مى سمير تكتب: كتاب جديد يكشف.. أدلة تورط جهاز أمنى إسرائيلى فى اغتيال إسحق رابين

مقالات الرأي



■ بيريز اشترط لقاء «الأسد» لعقد سلام بين تل أبيب ودمشق والتخلى عن الجولان خلال سنوات

■ القاتل مستوطن شاب وقف بجوار سيارة رئيس وزراء إسرائيل 40 دقيقة رغم وجود الحراسة

■ أحد عملاء الشاباك كان يعلم بنية «عامير» فى اغتيال رابين ولم يبلغ رؤساءه

■ عرفات استقل مروحية إسرائيلية وزار أرملة رابين سراً وأمر حماس والجهاد بعدم الاحتفال

لم تكن الرصاصات التى ارتطمت بجسد، رئيس الوزراء الإسرائيلى، إسحاق رابين، حادث قتل لمسئول كبير فى إسرائيل، ولكنها كانت قراراً بالإعدام لعملية السلام بين الإسرائيليين، والفلسطينيين وسوريا.

المفاجأة أن كتاباً صدر فى الولايات المتحدة الأمريكية كشف أدلة تشير إلى تورط أجهزة الأمن الإسرائيلية، فى الحادث، ملمحاً إلى أن هدف القتل كان الإجهاز على عملية السلام، خاصة أن القتيل، أحد صقور تل أبيب، والوحيد القادر على اتخاذ قرار خطير بإنهاء حالة الحرب بين العرب وإسرائيل، وهو ما أثبتته السنوات اللاحقة التى حكم فيها المتطرفون الكارهون للسلام.

وقدم الصحفى الأمريكى، دان ايفرون والذى عمل كمسئول عن مكتب مجلة النيوزويك فى إسرائيل، رؤية جديدة ومختلفة لحادثة اغتيال رابين فى 4 نوفمبر 1995، على يد المستوطن الشاب، إيجال عامير، فى كتابه «قتل ملك»، والتعبير أخذه من جملة قالها أحد المتورطين فى الحادث إلى جانب عامير.

يرسم الكتاب صورة مقربة لملامح حياة القاتل والمقتول قبل عامين من الاغتيال، وما حدث أعقاب مقتل رابين وكيف أدت التطورات التى شهدت إسرائيل فى تلك المرحلة إلى توقف عملية السلام، بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

شغل رابين منصب رئيس وزراء إسرائيل مرتين، الأولى من 1974 إلى 1977، والثانية فى عام 1992 والتى انتهت باغتياله فى 1995 على يد عامير، وكان رابين منشغلاً بترتيبات عملية السلام مع الرئيس الفلسطينى، الراحل، ياسر عرفات والتى تضع المبادئ العامة لترتيبات الحكم الذاتى للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفى ذلك الوقت كانت مشاعر الكراهية تنمو داخل المستوطن عامير المولود فى 1970، لأسرة متدينة تضم 8 أبناء، وتطورت هذه المشاعر إلى التخطيط بقتل رابين وتنفيذ العملية بعد انتهاء رابين من المشاركة فى مسيرة لتدعيم اتفاقية أوسلو فى ميدان «ملوك إسرائيل» بتل أبيب حمل اسم رابين، فيما بعد.

انتظر عامير قرب سيارة رابين وعندما انتهى الأخير من المسيرة وأثناء توجهه لسيارته أطلق عليه عامير 3 رصاصات، أصابت 2 منها رئيس الوزراء الإسرائيلى، وأصيب أحد حراسه الشخصيين بالرصاصة الثالثة، وتم نقل رابين إلى المستشفى ولكنه توفى بعد فقدان قدر كبير من الدماء.

تم إلقاء القبض على عامير، فوراً وبدأت عمليات التحقيق معه قبل محاكمته التى انتهت بمعاقبته بالسجن المؤبد و6 سنوات إضافية لإصابة الحارس الشخصى.

فتحت عملية الاغتيال الباب على كواليس دوائر السلطة الإسرائيلية وتحديداً داخل الموساد ووكالة الأمن العام وألقت الضوء على التوترات اللانهائية التى لاتزال تعانى منها إسرائيل، وفى الفصول الأخيرة من الكتاب يلقى الصحفى الأمريكى دان ايفرون الضوء على تلك الكواليس ويكشف أسرار تورط الوكالات الأمنية والسلطات الدينية فى عملية الاغتيال.

1- قتل الملك

رفعت السفارة الأمريكية حالة الاستعداد القصوى بعد عملية الاغتيال وتوالت البرقيات الدبلوماسية وكتب السفير الأمريكى مارتن إينديك، فى برقية إلى وزير الخارجية الأمريكى والبيت الأبيض، أن الحادثة هى الأولى من نوعها وأن زعيم المعارضة، بنيامين نتنياهو وحزب الليكود وتيار اليمين سيتعرضون لإلقاء اللوم عليهم بشكل مباشر بسبب أحداث العنف التى أدت لاغتيال رابين، ووصفت المذكرة اغتيال رابين بالكارثة على اليهود، وعلى إسرائيل، وعلى تيار اليمين.

وتناولت برقية أخرى كتبها القنصل العام الأمريكى فى القدس إدوارد ابنجتون، تفاصيل ما حدث فى المعسكر الفلسطينى ما بعد عملية الاغتيال، حيث أشار إلى أن مستشارى عرفات أبلغوه أنه مصاب بالذهول والخوف، وأنه أصدر أوامره بمنع حركتى حماس والجهاد الإسلامى من الاحتفال باغتيال رابين فى المناطق التى تخضع لسيطرته، وأن غالبية عرب إسرائيل شعروا بالراحة لأن القاتل يهودى وليس عربياً.

انشغلت إسرائيل بالإعداد للجنازة، فقد مر أكثر من ربع قرن على وفاة رئيس وزراء إسرائيلى وهو لايزال فى منصبه ولم يكن هناك بروتوكول محدد لكيفية الإعداد للدفن، وأرسلت واشنطن قائمة بأسماء 38 شخصية أمريكية ستشارك فى الجنازة من ضمنهم الرئيس الأمريكي، فى ذلك الوقت بيل كلينتون، و2 من الرؤساء السابقين و3 وزراء و19 سيناتور إلى جانب فريق من البيت الأبيض، وتم إلغاء جدول الطيران المعتاد لعدة ساعات من أجل إفساح المجال للطائرات التى تحمل ممثلى الدول الأجنبية والعربية.

ويكشف الكتاب أن غياب عرفات عن الجنازة يعود لقرار إسرائيلى لأنه سيكون من الصعب للغاية حمايته من أى محاولات لاغتياله.

وعلى الطائرة التى تحمل الوفد الأمريكي، انشغل السفير الإسرائيلى فى واشنطن فى ذلك الوقت إيتمار رابينوفيتش، بشرح كيف يمكن أن يحل وزير الخارجية، شيمون بيريز محل رابين فى عملية السلام.

ورغم حالة الحزن التى عمت إسرائيل وصورة الملايين الذين تجمعوا من أجل وداع رابين وهو الأمر الذى أعطى انطباعاً بوحدتها، إلا أنه على أرض الواقع كان هناك قطاع عريض من المتطرفين الذين احتفلوا باغتياله، حيث وصفوه بـ"الديكتاتور" ورفعوا صورة عامير وكتب بعضهم على الحوائط "الدور على بيريز".

فى الخميس التالى للجنازة، وصل زائر غير متوقع، حيث استطاع الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات، الترتيب مع وسيط إسرائيلى، كى يسافر على مروحية عسكرية من غزة إلى تل أبيب لزيارة أرملة رابين لتقديم واجب العزاء، لها، كانت هذه هى أول زيارة يقوم بها عرفات إلى إسرائيل، حيث رافقه اثنان من نوابه هما محمود عباس وأحمد خورى.

وحرص عرفات على عدم ارتداء الكوفية الفلسطينية التى اشتهر بها، وبقى فى منزل رابين 19 دقيقة وتناول فيها الشاى فى غرفة المعيشة، وحكى كيف أبلغه أحد مساعديه بعملية الاغتيال وكيف كان يتصل كل عدة دقائق بالوسطاء الإسرائيليين لمعرفة تطورات الأوضاع.

ورغم حالة الشد والجذب التى جمعت بين عرفات ورابين إلا أن مقتل رابين أصاب عرفات باليأس وكان يشك فى إمكانية استمرار عملية السلام.

2- أزمة الشاباك

تعتبر عملية اغتيال رابين أكبر خطأ فى تاريخ جهاز الأمن العام الإسرائيلى «الشاباك» الذى أصيب بحالة من الفوضى وبدأ بعض العملاء بالفعل فى التحدث مع محامين لدراسة وضعهم القانونى.

كان رئيس الشاباك فى ذلك الوقت كاميل جليون، عائداً للتو من باريس، وكان فى مطار شارل ديجول عندما نقلت المحطات الفرنسية خبر اغتيال رابين، وفى مذاكرته كتب جليون أن رحلة العودة من باريس كانت الأطول فى حياته، وعند عودته ذهب فوراً إلى موقع الجريمة لمحاولة معرفة ماذا حدث على وجه التحديد، واجتمع فى وقت لاحق بمكتبه مع كبار ضباط الشاباك واتخذ مجموعة من القرارات، ومنها تشكيل لجنة تحقيق داخلية مكونة من 3 ضباط متقاعدين لمعرفة الأخطاء التى أسفرت عن عملية الاغتيال. والاستعانة بمجموعة من الضباط السابقين من أجل إعادة هيكلة الوكالة الأمنية.

فى ظل حالة القلق والخوف لم يتوقف جليون عن تدخين سيجارة كل عدة دقائق، رغم أنه نجح فى الاقلاع عن التدخين منذ عدة شهور، قلق جليون كان فى محله، فقد كشف الكتاب عن كثير من الشكوك التى أحاطت بدور وكالة الأمن العام فى عملية الاغتيال.

وحسب الكتاب خرجت لجنة التحقيق بنتائج تشير إلى وجود قصور خطير فى تأمين رابين منها أن سيارته كانت فى موقع مكشوف وغير آمن، ولم يتم منع الإسرائيليين من دخول المكان الذى توجد فيه السيارة، وهو «خطيئة كبرى» على حد وصف اللجنة.

وجه كثير من المسئولين أصابع الاتهام إلى الحارس الشخصى لرابين والذى كان يقف بجوار السيارة، وخلال 40 دقيقة كان القاتل فيها على مقربة 4 أمتار فقط منها، دون أن يفكر الحارس فى التوجه إليه ومعرفة سر وجوده وما إذا كان يشكل تهديداً ما، لم يتم الكشف عن هوية الحارس ولكن تم تسريحه من العمل بعد عدة شهور من الاغتيال.

وأوصت اللجنة بإيقاف 4 من كبار المسئولين فى الوكالة وإجراء إصلاحات فى وحدة حماية الشخصيات الكبرى، ومنذ ذلك التاريخ هناك عشرات من الحراس الشخصيين الذين يوفرون الحماية لرئيس الوزراء الإسرائيلى.

3- الليلة الأولى للتحقيق مع القاتل

قضى إيجال عامير، الليلة الأولى من التحقيق معه فى سرد كيف خطط لاغتيال رابين منذ عقد اتفاقية أوسلو، وشرح كيف شاهد رابين فى أحد الأفراح واكتشف إمكانية قتله وكيف طارده 3 مرات.

كان عامير يصفر ويضع يده على رأسه وهو يقدم اعترافه، ويقدم إجابات ساخرة على الأسئلة التى لا تعجبه، قال إنه كان يصيح "الله أكبر" عندما نفذ الاغتيال، ولم يتدرب على استخدام السلاح لأن إصابة الهدف من مسافة قريبة لا تحتاج لعبقرية، وأنه غير نادم وسيكرر العملية مرة أخرى من أجل الله والأمة والدولة، لكنه يأسف فقط على المعاناة التى ستتعرض لها أسرته، خاصة مع اكتشاف تورط شقيقه الأكبر فى الحادث، والمثير أن عامير طلب شامبو لغسل شعره وتصفيفه قبل الذهاب إلى مسرح الجريمة، وكأنه أراد أن يبدو فى مظهر جيد أمام وسائل الإعلام.

وكشفت التحقيقات أن أحد عملاء الشاباك ويدعى أفيفاى رافيش، كان على علم مسبق بنية عامير اغتيال رابين ولكنه لم يبلغ رؤساءه، ودافع العميل عن نفسه بالتأكيد أن هناك كثيرين يعبرون عن مثل هذه الرغبات ولكن فى النهاية لا ينفذونها، كانت هذه الحادثة كفيلة بإثارة نظريات المؤامرة حول تورط الشاباك فى اغتيال رابين.

وكشفت التحقيقات أيضاً عن بعض الحقائق التى تشير إلى تورط أجهزة أمن إسرائيلية، فى العملية، حيث سمع شهود عبارات «مش حقيقى، زيف، وفشنك» أثناء عملية الاغتيال، ما طرح سؤالاً مهماً، إذا لم يقتل عامير رابين وكانت رصاصات مسدسه فشنك فمن قتله؟.

وتقدم أحد عملاء الشاباك والذى أصر على بقاء شخصيته مجهولة بشهادة أفادت بأنه هو من قال عبارة (مش حقيقى) وكانت العبارة بمثابة رد فعل تلقائي، وأنه شعر بالخجل لأن هذه العبارة كانت سبباً فى بطء رد الفعل تجاه عملية الاغتيال، واعتبر المحقق أن العبارات الأخرى كانت رد فعل على العبارة الأولى.

المثير أن نتائج التحقيق التى تم الإعلان عنها بشكل رسمى لم تتضمن إشارة لهذه الحادثة، ولم يتم الكشف عنها إلا عندما أشار إليها المحقق فى حوار تليفزيونى، ورفض المحقق الكشف عن هوية العميل.

وذكر الكتاب أن عدداً من الحاخامات تورطوا فى تشجيع عامير على الاغتيال بالإشارة إلى ما يعرف فى الدين اليهودى بالمطارد أو دين رودف وهو الشخص الذى يطارد الآخرين ويدفعهم لقتله، ولكن التحقيقات انتهت لعدم وجود دليل مادى يؤكد تورطهم.

4- مأزق بيريز

رفع الاغتيال من شعبية شيمون بيريز، الذى حل محل رابين، بينما تراجعت شعبية بنيامين نتنياهو، لكن بيريز كان مشغولاً بموجات من المشاعر المتناقضة التى انتابته، حيث كان يشعر بتأنيب الضمير لأن رابين دفع حياته ثمناً لاتفاقية السلام بينما لايزال هو على قيد الحياة، وفى نفس الوقت كان يحسد رابين الذى تحول بعد اغتياله إلى قديس فى عيون الإسرائيليين.

ونصح يوسى بيلين مهندس اتفاقية السلام، بيريز، بإجراء انتخابات فورية ولكن الأخير رفض الاقتراح لأنه أدرك أن فوزه سيكون نتيجة التعاطف الناتج عن اغتيال رابين، وفضل استكمال فترة ولاية رابين والتى تنتهى بعد عام ثم خوض الانتخابات.

كان بيريز يريد صنع تاريخ خاص به، فى ذلك الوقت أخبره بيلين عن قنوات الاتصال السرية التى جمعته مع أبومازن، نائب عرفات، وكيف وضعا معاً مسودة لاتفاقية السلام أطلقا عليها (اتفاق بيلين- أبو مازن)، لكن بيريز كان مهتماً بتوقيع اتفاقية سلام مع سوريا بدرجة أكبر من السلام مع فلسطين.

قبل اغتياله، سلم رابين، واشنطن مبادرة للجلاء عن مرتفعات الجولان بأكملها مقابل توقيع اتفاقية سلام مرضية بين تل أبيب ودمشق وطلب عدم الكشف عن المبادرة إلى أن يوافق الرئيس السورى، الراحل، حافظ الأسد، على الشروط الإسرائيلية بشأن الأمن وأمور أخرى.

وأطلق فريق البيت الأبيض على المبادرة اسم «الجيب»، وكان السفير الإسرائيلى فى واشنطن فى ذلك الوقت إيتمار رابينوفيتش هو المسئول عن المفاوضات التى استمرت لعامين مع الجانب السوري، وبعد جنازة رابين التقى بيريز الرئيس الأمريكى كلينتون وأبلغه أنه لن يتراجع عن مبادرة رابين بشرط التوصل إلى صفقة مناسبة.

أصبح يورى شافير المفاوض السابق فى اتفاقية أوسلو المسئول على ملف التفاوض مع سوريا، وكانت إسرائيل تريد وضع ضوابط لوجود الجيش السورى فى مرتفعات الجولان، ما اعتبره الأسد تدخلاً فى سيادة سوريا، وأرادت تل أبيب أن يتم الانسحاب على مراحل تستغرق عدة سنوات بينما كان الأسد يريد انسحاباً فورياً.

وكان بيريز يرغب أيضاً فى تأسيس منطقة تجارة مشتركة بين سوريا وإسرائيل، الأهم، إجراء مفاوضات مباشرة مع الأسد الذى رافض تماماً للأمر، وعن طريق وزير الخارجية الأمريكى وارين كريستوفر، أرسل بيريز اقتراحات إلى الأسد بشأن وضع جدول لمدة عام من أجل استكمال المسودة الأولى لعملية السلام.

ولم يعترض الأسد على اقتراحات بيريز ولكنه لم يوافق أيضاً، واعتبر بيريز أن هذا يعنى إمكانية بدء جولة جديدة من المفاوضات مع سوريا، ولكن رابينوفيتش كان يدرك أن الأسد لا يريد توقيع اتفاقية سلام مع رئيس وزراء فى العام الأخير من ولايته ما يعنى أن التنفيذ قد يكون فى عهد رئيس وزراء آخر.

واجتمع وفد سورى مع نظيره الإسرائيلى لعدة أيام فى مركز واى ريفير للمؤتمرات فى الساحل الشرقى لميرلاند ولكن لم تسفر المباحثات عن تقدم، وفى نهاية يناير 1996، أرسل بيريز خطاباً إلى الأسد لعقد لقاء مباشر بينهما ووافق الأسد ولكنه لم يحدد موعداً، ولكن الرد كان كافياً ليدرك بيريز أن احتمال عقد اتفاق سلام مع سوريا فى الشهور المقبلة بمثابة أمر مستحيل.

بعد أسبوع من الرد السورى على الاقتراح أعلن بيريز تقديم موعد الانتخابات إلى مايو، وكان القرار بمثابة إعلان بدء السباق بين بيريز ونتنياهو وأصبحت هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على عملية السلام.

ومع تراجع التعاطف الشعبى الناتج عن اغتيال رابين، وفشل بيريز فى خططه لعقد سلام مع سوريا، وارتفاع حدة عمليات المقاومة الفلسطينية فى إسرائيل، كرد على قرار بيريز باغتيال يحيى عياش، القيادى بحركة حماس، خسر بيريز المعركة الانتخابية وفاز المعسكر المعارض للسلام فى إسرائيل.

وفى أحد خطاباته التى كتبها فى الأيام الأولى له بالسجن، كتب حاجى عامير شقيق قاتل رابين وشريكه فى الجريمة، أنه وفقاً للديانة اليهودية، فإن "قتل ملك يعد ضرورة لأنه يؤثر على الأمة بأكملها ويغير مصيرها"، واستخدام الصحفى الأمريكى دان ايفرون، العبارة كمقدمة لكتابه، لأن عبارة حاجى تحققت وغيرت إسرائيل طريقها الذى كان متجهاً صوب السلام مع العالم العربى.