نصف سكان العالم لا يستخدمون الإنترنت
أعلنت هيئة خدمات النطاق العريض التابعة للأمم المتحدة في تقرير حديث أن 4.2 مليار شخص في العالم، أي حوالي 57 في المئة من سكانه، لا يزالون مفصولين عن عالم الإنترنت.
على الرغم من أن 90% من سكان الدول الغنية يستخدمون الإنترنت، إلا أن 0% من سكان الدول الأفقر قادرون على ذلك، والأسوأ من هذا أن نمو انتشار الإنترنت أصبح متباطئا وأكثر من نصف سكان العالم لم يدخلوا بعد الشبكة، تلك كانت أهم المؤشرات السلبية التي أوضحها تقرير هيئة الأمم المتحدة لخدمات النطاق العريض.
وأضاف التقرير بالأرقام أن النمو في استخدام الإنترنت هذا العام تباطأ إلى 8.1% مقارنة بالعام الماضي 8.6%، وهذان الرقمان أبطأ من الفترة التي سبقت 2012 حيث كانت المعدلات لا تقل عن 10%. وفي بداية العقد الحالي وضعت كل من منظمة واتحاد الاتصالات الدولية ووكالة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (يونيسكو) هدفا لتحقيقه، وهو أن يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت 4 مليارات مستخدم، لكن على الأرجح لن نصل إلى هذا الرقم قبل نهاية العقد، أي عام 2020.
ولا يزال 57% من سكان العالم أو أكثر من 4 مليارات مستخدم لا يتصلون بالإنترنت نهائيا، والمثير للاهتمام أن النمو في عدد مشتركي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قد تجاوز النمو في عدد مشتركي الإنترنت.
وذكرت الهيئة في تقريرها أن الوصول إلى الإنترنت بلغ حد الإشباع في الاقتصادات الغنية، ولكن هناك 90% من الناس في 48 من أفقر دول العالم دون إنترنت.
ويتوقع أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت بنهاية هذا العام إلى 3.2 مليار شخص، وقد ارتفع بمعدل متباطئ عن رقم العام الماضي 2.9 مليار شخص، ويمثل حاليا 43% من عدد سكان العالم ولا يزال بعيدا عن هدف 60% من سكان العالم الذي وضعته الأمم المتحدة.
وفي ما يخص الإنترنت عبر الهواتف المحمولة فإن 121 دولة حول العالم وصلت إلى حالة الإشباع، وتعمل الآن على دعم شبكات الجيل الرابع والدفع نحو منصات الدفع أكثر. وبلغ عدد مشتركي الهواتف المحمولة أكثر من 7 مليارات مشترك.
وأشار التقرير إلى أن 70 في المئة من استخدام شبكات الموبايل تتركز في القارتين الأميركيتين والدول الآسيوية الواقعة في منطقة المحيط الهادئ.
ورغم أن التقرير يتوقع بأن 60 في المئة من نسبة السكان حول العالم سيبلغون عالم الإنترنت الافتراضي بحلول عام 2021، إلا أن الفجوة في المعلومات بين الدول الثرية والفقيرة ستظل هي ذاتها، ما لم تقم الحكومات بوضع سياسات لسدها.
وعزت الهيئة تباطؤ النمو إلى تكلفة تمديد البنية التحتية للعملاء في المناطق الريفية والنائية، وإلى تباطؤ حاد في نمو الاشتراكات الخلوية المتنقلة على الصعيد العالمي، إضافة إلى أن الدول النامية لم تتبن الإنترنت بالحماس ذاته الذي أظهرته الدول المتقدمة، إذ تتوفر عدد من التحديات والعوائق أمامها، منها اللغة؛ إذ يشكل ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت في الدول التي تشهد تعددا في اللغات تحديا، مثل أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا، بحيث لا تتوفر جميع اللغات على الإنترنت، فمعظم اللغات تحوي الحروف اللاتينية (من a إلى z) والأرقام (من 0 إلى 9)، وأكثر من نصف المواقع الإلكترونية هي باللغة الإنكليزية، واللغات الأسبانية والفرنسية والألمانية واليابانية تشكل 5 في المئة من المواقع الإلكترونية حول العالم، أما لغات أخرى مثل السواحيلية والهندية فتشكل ما نسبته 0.1 في المئة.
أما التحدي الثاني فهو توفير فرص متساوية، إذ أن إمكانية بلوغ الإنترنت والتواصل مع الآخرين، لا تتمثل في مشاهدة مقاطع فيديو طريفة للقطط، أو الدخول في حرب على تويتر، بل في الحصول على الفرص المتساوية.
ويمكن للإنترنت أن تتيح للشركات الخاصة التي ترغب في الاستثمار فيها الفرصة دون تكبد الكثير من الخسائر.
وفي الدول الفقيرة فإن ما يقارب الـ 25 في المئة من الإناث يملكن فرصة الحصول على الإنترنت مقارنة بالرجال، وهذه الفجوة تزداد في بعض المناطق الصحراوية بأفريقيا لتبلغ حوالي 50 في المئة، وهنالك فرصة نادرة لحصول على هواتف ذكية.
ويمكن لبلوغ النساء الإنترنت في هذه المناطق أن يوفر لهن الفرصة للحصول على حياة أفضل، إذ سيتمكن من خلال ذلك من تقليص هذه الفجوة مع الرجال، ويتاح لهن البحث عن فرص جديدة للعمل ويتمكن من المطالبة بحقوقهن في مجتمعاتهن في الساحتين الخاصة والعامة.
يذكر أنه قبل عقد من الزمان كان عدد المتصلين بالإنترنت حول العالم لا يزيد عن 1% من إجمالي السكان.
عربيا، تشير أحدث الإحصائيات عن الإنترنت إلى أن معدل الانتشار بلغ إجمالا 36%.
ويبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية أكثر من 135 مليون مستخدم، يستخدم أكثر من 71 مليون منهم مواقع التواصل الاجتماعي بنشاط حاليا، بالإضافة إلى ذلك، بات الانتشار الواسع للاتصال الرقمي في العالم العربي، من خلال 400 مليون جهاز جوال يخلق فرصا وتحديات جديدة للحكومات والأعمال.
وكانت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية نشرت تقريرها الخاص بالعالم العربي على الإنترنت 2014 الذي بحث في توجهات استخدام الإنترنت والهاتف الذكي في المنطقة العربية، والذي أوضح خاصة أن أغلبية المتصلين بالإنترنت تهتم بالدخول إلى الشبكات الاجتماعية خاصة.