عادل حمودة يكتب: التقية الجنسية للتنظيمات السلفية فى الانتخابات البرلمانية

التقية فى عرف السلفيين إخفاء معتقد خشية ضرر.. أو الحذر من إظهار ما فى النفس تجنبا لخطر.

تحصنوا بالتقية فنجوا من مصير الإخوان بعد ثورة 30 يونيو .. وضموا إلى قوائم الانتخابات أقباطا رغم تكفيرهم فيما قبل.. وتحدثوا باحترام عن المرأة رغم قناعتهم بأنها مجرد قطعة لحم شهية.. مهمتها المتعة.. ووظيفتها الإنجاب.

لكن.. ما فى القلب ظل فى القلب.

وما يخفونه فى ضمائرهم سيخرج بقوة الكبت وشدة التحمل لو وصلوا إلى البرلمان.. إنها معركتهم الشرسة لفرض دستورهم السرى على البلاد والعباد.. جزية أهل الكتاب.. زواج القاصرات.. نسف القوانين التى تنصف المرأة.. العورة .

ويكره السلفيون كراهية التحريم تعبير مدنية الدولة حسب ما أفتى شيخهم ياسر برهامى فى كتاب الولاء والبراء الذى تناقض مع نفسه فيما بعد وأفتى بإنشاء حزب النور أيضا.

بل.. وربما طالبوا بإلغاء كل ما يمت للديمقراطية بصلة.. أليست الديمقراطية فى يقينهم بدعة غربية .. توصل الشواذ إلى السلطة.. وتخالف شرع الله ؟

والحقيقة أن الحديث عن شرع الله حديث لا يخلو أيضا من التقية.. فلا هم يعرفونه؟.. ولا هم ينفذونه؟.. سجلات المحاكم ومحاضر الشرطة تؤكد ذلك.

لن أحفر قبر واقعة نائب مجلس الشعب السابق عن حزب النور على محمد على ونيس الذى ضبط فى وضع مخل بالآداب داخل سيارة ركنها على الطريق الزراعى وسجلتها القضية رقم 17822 لسنة 2012 جنح مركز شرطة طوخ.

ولن أكرر ما سبق نشره عن أنور البلكيمى عضو مجلس الشعب السابق الذى كذب علنا مدعيا ليخفى جراحة تجميل أجراها فى وجهه مدعيا أنه تعرض لاعتداء وسرقة من مجهولين.

ولن أخوض مرة أخرى فى تفاصيل فضائح عنتيل الغربية السلفى عضو حزب النور ممدوح حجازى فشرائطه الجنسية على المواقع والشبكات.

لكنى.. سأقدم لكم وقائع جديدة.. فريش .. ربما تنعش ذاكرتكم سريعة النسيان.. وتعيد إليها العافية.

منذ أيام قليلة.. وفى عز الدعاية للانتخابات.. وبالتحديد فى 3 أكتوبر الجارى قدم عمرو الشحات سيد إبراهيم ( 30 سنة ــ عامل فندقى فى شرم الشيخ ــ يقيم فى المحلة ) بلاغا إلى قسم الشرطة القريب منه باتهام زوجته أسماء عبد القادر بالهروب من بيت الزوجية برفقة السلفى محمود عبد الحميد عمارة (موظف فى الضرائب العامة ومقيم فى قرية دخميس مركز المحلة) ومرشح حزب النور (فردى) عن دائرة المحلة.

وقدم الزوج فلاشة تسجل مكالمات تليفونية لزوجته تثبت صحة بلاغه.. بجانب التذكير أنه سبق وحرر بلاغا بغياب زوجته فى 19 سبتمبر السابق بمحضر رقم 18732 إدارى مركز المحلة.

ترى لو فاز السلفى المتهم بتحريض زوجة مستقرة على الهروب معه ــ فى الانتخابات هل سيجرؤ على الحديث عن شرع الله ؟.. لكن.. من المؤكد أنه لا يعتبر ما فعل جريمة.. فالمرأة فى أفكار جماعته للفراش.. وهى المسئول عن الغواية.. أما الرجل فهو الذكر المقدس الذى لا يأتيه الباطل من فوقه أو تحته.

نفس الفلسفة يمكن اكتشافها فى القضية رقم 5379 إدارى كفر الدوار.. حيث تقدمت ربة المنزل (المطلقة) إيمان عبد الحميد علاء الدين ( المولودة فى 17 مايو 1969 وتقيم بالبحيرة) ببلاغ إلى قسم شرطة كفر الدوار اتهمت فيه مسئول الدعوة السلفية فى المحافظة وعضو سابق فى مجلس الشورى ( 2012 ) حسن عمر غراب وأحد المقربين من ياسر برهامى بالتحرش الجنسى اللفظى بها.

حدث ذلك حين كانت إيمان تصرف إعانة شهرية ( قدرها 40 جنيهًا) من مقر الجميعة الخيرية فى كفر الدوار.

وقدمت إيمان تسجيلات صوتية لعدة محادثات هاتفية بينها وبينه تتفجر بعبارات إباحية خادشة لحيائها.

الملاحظ من صورة بطاقة الشاكية المرفقة بالمحضر أنها محجبة.. فهل أوحى له ذلك بأنها جارية.. أو واحدة مما ملكت إيمانه ؟

وربما.. اعتبرها سافرة.. لم تصل بعد إلى مرحلة النقاب.. ودعاها لتغطية وجهها فلما أبت دعاها لكشف عوراتها.

وحسب ما عرفت فإن قيادات النور يسعون لإنقاذ مسئول دعوتهم فى محافظة مؤثرة مثل البحيرة وعرضوا على الضحية خمسين ألف جنيه.. لكنها.. على ما يبدو تريد شقة للتنازل عن المحضر.. والمطلوب رخيص جدا إذا ما قورن بسمعة دعوة وحزب تريد أن تحكم مصر على طريقتها.

وفى الطريق إلى الفضيحة سلفى آخر مرشح على قوائم حزب النور فى إحدى محافظات القناة.. ويحظى بمنصب قيادى فيه.. ويعمل فى منصب حكومى محلى.

همست زوجات عناصر سلفية إلى قيادات فى الدعوة بتهديد يسهل تنفيذه باللجوء إلى الجهات المختصة لتقديم أكثر من شكوى ضد المرشح المنتمى إليهم بأنه يضغط لممارسة الفحشاء معهن.

وفى غرفة مغلقة قدمت إحدى السيدات سى دى عليه 6 مقاطع فيديو مصورة لعلاقة جنسية كاملة بينه وبين سيدة عارية ترجح أنها زوجته.. ومجموعة صور فوتوغرافية تظهره عاريا وبجواره زوجته وهو يتحدث إلى نساء ساقطات عبر شبكة الإنترنت.

والملاحظ هنا أن زوجته التى يحرص على أن تكون منتقبة فى الخارج لا يرى أحد منها شيئا سوى عينيها يصورها عارية ويقنعها بسماع محادثات «شات» شديدة الوقاحة بينه وبين نساء مجهولات.

خذ هذه العينة من الشات:

حبيبى أنت فين؟.

أنا معاك أنت سكتى فجأة.

عايزة أشوف..

والله ما ينفع أنا فى الصالة عشان الأولاد ما يصحوش.

اشمعنى أنا بعتلك.

ثوانى حاضر بس بلبس ماشى.

وتحت الشات صورة لعضو ذكرى.

وخذ هذه العينة أيضا:

انت خلاص نسيتى صح.. من ساعة ما جه وأنا اتنسيت.. لعلمك كل ما بفكر لحظة أنك فى حضنه باموت.. بس بارجع أقول ده حق ربنا.

وأوضح أن الرجل الغائب فى الحوار هو زوجها.

وخذ هذه العينة كذلك:

بعشقك يخرب عقلك بلاش تكتبى أى تعليق لا الحمار يشك وانت عارفة أنا خايف يكون مركز.

وطبعًا المقصود بالحمار هنا زوجها.

وهناك بالقطع صور وشات يصعب نشرها لتجاوزها كل حدود البورنو.

إن التفسير النفسى لحالته يؤكد بلا تردد أنه مريض بحب الاستعراض.. ولو دعم ذلك طبيب محترف مثل الدكتور أحمد عكاشة فإن عليه أن يسحب أوراقه من الانتخابات البرلمانية ويقدمها إلى مستشفى العباسية للصحة النفسية.

ولو توقف انحرافه عند هذا الحد فلا جناح عليه.. لكنه.. استخدم سلطانه الحزبى فى الضغط على زوجات سلفيات.

حسب نفس السى دى فإنه يحتفظ بصورة شخصية للمنتقبة (حياة) الغائب زوجها فى السعودية.. ومحادثة جنسية بينه وبين امرأة أخرى اسمها (نور) على الوتس آب.. بجانب صورتها.. وصورة ثالثة لطبيبة فى مستشفى دمياط العام وقد حذرها من اكتشاف زوجها لعلاقته بها.. يضاف إليهن سيدة أخرى أرسلت عديداً من الصور عارية نسبتها إلى نفسها فدعاها إلى معاشرته جنسيا.

واحدة ممن يضغط عليهن بنفوذه فى الدعوة وضعت نسخة من السى دى تحت أيدينا طالبة منا وضعه على شبكة الإنترنت لكشفه امام الناخبين الذين يظهر أمامهم تقيا نقيا طاهرا ورعا.. لكن.. ذلك على ما يبدو نوع من التقية الجنسية.

لكن.. القضية تتجاوز الانتخابات إلى ما هو أصعب.. كيف ينظر أمثاله من السلفيين إلى المرأة ؟.. إنها غالبا فى تصورهم أقل من أن تكون كائنا بشريا يستحق احترام جسده.. بل.. وربما لا يتصورون أن معاشرتها فى الحرام لا يستوجب العقاب.. فالعلاقة الجنسية مع نعجة أو نعامة لا يستوجب الرجم.

على أن أشد ما آلمنى كان وفاة شيماء محمود توفيق التى ماتت ضربا من سلفى بدعوى استخراج الجن من جسدها.

إن عمر شيماء لا يزيد على 24 سنة.. وليس لها عمل.. وتسكن قرية بهيج فى برج العرب على أطراف الإسكندرية.. وتحلم بشاب تتزوجه.. وتنجب منه.. وفى ظل الضغوط الاجتماعية الحادة التى تعيشها ظهرت عليها أعراض المتاعب النفسية.

بجهل شديد يصعب تصديقه تقدم إليها سائق التوك توك (عضو حزب النور ومن الداعمين لمرشحيه فى الدائرة العاشرة ومقرها قسم أول العامرية) صالح محمود طاهر لعلاجها بما لا يخالف شرع الله على حد قوله.. فانهال عليها ضربا حتى فاضت روحها.. وتحرر المحضر رقم (5460) إدارى برج العرب وقررت النيابة حبسه على ذمة القضية.

جنس.. وجن.. وقتل.. وتحرش.. وخيانة.. وكذب.. وتناقض.. وتهديد.. وابتزاز.. فهل ذلك كله يكفى للحكم عليهم ؟

الملفات الجنائية لبعض مرشحى السلفية وأنصارهم تنفى ذلك تماما.

تكشف القضية رقم 66 / 29017 / 2015 جنايات السلوم) عن العثور على بندقيتى خرطوش و8 طلقات من ذات العيار فى سيارة السلفى ميلود عوض سعد الله وقد قبض عليه واتبعت معه الإجراءات القانونية.

المتهم الشقيق الأصغر لمسئول الدعوة السلفية فى مدينة السلوم سالم السمالوسى مرشح حزب النور فرديا.

وتكشف القضية رقم 7926 / 2015 جنايات برج العرب عن ضبط عز الدين عياد جمعة محمد وزوج شقيقته مسعود أبو قير قويدر عند نقطة تفتيش الكيلو 57 طريق إسكندرية ــ مطروح الساحلى وفى سيارتهما كمية كبيرة من مخدر الحشيش.

شقيق الأول واسمه صلاح الدين ( مولود فى 13 أغسطس 1986 بمطروح ومحام مقيم بها) من العناصر السلفية وكان حزب النور يعتزم دفعه للترشح على قائمته بالدائرة الثانية (مطروح) إلا أنه سحب ترشحه على إثر الواقعة واتفق على ترشحه مستقلا مع دعمه فى الانتخابات بصورة مباشرة.

وتكشف القضية رقم 7277 / 2015 جنح مركز أرمنت عن تمكن مديرية أمن الأقصر من ضبط 9 أشخاص من بينهم أبو بكر محمد طاهر وشهرته أبو بكر الجرارى مسئول الدعوة السلفية فى مدينة الضبعة ومن المقربين لياسر برهامى ضبطوا وهم يحفرون وينقبون عن الآثار فى مسكن كائن بمنطقة أرمنت الحيط.

وفى الإسكندرية أصدرت وكيلة وزارة التربية والتعليم قرارا باسبتعاد عبد السلام محمود بكار (رئيس قطاع التعليم الابتدائى فى منطقة وسط الإسكندرية) لقيامه بإمداد قيادات فى عائلة نادر بكار (مساعد حزب النور للإعلام وأحد مرشحيه) بقاعدة بيانات وأسماء عدد من العاملين فى المدارس التابعة للإدارة.. ممن سيشرفون على الجانب الإدارى فى الانتخابات.

لا أتصور أننا فى حاجة إلى إضافة سوى أن نسترد ذاكرتنا المفقودة ونعرف بدقة حقيقة الذين يقدمون أنفسهم على أنهم وكلاء الله على الأرض بينما نجد بعضهم وليا حميما للشهوات والانحرافات والتجاوزات.

اللهم إن قد بلغت اللهم فاشهد.

وراء كل باب حكاية.

ووراء كل خبر أيضا.

وربما يصعب فهم الخبر فهما مناسبا دون أن نروى حكايته.

1

عرق القوات المسلحة ينقذها من الانهيار

«ظل رجال الجيش المصرى 20 عاما يتقاضون نصف رواتبهم لتحقيق قدرة اقتصادية تساعد جيشهم».

جملة أراد بها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ذكرى حرب أكتوبر تحية المشير حسين طنطاوى الذى اتخذ القرار.

لكن.. التحية فهمت على ما يبدو خارج مقاصدها.. فقرر عدد من العسكريين المتقاعدين مقاضاة طنطاوى لاسترداد النصف المخصوم من رواتبهم.. بجانب المطالبة بتعديل معاشاتهم طبقا للتقديرات الجديدة.

وحسب ما سمعت من شخصيات قريبة من طنطاوى فإنه لم يمس رواتب العسكريين طوال تلك المدة طبقا لقواعد الباب الأول من موازنة وزارة الدفاع.. فليس من سلطات أو صلاحيات أحد تخفيضها.. أو الاقتراب منها.. فكل ما يخصم يجب أن يفرض بقانون.. وإلا أصبح الخصم باطلا.  

كل ما حدث أن مصر حصلت على مبالغ مناسبة من حرب الخليج التى شارك فيها 20 ألف مقاتل مصرى وحفظت هذه المبالغ فى وديعة خاصة كانت خميرة مناسبة لاستثمارات كبرى فيما بعد.

الشىء نفسه تكرر مع الكتائب المصرية المشاركة فى قوات حفظ السلام «وخدمت فى الكونغو والسودان ولبنان وساحل العاج وأفغانستان وغيرها» حيث حصلت مصر على مبالغ أخرى من الأمم المتحدة.. وأضيفت إلى الوديعة.

وأضيفت إلى الوديعة أيضا مبالغ حصلت عليها القوات المسلحة من بيع أسلحة لدول إفريقية دفعت ثمنها المخابرات العامة.. حسب ما عرفت من عمر سليمان مباشرة.

ولم يتردد طنطاوى فى الحصول على 50 مليون دولار من شركة اتصالات مقابل حصولها على تردد من ترددات تمتلكها القوات المسلحة.. حسب ما سمعت من وزير التجارة والصناعة الأسبق رشيد محمد رشيد.. وأضيف المبلغ للوديعة الاستثمارية. 

وقد تحولت تلك الوديعة إلى شركات قابضة «صناعية وزراعية وإنشائية مثمرة».. تسببت فى انتقادات حادة وجهها تنظيم الإخوان إلى القوات المسلحة.. انتقلت من الهمس قبل ثورة يناير إلى العلن بعدها.. مما جعل اللواء محمود نصر مساعد وزير الدفاع للشئون المالية يقف على قدميه ثلاث ساعات فى إحدى قاعات «الماسة» للرد على كل الاتهامات قائلا بصوت مرتفع:

إن القوات المسلحة ستقاتل دفاعا عن هذه المشروعات التى هى عرق الجيش المصرى ولن نتركها لأحد حتى لا تجرف.

كان اللواء محمود نصر المستدعى للخدمة بعد تقاعده أحد ثلاثة لا يستطيع طنطاوى الاستغناء عنهم.

أولهم اللواء ممدوح الزهيرى صديقه الوفى.. وناصحه الأمين.. ومهون الأيام الصعبة وقت الأزمات.. والأقرب إليه شخصيا وعائليا.. هو الذى نصحه بعدم الاستقالة عندما عين قائدا للحرس الجمهورى.. وهو الذى هون عليه ما أصابه من ألم نفسى شديد بعد أن أقاله محمد مرسى هو ورئيس الأركان سامى عنان.   

والزهيرى تولى قيادة الحرس الجمهورى قبل أن يختاره مبارك محافظا لجنوب سيناء.. حيث شرم الشيخ مدينته المفضلة

وآخرهم اللواء سمير حنا.. دفعة طنطاوى.. الذى تولى مسئولية إدارة التعيينات وجهاز مشروعات الخدمة المدنية واستدعى من التقاعد رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة الاقتصادية للقوات المسلحة.. ليسجل رقما قياسيا.. البقاء فى رتبة لواء نحو 32 سنة.

كانت مبررات محمود نصر وجيهة: «إن ما تحصل عليه القوات المسلحة من ميزانية الدولة لا يزيد على أربعة ونصف فى المائة «أقل من ميزانية التعليم» والمفروض أن تشمل تلك النسبة الضعيفة الرواتب والتدريب والتموين والوقود والترفيه وقطع الغيار وتجديد المعسكرات وبناء المنشآت وغيرها.. ولكنها.. لا تسد سوى مساحة صغيرة من هذه الاحتياجات التى تقدر بنحو 62 مليار جنيه سنويا.. وهنا تأتى الاستثمارات العسكرية لتحقق نوعا من الاكتفاء الذاتى للاحتياجات الأساسية.

ويصعب تحديد حجم هذه الاستثمارات بدقة ولكن تراكمات أرباحها أدت إلى وجود احتياطى للتسليح وقطع الغيار يصل إلى 14 مليار دولار.. بجانب تقديم مساعدات للمؤسسات المدنية قدرت بعد أن أصبح طنطاوى فى مقام رئيس الدولة -بعد تنحى مبارك- بنحو 20 مليار جنيه.. منها قرض بمليار جنيه حصلت عليه وزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا تجنبا للاقتراض من صندوق النقد الدولى.    

أعتقد أن تلك المعلومات يمكن أن تفسر ما قصد الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يتحدث عن تضحيات رجال القوات المسلحة من أجل جيشهم.

2

قائمة طعام شريف إسماعيل

هناك «منيو» أو قائمة طعام ثابتة فى دعوات العشاء الرسمى.. شرائح من سمك السيمون المدخن وقطعة لحم مشوية بجانب قطعة من حلوى الشيكولاتة.. أما الطبق الوحيد المختلف من دعوة إلى أخرى فهو ما تسمع من أحاديث تسد أو تفتح الشهية.

يوم السبت الماضى دعا مجلس الأعمال المصرى الفرنسى رئيس الحكومة شريف إسماعيل لعشاء فى فندق سميراميس على شرف رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الذى كان ضيف القاهرة بمناسبة توقيع عقد بيع حاملتى الهيلكوبتر (ميسترال) إلى مصر.. وفى الحوار الذى جرى تعرض شريف إسماعيل إلى أول اختبار علنى للكشف عن طريقة تفكيره فى المشاكل لتكون بداية مناسبة لتقييم مبدئى لحكومته.

سؤال واحد من الجانب الفرنسى كان يكفى : «حكومتك تريد الاستثمار ولكنها لا تملك عملات صعبة تحول منها أرباح المستثمرين إلى بلادهم كيف تحل هذه المعادلة ؟».

بهدوء وتركيز حدد إسماعيل كيفية الخروج المأزق بتحديد أكثر من طريق لزيادة احتياطى الدولار :

التفاوض مع البنك الدولى والبنك الافريقى للتنمية على قرض بمليار ونصف المليار دولار.

بيع أراض للمصريين فى الخارج بنحو ستة مليارات دولار.. الدفعة الأولى بثلاثة ونصف مليار دولار.. تحصل الحكومة على ربع قيمة ما تبيع من أراض عند التعاقد.. لتضيف مليارًا ونصف المليار دولار.. وبعدها تقترض بضمان الأقساط المتبقية.. لتضيف مليار دولار على الأقل.

بوصول سفينة تسييل الغاز إلى ميناء بالسخنة سيسهل على مصانع الحديد والأسمنت هناك الحصول على الوقود اللازم للعودة بمعدلات الإنتاج إلى الحد الأقصى مما يتيح تصديرا أكثر يعود بمزيد من العملات الصعبة.

وتأمل الحكومة أن يزيد عدد السياح من 9 ملايين إلى 14 مليونا لتزيد معهم العملات الصعبة.

وتصر الحكومة على تخفيض دعم الطاقة بما يوفر عملات صعبة تستهلك فى استيرادها من الخارج.. وما سيساعد على ذلك حقول الغاز المكتشفة التى ستوفر 70% من حاجة مصر من الوقود.

لقد نجح إسماعيل فى سداد مستحقات متراكمة لشركات البترول الأجنبية (نحو 6 مليارات دولار) دون صخب وأغلب الظن أنه سينفذ ما يقول دون صخب أيضا.