الجينات هى "المتهم الخفى" فى الشعور بضغوط العمل
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة نوتردام عن معلومات جديدة ومثيرة بشأن التوتر والضغوط والشعور بالإجهاد الذى قد نعانى منه خلال العمل، وألقت الضوء على أحد العوامل الجديدة التى قد تساهم فى تحفيز تلك الأحاسيس غير المرغوبة.
وأشارت الدراسة إلى أن العوامل الجينية وامتلاك بعض الجينات قد يكون هو السبب فى الشعور بالتوتر والضغوط خلال أداء الوظائف المختلفة، وأن مدير العمر قد يكون بريئاً تماماً من ذلك، وكما أن شعور أحد الأشخاص بالضيق من وظيفته بشكل يفوق أحد أصدقائه، فلا يعنى بالضرورة أن هذا الشخص يعانى من ضغوطات أكبر أو مكلف بمهام أصعب داخل وظيفته.
وتابعت الدراسة أن الأبحاث والتجارب التى أجريت مؤخراً كشفت عن دور فعال للجينات وأكبر مما كنا نتوقعه فى معاناة الموظفين من الضغوط المصاحبة للعمل، لافتة إلى أن تغيير الشخص للوظيفة هرباً من تلك الضغوط ليس هو الحل، وأنه سيظل يعانى من نفس تلك الأحاسيس السلبية عند ممارسة مهام العمل الجديد إذا كان هذا الشعور ناتجاً عن بعض العوامل الجينية التى يمتلكها، بل والمثير للقلق أن الجينات تحدث تأثير أكبر فى تحفيز الشعور بضغوط العمل بمقدار أربع مرات مقارنة بالعوامل البيئية المصاحبة للوظائف المختلفة.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية Organizational Behavior and Human Decision Processes ، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى الثالث عشر من شهر سبتمبر الجارى.
وأضافت الدراسة أن هذه النتائج لا تعنى إطلاقاً أن يستسلم الموظف لتلك الأحاسيس نتيجة عوامل قد يظن أنها خارجة عن إرادته، ولكن فى الحقيقة أن الشعور بالتوتر والقلق والضغوط المصاحبة للعمل تعتمد فى المقام الأول على الاستعداد الشخصى للإنسان، وأن الموظف يستطيع التحكم فى تلك الأحاسيس السلبية والحد منها من خلال التعامل بحكمة ووعى مع المواقف المختلفة المصاحبة للعمل، ويتوجب علينا أن نركز البحث بداخل أنفسنا بدلاً من التركيز على العوامل المصاحبة للوظيفة.