثر مخرج فى تاريخ السينما المصرية، واستطاع أن يمسك بالروح المصرية وقدمها فى أفلامه ببساطة دون فلسفة، وأن هذا هو الفن الحقيقى.
وبالنسبة لتجربته كمخرج أوضح أنه قدم فيلمين فقط كمخرج على سبيل التجربة، الأول كان يحمل اسم «الطوفان» لمحمود عبد العزيز وحصل على أغرب موافقة رقابية وهى السماح بعرض الفيلم لمدة أسبوع خوفاً من رد فعل الجمهور، ، وفيلم «سكة سفر».
وأضاف أنه رفض أن تكون كل أفلامه من توقيع عاطف الطيب كمخرج، وغضب منه لهذا السبب، لكنه قال له: «على المبدع أن ينوع فى أعماله مع الآخرين، وبسؤاله عن أحمد زكى أكد أنه لم يكن مجرد فنان أحب عمله، لكنه عاش بعشقه للسينما ووهب لها حياته وروحه وتفانى فى صنع اسم له تاريخ فى هذا الفن، وكان يتوهج أمام الكاميرات ويتفنن فى تنويع أدواره مثل البارعة سعاد حسنى، لكن لم يمهله القدر الوقت الكافى لتحقيق أحلامه وطموحاته الكثيرة النابعة من قلبه دائم الشباب، وأضاف أنه كان مثالاً للفنان الحقيقى الذى يقدس عمله ويمنحه كل فكره ومشاعره واهتمامه، وكان يهرب من حياته الصعبة إلى فنه الذى خلده فى قلوب الملايين من المعجبين فى العالم العربى.
وعن علاقته بالفنان الراحل أحمد زكى يقول الديك إنه لم يكن مجرد فنان أحب العمل معه فزكى كان عاشقا للسينما وهب لها حياته وروحه وتفانى فى أن يصنع اسما له تاريخ فكان متوهجا امام الكاميرات مثل سعاد حسنى ولكن القدر لم يمهله لتقديم الكثير من الأعمال التى كان يطمح بها، حيث كان يحلم بتقديم شخصية أحمد عرابى فكان محبا لتجسيد الشخصيات السياسية المهمة التى أثرت فى تاريخ مصر، وكان هناك بالفعل مشروع لعمل معه بعنوان «كوز المحبة اتخرم» مع المخرج عاطف الطيب وإنتاج السبكى ولكن العمل تعثر بعد رحيل الطيب، فبالرغم من تحمس أحمد زكى وليلى علوى للعمل ومحاولة إيناس الدغيدى تقديمه، ولكنى رفضت لأننى كنت أرى فيه الطيب فقط.
أما عن نور الشريف فقال بأنه سبقه بعدة أعوام ولكن أول عمل تعاون معه فيه كان «مع سبق الإصرار» مع المخرج أشرف فهمى ومن ثم توالت الأفلام وبعدها قدم معه الرغبة وسواق الأتوبيس وضربة معلم وليلة ساخنة وانتهاء بناجى العلى وكلها من إخراج عاطف الطيب باسثناء سكة سفر الذى قام بإخراجه بنفسه.