خبراء يكشفون حقيقة زيارة السيسي إلى بريطانيا بالتزامن مع انتخابات "النواب"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبريطانيا، في هذا التوقيت متزامنة مع انتخابات البرلمان المصري، بعد تأجيلها؛ بسبب تهديد اللوبي الإخواني في لندن لحكومة "كاميرون"، حيث تعد العاصمة البريطانية المعقل الأول للتنظيم الدولي للإخوان، وفيها تقيم قيادات التيار المتأسلم منذ عقود.
 
وحول العلاقة بين إتمام الزيارة خلال هذه الأيام، وبين الانتخابات البرلمانية، وإنجاز مصر للاستحقاق الأخير من خارطة الطريق، ناقشنا بعض الخبراء.
 
وقال الدكتور عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولي سابقًا، إن بريطانيا من الدول التي تتبع النظام البرلماني، ومن ثم لا ترحب بالتعاون مع دول ليس فيها مجلس نيابي، لافتا إلى أن العديد من بنوك العالم لا تمنح القروض والمعونات، ولا تشارك في مشروعات إلا في الدول التي بها برلمانات، وبعد موافقة البرلمان على تلك المشروعات.
 
وأضاف الخبير الاقتصادي الدولي، أن وزير الاستثمار أشرف سلمان استقبل لهذا السبب، جون كاسون سفير بريطانيا لدى مصر والوفد المرافق له، بحضور عدد من المسئولين بوزارة الاستثمار أمس الأحد، في إطار التحضير والاستعداد للزيارة المرتقبة للرئيس  السيسي إلى لندن.
 
وأكد "صالح" أن بريطانيا هي الدولة القائدة للاتحاد الأوروبي سياسيًا، ومن هنا تتضح أهمية الربط بين الزيارة وبين  قيام مصر بتنفيذ الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق السياسية، والمتمثل في إجراء الانتخابات البرلمانية.
 
وأوضح أن الزيارة ستشمل التركيز على الشقين السياسي والاقتصادي، وسيتم خلالها استعراض التطورات التي شهدها الاقتصاد المصري والخطة الاستراتيجية لتنمية الاقتصاد وجذب مزيد من الاستثمارات والترويج للفرص المصرية خاصة في مجال الخدمات اللوجستية ومشروع تنمية محور قناة السويس والطاقة والبنية التحتية، بجانب التعاون مع بورصة لندن.
 
ومن جانبه قال الدكتور أحمد بان، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن التنظيم الدولي للإخوان لن تستطيع إفشال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبريطانيا، مهما كانت الجماعة تحظى بأعداد كبيرة هناك، لافتاً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت أزمة بين بريطانيا وجماعة الإخوان وقامت الحكومة البريطانية بالتحقق من أنشطتهم داخل لندن، وكان هناك دعوات لإعلانها "جماعة إرهابية"، كما تحركت نسبة كبيرة من أموال قيادات التنظيم الدولي، من لندن إلى دول أخرى.
 
وأضاف "بان" أن بريطانيا لن تتسامح في أي محاولة لإجهاض زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خصوصًا وأن زيارة الرئيس تأتي في ظل انتخاب مجلس نواب مصري جديد، وهو ما تكتمل به الصورة الديمقراطية لدولة المؤسسات الدستورية الحديثة، التي يتحدث عنها الغرب.
 
واختلف معه الدكتور طارق أبو السعد القيادي الجهادي المنشق والخبير في شئون الجماعات الإسلامية، وأكد أن جماعة الإخوان ستسعي من خلال فروع التنظيم الدولي المنتشرة في دول العالم خاصة أوروبا، لإفشال أي زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أي دولة أوروبية.
 
وأشار أبوالسعد، إلى ماحدث من قبل إبان زيارة ألمانيا، موضحًا أن هذا السيناريو لن يتكرر، لكنهم سوف يقوموا بالضغط على بعض الدوائر الدبلوماسية البريطانية إعلاميًا، من خلال عمل حملات عبر وسائل الإعلام "مدفوعة الأجر"، لتوصيل صورة أن ما حدث في مصر كان إنقلابا، وأن استقبال بريطانيا للرئيس المصري يعد إنتكاسة لحرية الرأي ولحقوق الإنسان.
 
بالإضافة إلى جانب محاولات للتشكيك في شرعية انتخابات البرلمان، المتزامنة مع الزيارة، والترويج لأن الشعب قاطعها، لأنه لا يعترف بالنظام، وغير ذلك من الإدعاءات التي اعتادوا المتاجرة بها، لافتا إلى أنه من الممكن عرض وجهات نظرهم في وسائل الإعلام، ولكن تحت سيطرة الدولة البريطانية، كنوع من أنواع حرية التعبير وعرض الرأى والرأي الآخر.
 
وتوقع "أبو السعد" أن أعضاء جماعة الإخوان، ومعهم بعض المأجورين سيقومون كالعادة، برفع لافتات في الأماكن التي سيسير فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الهتاف ضد نظامه.
 
وشدد على أن الأخطر من هذه التصرفات البذيئة هو التواصل مع وسائل الإعلام، ومحاولة تشكيل رأي عام بريطاني مناهض لمصر، من خلال شراء مساحات وإعلانات في الصحف والقنوات، ومن هنا يأتي دور وسائل الإعلام المصرية للرد على هذه الحملات ومخاطبة الغرب بلغتهم.
 
وفي سياق متصل قال اللواء فؤاد علام خبير مكافحة الإرهاب، إن بريطانيا أنشأت جماعة الإخوان نفسها إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر، من أجل مصالحها التي كانت تقتضي ذلك، وفتحت أبوابها لاستيعاب المتأسلمين الهاربين من بلادهم منذ عقود، ووفرت لهم الحياة الكريمة، لأنها كانت تستفيد من وجودهم في أغراض إستخباراتية وسياسية وأمنية.
وأوضح أن طارق رمضان حفيد حسن البنا من والدته، ونجل سكرتيره سعيد رمضان، وصل إلى منصب مستشار رئيس الحكومة البريطانية لشئون الجماعات الدينية؛ لأنها "كما قلت" كانت ترغب في استغلال وجود هذه الجماعات.
 
وأضاف الخبير الأمني، أن بريطانيا ودول الغرب الآن تستشعر خطورة وجود هذا الفكر على أمنها، بعد أن طالت معظم عواصمهم ومدنهم مخاطر الإرهاب، التي كان قد حذرهم منها الرئيس السيسي شخصيًا، وتحققت فكرته أن الإرهاب الذي صنعوه وربوه بين أحضانهم، تحول إلى ثعبان يلتهم شبابهم وبناتهم ويضرب بلدانهم، ولهذا السبب تحرص تلك الدول الآن على التعامل مع مصر، والاستفادة من تجربة السيسي، نفسه في محاربة الإرهاب.
 
وأشار علام، إلى أن الدليل على ذلك هو تغير موقف ألمانيا التي ترتبط هى الأخرى بعلاقات تاريخية مع الإخوان والأتراك، كما تحاول الإدارة الأمريكية أن تتبرأ من دعمها للإخوان، بعد أن أصبحت تهمة تمويل الإرهاب من أموال الشعوب، عارًا يطارد الحكومات الغربية، وفي مقدمتها أمريكا وانجلترا.