خبراء: خطاب السيسي "بشرة خير".. وتجديد للثقة المتبادلة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للشعب في هذا التوقيت، قبيل ساعات من بدء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، المقرر لها غدًا الأحد، وكذلك بعد ساعات من فوز مصر بالمقعد الغير دائم بمجلس الأمن، لتحمل العديد من الرسائل التي يحللها الخبراء.
 
كما جاءت كلمة الرئيس، للتأكيد على حرص مصر على تحقيق أقصى استفادة من الفوز بمقعد مجلس الأمن الدولي، مثلما حرص الرئيس على أن ينبه المصريين لخطورة الانتخابات الوشيكة، وأهمية المشاركة في الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق.
 
الحرب على الإرهاب لم تنتهي
 
قال الدكتور رفعت السعيد الخبير السياسي، إن الرئيس حين دعا جموع الشعب المصري، للاحتشاد بقوة في انتخابات مجلس النواب، لاستكمال خارطة الطريق، إنما يتحدث من منطلق شعبيته وعلمه بأن جموع الشعب تلبي نداءه، حسبما فعلت من قبل في 26 يوليو 2013، حين أعطته التفويض لمحاربة الإرهاب.
 
وأضاف "السعيد" أن دعوة الرئيس للشعب اليوم، تأتي في نفس السياق، لأن الحرب على التيارات المتطرفة والفكر المتشدد، لم تنتهى بعد، موضحًا أن السيسي، حين كان وزيرًا للدفاع، دعا الشعب لأن يعطيه تفويض لمحاربة العنف أمنيًا وعسكريًا، ولكن لابد من هزيمة هذا الفكر المتطرف نفسه، سياسيًا وانتخابيًا بالنزول إلى صناديق الاقتراع، والتصويت لصالح الدولة المدنية الوطنية.
 
وتابع: "إن الشارع المصرى لفظ هذه التيارات المتطرفة، بدليل فشلهم فى الحشد، وفشل دعواتهم للتظاهر والنزول للشارع، مؤكدًا أن هزيمتهم انتخابيًا ستكتب نهاية هذا الفكر".
 
وأشار السعيد، إلى أنه ليس لهم شعبية حقيقية على الأرض، ولكنهم يحصلوا بعض المقاعد؛ بسبب تقاعص بعض المواطنين عن المشاركة فى الانتخابات، مقابل إصرار أعضاء تلك الجماعات على النزول والوقوف في الطوابير مهما طالت.
 
المرأة أيقونة كل الثورات.. والشباب عماد التغيير
 
من جانبها قالت الكاتبة الصحفية إقبال بركة، إن الرئيس السيسي يعلم أن المرأة المصرية هي أيقونة كل الثورات، والشباب هم عماد التغيير والتقدم في أي مجتمع، ومن ثم حرص على الإشارة إلى أهمية مشاركة المرأة والشباب، موضحة أنه دعى الشباب إلى الاقتراع وحسم الأمر لصالح الوطن.
 
وشددت "بركة" على أهمية إشارة الرئيس إلى المخاطر التي تحيط بالوطن، لافتة أنه ربط بين هذه المخاطر وبين الشباب المنوط بهم التصدي لها، بما فيهم من حماس وحب للوطن، الذي مازال ينتظر منا الكثير، في إشارة إلى أن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لن تتحقق إلا بإرادتنا وبأيدينا، حسب تعبير الرئيس.
 
التقاعص عن المشاركة خيانة لدماء الشهداء
 
وفي سياق متصل قالت داليا زيادة مدير المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، إن الرئيس ربط بين دماء الشهداء وبين الاستحقاق الانتخابي، واصفة ذلك بأن التقاعص عن المشاركة في انتخاب مجلس نواب يعبر عن ثورتي يناير ويونيو، يعد خيانة لدماء الشهداء، ليس فقط من شباب الثورتين، ولكن انتخاب أي عنصر يعتنق الفكر الإرهابي أو يحمل أجندات أمريكية صهيونية، يعد خيانة للوطن ولدماء شهداء الواجب، من الذين نالتهم أيدي الإرهاب الأسود.
 
ووصفت "زيادة" حديث الرئيس بأنه "بشرة خير"، لأنه يأتي بعد فوز مصر بمقعد مجلس الأمن ويحمل إصرار من الرئيس على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا المقعد، موضحة أن الكلمة لم تشتمل فقط على التهنئة بالفوز، ولكن وعد بالاستفادة منه.
 
وأشارت إلى أن الشعب يثق في قدرة القيادة السياسية على تحقيق ذلك، في مقابل ثقة القيادة وثقتنا نحن كعاملين في الحقل السياسي والديمقراطي، في أن هذا الشعب سيحسن الاختيار، وسينتخب مجلس نواب يعبر عن ثوراته وطموحات شبابه.