روسيا تتطلع إلى دعم الإمارات والسعودية لتصفية نفوذ طهران في سوريا

عربي ودولي

بوابة الفجر


يحرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عرض الاستراتيجية الروسية في سوريا خلال لقائه بالشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي والأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية في منتجع سوتشي، بوصفها خيارا مقبولا في المنطقة أفضل من الاستحواذ الإيراني، خصوصا وأن الرياض وأبوظبي من أهم قادة الحملة على التوسع الإيراني في المنطقة وتخوضان الحرب في اليمن كمواجهة أساسية.

والاجتماع بين بوتين والقادة الخليجيين الذي جرى أمس هو أعلى اتصال بين الزعيم الروسي وقادة من دول خليجية عربية منذ بدأت روسيا حملة ضربات جوية لدعم الأسد.

وتمثل الإمارات والسعودية المحور الحاسم الذي يقود التصدي لتوسع النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو محور يطمح بوتين في الحصول على دعمه لاحقا ضمن محاولاته تصفية النفوذ الإيراني في سوريا.

وقالت إلينا سوبونينا مستشارة معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو إن "الموقف الإماراتي من التدخل العسكري الروسي الموسع في سوريا يبدو حيادا علنيا، وإن كان لم يرحب أو يعارض بصراحة الخطوات الروسية إلى الآن".

وأضافت في تصريحات لـ"العرب" أن هذا الموقف “يكاد يكون متسقا مع الموقف الأردني أيضا من الحملة الروسية".

ورأت سوبونينا أن زيارة الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان "مهمة للغاية لأنها تهدف بالأساس إلى محاولة المحور العربي استكشاف المدى الذي تطمح روسيا في الوصول إليه عبر تدخلها في سوريا".

ويشعر المسؤولون الروس أنه بات حتميا بالنسبة إليهم الحفاظ على علاقات وثيقة مع دول الخليج إلى جانب مصر حتى يتمكنوا من تحقيق التوازن في مواجهة النفوذ الأميركي المقابل في المنطقة، في ظل تأكيداتهم المستمرة بعدم نيتهم إرسال قوات برية للقتال في سوريا.

وقبل بدء العمليات في سوريا حرص بوتين على التنسيق مع قادة عرب عبر إعلامهم بخططه قبل البدء في تنفيذها.

وتؤكد سوبونينا أن بوتين أبلغ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد خلال زيارتهم إلى موسكو في أغسطس الماضي بنوايا الروس التدخل عسكريا "لمحاربة الإرهاب في سوريا".

وامتد مفهوم "محاربة الإرهاب" الذي مهدت من خلاله روسيا لتدخلها العسكري في سوريا، إلى جماعات المعارضة السورية التي تضم فصائل يصفها البعض بالمعتدلة.

وعزز ذلك الانقسام الطائفي الحاد في سوريا، التي ينتمي رئيسها بشار الأسد إلى الطائفة العلوية ويحظى بدعم غير محدود من إيران التي تشرف على إنشاء ميليشيات شيعية متطرفة لدعمه.

وبالأمس قالت مصادر في المعارضة السورية إن استياء كبيرا انتشر بين صفوف الميليشيات الشيعية وعلى رأسها حزب الله اللبناني من تصريحات لبوتين قال فيها إن موسكو لا ترى فرقا بين الجماعات السنية والشيعية.

وأضاف أن بلاده لا تريد التورط في حرب دينية في سوريا.

وتؤكد هذه التصريحات المسافة الكبيرة بين استراتيجية روسيا في سوريا وسياسة حلفيتها إيران التي تعتمد على أذرعها الطائفية في ضمان الحفاظ على نفوذ واسع في سوريا خلال المرحلة الانتقالية.

وقال المحلل السياسي السعودي أنور عشقي لـ"العرب" إن "الحضور الروسي في سوريا له أوجه إيجابية، على رأسها أن أي قرار نهائي يتعلق بالنظام سيكون في موسكو وليس في طهران".

وأضاف "عاجلا أو آجلا سيقوم الروس بإزاحة التأثير الإيراني الكبير من سوريا، لذلك أعتقد أنه من المهم أن ندعم روسيا في مقاومة هؤلاء الإرهابيين وإزاحتهم عن الساحة".