سفيرنا الأسبق في موسكو: 4 رسائل خطيرة خلف الضربات الجوية الروسية على داعش

أخبار مصر

بوابة الفجر

قال السفير رؤوف سعد سفير مصر الأسبق لدى موسكو، إن الضربات الجوية الروسية على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، والتي بدأت اليوم، تتسق مع مبادئ القانون الدولي، حيث تمت تلك الضربات بناءً على طلب من الحكومة السورية، وهذا بالمخالفة للضربات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حيث تفتقد إلى التنسيق مع دمشق ولم يصدر بشأنها قرار من مجلس الأمن.

وأضاف "سعد" - في تصريحات "للفجر" - أن موسكو أرادت بث 4 رسائل عميقة إلى جميع الأطراف الدولية، من خلال هذا العمل العسكري، موضحًا أن التأكيد على الدور المحوري لروسيا، ونجاحها في استرداد مكانتها يأتي على رأس تلك الرسائل.

وأوضح أن موسكو أرادت أن تقول لأصدقائها أنها طرف فاعل في الأزمة السورية، ورقم لا يمكن تجاوزه في صياغة أية حلول، أما على الجانب الآخر من الأطراف الدولية، أكدت موسكو من خلال تلك الضربات العسكرية، قدرتها في حماية مصالحها سواء في سوريا أو أوكرانيا، أما رابع تلك الأسباب فهي رغبة روسيا الملحة في دعم الحل السياسي للأزمة السورية، وذلك من خلال تهيئة الأجواء بمواجهة جادة وحقيقية للجماعات الإرهابية المنتشرة كمقدمة لتسوية سياسية للأزمة.

وتابع "سعد" أن الضربات العسكرية الروسية على داعش في سوريا، قد تكون مقدمة لضربات مماثلة على التنظيمات الإرهابية في العراق، وذلك على ضوء التصريحات التي صدرت عن موسكو، حيث أكدت إمكانية التنسيق مع الحكومة العراقية في هذا الشأن حال طلب بغداد ذلك، الأمر الذي يؤكد على سياسة المواجهة الشاملة التي تتبناها موسكو للإرهاب.

وحول القرار الذي تحاول موسكو استصداره من مجلس الأمن، والذي ينص على تنسيق جهود جميع القوى المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية وجماعات إرهابية أخرى، أكد "سعد" أن ذلك يعكس إصرار موسكو على المواجهة الشاملة لكل الجماعت الإرهابية في كل الأماكن، خاصة على ضوء تصريحات فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن، حيث أكد رغبة موسكو في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، كما أكد على توافق وجهتي النظر المصرية والروسية بشأن المواجهة الشاملة للإرهاب.

وأشار "سعد" إلى أن الموقف الروسي يعكس مخاوف موسكو الحقيقية إزاء قضية الإرهاب، خاصة في ضوء تنامي أعداد الروس المنخرطين في القتال بجانب الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما أشار إلى تجربة روسيا الموجعة مع الجماعات الإرهابية في السابق، مؤكدًا أن المصالح الروسية في المنطقة لا يمكن أن تختزل في شخص الرئيس بشار الأسد. 

واختتم قائلا: موسكو تبذل جهدًا كبيرًا في تكوين تحالف دولي لمواجهة جادة للإرهاب، ويبدو أن مساعيها تحقق نجاحًا في هذا الشأن، خاصة وأن قوات التحالف الدولي لم تحقق النتائج المرجوة، علاوة على مواقف بعض الدول الأوروبية خاصة فرنسا والتي بدأت بدورها شن ضربات جوية على داعش في سوريا، وعلى الجانب الآخر فالتقارب المصري الروسي، سواء بالنسبة للتسوية السياسية للأزمة السورية أو المواجهة الشاملة للإرهاب من المحتمل أن يكون دافعًا مصريًا للمشاركة في هذا التحالف.