عائشة نصار تكتب: حكايات الحب والجنس والغيرة بين زوجات بن لادن والظواهــــــــــــــــــــرى فى قندهار

مقالات الرأي

بوابة الفجر


■ كانت زوجة بن لادن السورية تعرف فى العائلة بأنها مطيعة و«دائما حامل»!

«الزواج من واحدة لا بأس به، مثل السير على القدمين، والزواج من اثنتين مثل ركوب الدراجة، أسرع ولكنه غير مستقر قليلا، والزواج من ثلاثة مثل الدراجة الثلاثية.. مستقرة ولكنها بطيئة.. أما الزواج من أربعة فهو أفضل شيء تفعله.. فيمكنك بذلك تخطى الجميع!».

بتلك القواعد الأربع «المبتكرة»، صاغ أسامة بن لادن نظريته الخاصة فى «تعدد الزوجات» وهو لا يزال شابا يافعا فى جدة، وأخلص لها بكل أبعادها، الجنسية، والقبلية، والتنظيمية، والبراجماتية.. والدينية حتى مقتله فى أبوت آباد فى 2011.

رسم بن لادن، بتلك النظرية ملامح الوجه الآخر للزعيم المؤسس والأسطورى لتنظيم القاعدة.. وتحول بفضلها إلى مصدر إلهام لمجتمع التنظيم، ولآلاف من الإسلاميين المتشددين حول العالم.. وأنهى بها سنوات عمره التى لم تتجاوز الـ54 عاما بامبراطورية عائلية قوامها أربع زوجات ومطلقتين و22 ابنا وابنة وعدد هائل من الأحفاد.

المثير أن أيمن الظواهرى خليفة بن لادن على عرش التنظيم، دشن بدوره مفهومه الخاص فى تطبيق نظرية «تعدد الزوجات»، بضوابط وشروط مغايرة، احتكم فيها فى الأول والأخير للمشاعر والعاطفة فقط!

2
من الطفولة إلى البلوغ فى ليلة العرس!

6
طلاق فى الخرطوم

وبعد أن كانت «بيشاور» فى عام 1986 هى المحطة الأولى للإمبراطورية العائلية الكبرى لـ«بن لادن» خارج «جدة» فى السعودية، تحولت «الخرطوم» كذلك إلى محطة استثنائية تماما فى الحياة العائلية لمؤسس القاعدة، حيث انتقل إليها عام 1992 على متن طائرة من أفغانستان حملته هو وزوجاته الأربع وأطفاله الذين كان عددهم قد وصل إلى 17 طفلا فى ذلك التوقيت. وبقدر ما كان بن لادن صارما مع أطفاله، كان متساهلا مع زوجاته اللائى يعملن، حيث حافظت كل من خيرية صابر (أم حمزة) أستاذة علم نفس الأطفال وخديجة الشريف (أم خالد) أستاذة النحو العربى على وظيفتيهما فى الجامعة، وكانتا تسافران إلى السعودية فى أثناء سنوات الحياة فى السودان، بينما أضافت أم حمزة التى كانت تعيش فى الدور الأرضى من منزل الخرطوم، أنها كانت تلقى المحاضرات الدينية لنساء التنظيم. لم تخف نجوى زوجة بن لادن الأولى تذمرها من الحياة فى السودان، خاصة أن نجليها عبدالله وعمر كانا يكرهان حياة الخطر والحرمان التى فرضها عليهما والدهما. أما زوجته الرابعة (أم علي) التى تشير بعض المصادر إلى أنها من عائلة صابر السعودية ذات النسب بالرسول أيضا وأن اسمها الحقيقى (سهام)، فقد كان قرارها حاسما بطلب الطلاق، واستجاب بن لادن لطلبها وقال لصديقه جمال خليفة «لم نكن على وفاق من البداية»، إلا أنه كان قد قطع عهدا على نفسه بألا يطلق أيا من زوجاته إلا بناء على رغبتها، وعليه فقد اصطحبت أم على أولادها الثلاثة وعادت بهم إلى مكة.

وتشير الروايات إلى أن بن لادن تزوج للمرة الخامسة فى الخرطوم بعد طلاقه لنجوى، حيث عقد قرانه لكن الطلاق وقع للزوجة الجديدة قبل إتمام الزفاف.

تصف نجوى عرسها وليلة زفافها قائلة: «كنت فى يوم زفافى صغيرة السن، لكن غير متوجسة، فكل شيء على ما يرام، ثوب زفافى أنيق وأبيض، وشعرى على آخر طراز، ومصفف على نحو مميز، عرفت أننى أبدو كأبهى ما يمكن أن أكون عليه من الجمال، وكانت أمنيتى الأثيرة الوحيدة أن يعجب أسامة بمظهرى» .

ولم يصل حفل الزفاف إلى ما هو أبعد من بعض الثرثرة، ومع ذلك كانت نجوى سعيدة، «لأنه أمكننى أن أعرف من التعبير اللطيف على وجه أسامة أنه مسرور منى وراض عن خياراتى، وهكذا انتقلت حياتى من الطفولة إلى البلوغ مع نهاية تلك الأمسية أصبحت امرأة متزوجة بالكامل».

لم تكن الوثائق الرسمية اللازمة لسفر نجوى جاهزة بعد ومازالت تتطلب وقتا، وعليه كان لزاما على بن لادن بعد انقضاء فترة وجيزة، تركها والعودة لجدة، ما أجبر الزوجة الصغيرة أن تعود إلى مدرستها مرة أخرى بعد غياب زوجها الذى عاد إلى سوريا بعد أربعة أشهر كاملة ليصطحبها إلى حياتها الجديدة التى كانت صاخبة بالمفاجآت، على حد تعبيرها.

فيما كان أسامة لا يزال مواظبا على الذهاب إلى مدرسته الثانوية، اتفق الزوجان المراهقان على عدم استمرار نجوى فى تعليمها الرسمى والاكتفاء بالتعليم الدينى تحت إشراف من أسامة الذى كانت ترى أنه واسع الاطلاع!

زواج فى الظهيرة وانفصال فى المساء

.. وبالتزامن مع الانخراط فى دراسته الجامعية، قرر أسامة بن لادن، تطبيق نظريته الخاصة فى مضاعفة الزوجات وتطبيق نموذج جديد من «التعدد» قائم بالأساس على العدل بين تلك الزوجات، وعدم تكرار سيناريو حياة والده محمد بن لادن، الذى تزوج ما يزيد على 22 زوجة وأنجب 54 طفلا ترتيب أسامة بينهم الـ18، فيما لا يمكن الجزم بعدد النساء اللائى تزوجهن محمد بن لادن أثناء حياته، حيث كان يتزوج بعد الظهيرة ويطلق فى المساء! بخلاف عدد من المحظيات كان يبقى عليهن فى بيته إذا أنجبن منه، وفقا للكاتب الأمريكى لورانس رايت فى كتابه «البروج المشيدة.. القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر»، الحائز على جائزة البوليتزر.

بن لادن الأب اعتاد أيضا على أن يزوج مطلقاته اللائى أنجبن له أطفالا من موظفين فى شركته، ولم يكن لأى منهن رأى فى الأمر، فمن الممكن أن تجد الواحدة منهن نفسها متزوجة من السائق الذى كان يعمل لدى زوجها، ولكن السورية علياء والدة أسامة كانت محظوظة عندما قرر محمد بن لادن أن يطلقها، لأنه زوجها من أحد الموظفين التنفيذيين فى شركته وهو محمد العطاس الذى يعتبر شريفا من نسل النبى، قبل أن يلقى محمد بن لادن نفسه مصرعه بعد ذلك فى حادث تحطم طائرة وهو فى طريقه للزواج من فتاة مراهقة أخرى.

أسامة بن لادن رضيعا بين والده ووالدته

1
طالب الثانوى فى قفص زوجية «شامى»

■ زوجة أسامة

الأولى : كان خجولًا أكثر من عذراء وراء النقاب

فى عام 1974 كانت الزيجة الأولى لطالب الثانوى أسامة بن لادن، الذى أتم بالكاد السابعة عشرة من عمره من ابنة خاله السورية، نجوى غانم، التى كانت تصغره بعامين، وتتميز بقامتها الممشوقة وجمالها الشامى الأخاذ.

الزفاف تم فى حفل شديد المحافظة فى فيللا «آل غانم» بمدينة اللاذقية، منعت فيه كل أنواع «المعازف» والأغانى والمرح والمطربين، وتم فصل النساء بمعزل عن الرجال، نزولا على رغبة العريس الذى سينضم بدوره فى نفس العام، إلى جماعة الإخوان المسلمين، التى لم تزل – وقتذاك - تنظيما سريا فى السعودية فترة السبعينيات.

فى الكتاب الذى ألفه جين ساسون عن السيرة الذاتية للزوجة الأولى لـ«بن لادن»، تحكى نجوى عن كواليس عواطفها المبكرة بينها وبين ابن عمتها الضيف القادم من السعودية: «دخلت أولى سنوات مراهقتى فأخذت عواطف غير متوقعة تسرى كالدوامة بين ابن عمتى وبينى، لم أكن متأكدة مما يحصل، لكننى عرفت بوجود علاقة خاصة بين أسامة وبينى، لم يتفوه هو بأى شيء، لكن عينيه البنيتين أخذتا تشعان سرورا، كلما دخلت الغرفة، ارتعشت بسعادة عندما شعرت باهتمام ابن عمتى الشديد، وسرعان ما ستطفو مشاعرنا على السطح، وتغير حياتنا إلى الأبد». وتواصل: «اعتقدت من الطريقة التى ينظر بها أسامة لى، أنه يحبنى، لكن لم تدر بيننا أى مناقشة صريحة فى أى أمر محدد يتعلق بالعاطفة أو الزواج، أصبح صمت أسامة مغيظا أردته أن يقول شيئا، أن يسر إلىّ بأنه سيفاتح أهلنا فى شأن الخطبة، لكن ظل عنيدا فى لباقته! وبدا أنه فى كل مرة يغالب نفسه فى الدردشة معى، يجد فى التعبير عن ذاته وأذكر تحديقى فى عينيه اللطيفتين وأنا أفكر على نحو لاذع، فى أن ابن عمتى خجول أكثر من عذراء وراء النقاب».

ثم حدثت الانفراجة، فتقول نجوى: «أخيرا، وقد أصبحت فى الرابعة عشرة استجمع أسامة شجاعته، حصل ذلك بعد زيارة صيفية مطولة إلى منزل عائلتى فى سوريا، حيث أخذنا نلتقى يوميا، وبعودته إلى السعودية ناقش فكرة الخطوبة مع والدته، وسرت عمتى علياء لاحتمال الزواج بين ابنها وابنة أخيها على اعتبار أن مثل هذا الأمر سيزيد من التقارب بين العائلتين» .

اعترضت والدة نجوى على زواجها من أسامة وتوسلت إليها أن ترفض حتى لا تبتعد عنها وتنتقل إلى الحياة فى السعودية. كما تملكت نجوى نفسها أيضاً مخاوف ذاتية بشأن تغيير نمط حياتها: «زواجى بأسامة كان يعنى أن حياتى ستتغير بطرائق أخرى، أكثر درامية فسأرتدى، بعد انتقالى إلى السعودية، نقاب الوجه وأسامة محافظ جدا، إلى درجة أننى سأعيش فى عزلة، ولن أغادر حدود منزلى إلا فيما ندر».

لكن مشاعرها تجاه ابن عمتها حسمت الأمر فى النهاية: «أجبت بحزم، وأنا على يقين بأن إجابتى لن ترضى والدتى (إنها حياتى يا أمى وأنا التى أقرر.. إننى أحبه وسأتزوج به). لطالما كنت قوية ما إن أنوى القيام بعمل ما.. ولن يمنعنى أحد من الزواج بأسامة».

4
خدمة الإسلام بتعدد الزيجات!

اتخذ أسامة بن لادن قراره بالفعل فى الزواج للمرة الثانية، ولم يتبق إلا إبلاغ زوجته الأولى نجوى التى كانت كارمن زوجة شقيق بن لادن طالما تصفها بأنها مطيعة و«دائما حامل»!

ووفقا للوعد القديم بينهما بأنه لن يدخل امرأة ثانية فى حياتهما إلا بعد موافقتها وأنه لن يقدم على إيذائها أو جرحها بمثل هذا التصرف، سرد أسامة قائمة من الدوافع التى أوردها للحصول على موافقتها، بداية من أنه يريد الزواج تمثلا بسنة النبى الذى تزوج بعد خديجة بنت خويلد وعدد فى الزوجات، وأن هدفه المحض من ذلك الزواج بالأساس هو الحصول على عدد ضخم من الأولاد لخدمة الإسلام، بالإضافة إلى أبنائه الخمسة الذين أنجبهم منها حتى تلك اللحظة (وصلوا إلى 11 بعد ذلك).

ولم تجد نجوى أمامها فى النهاية إلا أن تدين له بالعرفان، لأن زوجات سعوديات قليلات هن من ينلن هذا الاحترام ومراعاة الشعور من أزواجهن، وأن تستسلم للفرضية التى أقنعها بها أسامة وأنه لا يريد الزواج ثانيةً لأنه غير سعيد معها وإنما لـ»مصلحة الإسلام الكبرى».

7
إجهاض فى أفغانستان

كانت زوجات بن لادن الثلاث وأطفالهن يعيشون فى منازل منفصلة داخل المجمع السكنى الخاص بهن فى أفغانستان التى اتجه إليها أسامة بن لادن بعائلته عام 1997، حيث قامت أم خالد بفتح مدرسة لتعليم أبناء «الأفغان العرب»، وبدأ فصل جديد تماما من حكايات المنافسة والغيرة بين الزوجات الثلاث.

كانت خيرية «أم حمزة» هى أكثر زوجات بن لادن شهرة وشعبية بين نساء التنظيم اللاتى كن يرين فيها «أعظم» زوجاته وأكثرهن إخلاصا لمبادئ القاعدة، وكان أسامة بن لادن يعتمد عليها فى رفع الروح المعنوية للنساء اللاتى كن يقصدنها أيضا لحل مشاكلهن.

كانت أكبر زوجات أسامة سنا، وأكبر منه أيضا بسبع سنوات، وكان نظرها ضعيفا وبنيتها هزيلة وتعرضت للإجهاض أكثر من مرة، ولكن كان يظهر فى سلوكها دوما أصلها الرفيع بحكم انتمائها لواحدة من أكثر العائلات السعودية ثراء.

رفضت عائلة خيرية فى البداية بشدة زواجها من بن لادن إلا أنها أصرت وقالت إنها تريد الزواج من «مجاهد حقيقى»، ورغم أن بن لادن يحاول تطبيق نظريته فى العدل بين الزوجات إلا أنه كان واضحا للجميع أن أم حمزة هى المفضلة لديه.

لم تكن أم حمزة جميلة ولكنها كانت حساسة ومخلصة، وكما تروى نساء القاعدة فقد كان منزلها أكثر المنازل نظافة وترتيبا وكان يحتوى على سرير وصندوق به جميع ملابسها وكانت تحتفظ بشالوار (قميص أفغانى) نظيف معلق دائما استعدادا لقدوم بن لادن، وفى الحمام يوجد دائما رف عليه زجاجة عطر لها وأخرى لزوجها.

5
الزوجة الثانية.. والثالثة.. والرابعة

فى عام 1982 عقد بن لادن قرانه على زوجته الثانية خيرية صابر، سليلة إحدى العائلات السعودية الكبرى فى جدة، وتنحدر من نسل النبى.

وعلى عكس نجوى التى كانت شبه أمية تقريبا ولم تكمل دراستها الثانوية، كانت خيرية التى تكبر أسامة بسبع سنوات كاملة، على قدر عال من التعليم وتحمل شهادة الدكتوراه فى علم نفس الأطفال وتحاضر فى كلية البنات فى جامعة الملك عبد العزيز، وأنجبت من أسامة بن لادن نجله الوحيد منها، حمزة، أكثر أبنائه تورطا فى الأمور التنظيمية للقاعدة.

على نفس المنوال كانت زيجته الثالثة فى 1985 من خديجة الشريف من المدينة المنورة، فكانت أيضا على قدر عال من التعليم وحاصلة على شهادة الدكتوراه فى النحو العربى وتدرس فى كلية المعلمين المحلية وأنجب منها أسامة ثلاث فتيات وصبى، أشهرهم خالد التى لقبت باسمه «أم خالد».

كانت زيجة بن لادن الرابعة من سعودية أيضا هى « أم علي» من عائلة جيلانى بمكة المكرمة وأنجبت له ثلاثة أطفال، بحسب لورانس رايت صاحب البروج المشيدة.

■ ابنة خاله «نجوى»

كانت تواظب على

رياضة الجرى حول المجمع السكنى للزوجات للحفاظ على رشاقتها .. و خيرية كانت الأقرب إلى قلب زعيم القاعدة رغم أنها تكبره بسبع سنوات

■ برر زعيم القاعدة زواجه بالثانية اقتداءً بسنة النبى الذى عدّد فى الزوجات وبرغبته فى الحصول على عدد ضخم من الأولاد لخدمة الإسلام

عمر بن لادن وزوجته

■ اليمنية أمل السادة هاجمت المارينز دفاعا عنه فى بوت آباد.. والسورية نجوى غانم كانت تستورد ملابسها الداخلية وأدوات التجميل لتستأثر به

8
اللانجيرى من أوروبا وأمريكا للفوز بزعيم القاعدة

الظواهرى

كانت نجوى (أم عبدالله) تحترق من شعور الغيرة من علاقة بن لادن بزوجته الثانية خيرية، ورغم أن نجوى كانت أولى زوجات أسامة وأما لـ11 من أطفاله، إلا أنها كانت رغم ذلك أصغرهن سنا، وأكثرهن جمالا وأقلهن تعليما، وكانت تعلم تماما أن جمالها هو ميزتها الكبرى والوحيدة، فكانت تبذل مجهودا كبيرا للحفاظ على جاذبيتها.

كلما سافرت إحدى سيدات القاعدة إلى الخارج وخصوصا إلى أوروبا وأمريكا، كانت نجوى تمنحها قائمة تسوق خاصة بها لشراء منتجات تجميل وملابس داخلية من ماركات مميزة، وكانت تفضل المنتجات الأمريكية التى لم تكن تخطر على بال امرأة تعيش فى مجتمع القاعدة.

عاشت نساء بن لادن فى قندهار داخل مبنى صغيرا محاط بسور داخل المجمع السكنى الكبير، فيما كانت «أم عبدالله» ترتدى زيا رياضيا وتمارس رياضة الجرى فى محيط - المبنى للحفاظ على رشاقتها للاستئثار بابن عمتها، فيما تنقطع أبدا عن عادتها فى الشجار الدائم معه.

عاشت زوجات بن لادن رغم كل ذلك فى كثير من المحن التى مرت بمؤسس القاعدة فى منزل واحد، وكثيرا ما كان يخرج بهن فى نزهات عائلية بصحبة أبنائه وبناته مجتمعين، حيث كان يقوم بتدريب زوجاته خلال هذه النزهات على استخدام السلاح وهو ما يفسر بعد ذلك الجرأة التى تحلت بها أمل السادة عندما هاجمت قوات المارينز الأمريكيين دفاعا عنه!.

أحب الظواهرى عزة نوير ولم يتزوج عليها لمدة 23 عاما حتى مقتلها فى غارة أمريكية بتورا بورا

زوجة الظواهرى الأولى كانت جارته بالمعادى وعقد زفافه عليها فى كونتينتال سافوى الأوبرا

عزة نوير اختارت أن تلقى مصرعها تحت أنقاض غارة أمريكية حتى لا يرى رجال الإنقاذ وجهها

زوجة الظواهرى الثالثة أميمة هى أول امرأة فى القاعدة تصدر بيانًا باسمها على مواقع التنظيم لاستقطاب ثائرات الربيع العربى

1
عزة نوير.. المرأة التى أحبها الظواهرى

على عكس سلفه تماما فى زعامة تنظيم القاعدة جسد أيمن الظواهرى فى حياته الزوجية، نموذجا دخيلا على حياة الإسلاميين المتشددين من هواة الجمع بين النساء ونمطهم المعتاد فى تطبيق نظرية «تعدد الزوجات».

اكتفى أيمن الظواهرى تماما بحبيبته وزوجته الأولى فلم يجمع بينها وبين أخرى طوال 23 عاما كاملة قضتها معه، إلى أن لقيت مصرعها فى إحدى الغارت الأمريكية على تورا بورا فى 2001.

تخرج أيمن الظواهرى فى كلية الطب عام 1974، ثم قضى مدة خدمته العسكرية طبيبا لمدة ثلاث سنوات فى قاعدة خارج القاهرة، افتتح بعد ذلك عيادته الخاصة فى نفس العمارة التى يقيم فيها مع والديه، وكان آنذاك فى أواخر العشرينيات من عمره وحان الوقت ليتزوج.

بدأ أصدقاء أيمن وأقاربه يقترحون عليه بعض الفتيات المناسبات، للاختيار من بينهن، وكان كل ما يهمه العثور على شريكة تتفق معه فى الأفكار والمعتقدات ومستعدة لتحمل الصعاب والمشاق التى سيقابلها حتما بسبب نشاطه، وكان من بين هؤلاء الفتيات، عزة نوير ابنة صديق قديم للعائلة.

وعلى غرار عائلتى الظواهرى وعزام التى ينتمى إليهما أيمن الظواهرى كانت كذلك عائلة نوير عائلة كبيرة ومعروفة فى الوسط الأرستقراطى، تربيت عزة فى كنف أسرة ثرية فى منزل فخم فى المعادى، كانت رقيقة الجسم لكن تتمتع بشخصية قوية وحازمة.

ارتدت عزة نوير الحجاب فى السنة الثانية من دراستها الجامعية تأثرا بالمد الإسلامى الجديد فى الجامعات المصرية آنذاك، وضد رغبة أهلها الذين كان يساورهم القلق بشأن نزعتها المتشددة الجديدة، بعد أن كانت ترتدى أحدث الأزياء، ثم تطورت الأمور بشكل سريع وارتدت نوير النقاب، وبدأت تصارح صديقاتها بأنها تتمنى أن تموت شهيدة.

كان النقاب عائقا منيعا وحقيقيا يحول دون ارتباط عزة بشاب من أبناء طبقتها الراقية.. تقدم لها كثيرون ولكن جميعهم تقريبا طلبوا منها خلع النقاب، فكانت ترفض بهدوء.. كانت تريد الارتباط بشخص يقبلها كما هى.. وكان أيمن يبحث عن فتاة بتلك المواصفات.

خلعت عزة نوير النقاب عن وجهها مرة واحدة فقط أمام أيمن الظواهرى قبل إتمام الزواج تطبيقا لمبدأ «الرؤية الشرعية» وتحدث الاثنان قليلا بعد ذلك فى مناسبة واحدة، وكان الحوار أكثر من رسمى، كما روى شقيقها بنفسه للصحفى الأمريكى لورانس رايت.

ترك أيمن فى العموم انطباعا جيدا لدى عائلة نوير التى انبهرت بنسبه وعائلته وإن كان لها بعض التحفظات على تزمته الشديد، وفى النهاية أقيم حفل زفاف إسلامى للعروسين فى فبراير 1978 فى فندق كونتيننتال سافوى فى ميدان الأوبرا.

9
الحب حتى آخر رصاصة من المارينز

2
أرستقراطية فى «تورا بورا»

من بين جميع زوجاته.. كانت وحدها بطلة مشهد النهاية، اقتسمت معه غرفة نومه الأخيرة.. واعتنت به فى مرضه.. ولازمته حتى الدقائق الأخيرة فى حياته.. وأحبته حبا شديدا جعلها تتصدى بجسدها لتحميه وتهاجم جنود القوات الخاصة الأمريكية من المارينز، فلم يفوزوا به إلا بعد أن أطلقوا النار على ساقها وشلوا حركتها وفقدت الوعى.

كان بن لادن ملقى صريعا على الأرض، بينما تجلس ابنته صفية ذات الـ12 عاما على بعد خطوات من جثته، وهى تحتضن رأس والدتها المصابة برصاصة فى الساق و تقول لقوات المارينز بثبات: «أنا ابنة أسامة بن لادن»، ليكشف المشهد فى نهايته عن هوية والدتها.. اليمنية أمل السادة.. الزوجة الوحيدة لمؤسس القاعدة التى وصلت صورتها إلى وسائل الإعلام، واقترن اسمها بمانشيتات صحف العالم كبطلة للمشهد الميلودرامى الأخير فى حياة زعيم ومؤسس تنظيم القاعدة.

شهرتها فى مسقط رأسها بمدينة «إب» اليمينة هو أمل الصداح، واسمها المدون فى جواز سفرها الذى عثر عليه جنود القوات الخاصة الأمريكية، فى مخبأ زعيم القاعدة بأبوت آباد الباكستانية هو أمل أحمد عبد الفتاح.

الفتاة العشرينية، السادسة فى الترتيب بين زوجات أسامة بن لادن، والصغرى بينهن قاطبة، بطلة لشائعات بالجملة، ظهرت بمجرد إعلان وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) مقتل زوجها، منها أنها لقيت مصرعها مع بن لادن وابنه خالد، بخلاف شائعة أن أسامة قد احتمى بها من رصاص المارينز، الأمر دفع جاى كارنى السكرتير الصحفى للبيت الأبيض للخروج خصيصا للتأكيد على أن «السيدة التى قتلت فى اقتحام مخبأ زعيم القاعدة لم تكن زوجته أمل وإنما زوجة ساعى بن لادن»، وأن «أمل كانت موجودة فى الطابق الأول من المنزل»، نافيا كذلك أن يكون بن لادن قد استخدمها درعا وأنها «من تصدت للدفاع عنه واندفعت فى اتجاه أحد المهاجمين، فأصيبت بطلق نارى».

كشفت معلومات المخابرات الباكستانية بعد ذلك أن «السادة» لم تغادر المنزل الذى اقتحمته القوات الأمريكية واتخذه بن لادن مخبئا له ولو مرة واحدة لما يزيد على 5 سنوات كاملة، تولت خلالها رعاية زوجها الذى كان يكبرها بأكثر من ربع قرن، وكان يعانى من الفشل الكلوى وأمراض أخرى كانت تمنعه من الحركة فى أحيان كثيرة، فيما قام البيت الأبيض بنشر صور أجهزة الغسيل الكلوى بالإضافة إلى الأدوية والحقن أيضا، التى كان يتعاطاها فى ظل حالة مرضية كانت تستدعى وجود طبيب يمني ملازم له فى مخبئه فى المدينة الباكستانية.

وجدت القوات الأمريكية 23 طفلا فى فيللا بن لادن، مابين أبناء له و أبناء لأبى أحمد الكويتى، رسول أسامة، أبرزهم صفية وهى الابنة الكبرى لأمل السادة من بن لادن، وكان أنجبها بعد وقوع تفجيرات 11 سبتمبر مباشرة وصرح لصحفى باكستانى وقتها بأنه سماها صفية تيمنا بصفية التى قتلت جاسوسا يهوديا فى عهد الرسول قائلا: «وكذلك ابنتى ستقتل كل أعداء الإسلام» .

كانت أمل رغم سجنها الاختيارى مع زوجها المطارد من أخطر أجهزة الاستخبارات فى العالم، حريصة أيضا على تلقى أبنائها أكبر قدر متاح من التعليم حتى فى أحلك الظروف كما قال حارس بن لادن فى اعترافاته حول الفيللا الأشهر فى أبوت آباد، حيث عثر فى إحدى حجراتها على سبورة وتباشير وكتب وكراسات.

تزوج أسامة بن لادن من أمل فى الخامسة عشرة من عمرها، وقد أكد أبو جندل الحارس السابق لزعيم القاعدة أنه أسند إليه مهمة إيصال مهرها إلى عائلة «الصداح» فى مدينة «إب» فى اليمن: «أعطانى بن لادن 5 آلاف دولار لأوصلها لرجل معين فى اليمن، ولم أكن أعرف فى ذلك الوقت أن المبلغ هو مهر أمل السادة، واكتشفت ذلك فيما بعد».

خرج أيمن الظواهرى من السجن 1984 بعد أن قضى ثلاث سنوات فى قضيتى تنظيم الجهاد واغتيال الرئيس السادات، أنجبت له خلالها عزة ابنتهما الأولى فاطمة، وفى 1985 سافر إلى السعودية، حيث كان قد رتب للعمل فى مستوصف ابن النفيس فى جدة، حيث التحقت به عزة هناك وأنجبت بنتها الثانية «أميمة» على اسم والدة أيمن.

بحلول 1986 ولدت عزة نوير ابنتها الثالثة من أيمن الظواهرى «نبيلة» على اسم والدة زوجته، ولكن فى بيشاور بباكستان هذه المرة حيث استقر الظواهرى هناك، وفى العام التالى أيضا وضعت عزة مولودة رابعة هى خديجة، وفى عام 1988 أنجبا ابنهما الوحيد محمد.

انتقلت عائلة الظواهرى مع تلاحق الأحداث فى السنوات التالية، إلى تورا بورا فى أفغانستان، ومع أن عزة زوجة الظواهرى تميزت بالتواضع إلا أنها لم تستطع التخلص من ميلها للأناقة بحكم نشأتها الأرستقراطية.

كانت تقوم بتفصيل ملابسها بنفسها وتفضل ارتداء الملابس الكلاسيكية، وكانت تحتفظ ببعض نماذج للتفصيل من إيران، وعلمت نفسها بعض اللغة الفارسية كى تفهم الإرشادات، وكانت تقوم بمساعدة بناتها بصناعة جدائل من الزهور من أغلفة الحلوى وتعليقها بخيوط على الحائط وتقوم برص الأحجار فى تصميم أنيق أمام كوخها الطينى المتواضع.

كانت عزة نوير تضطر إلى تفصيل بعض ملابس النوم أيضا وبيعها لكسب النقود وغالبا ما كانت تتبرع بجزء من دخلها للمشروعات التى تحتاج إلى الدعم أيضا.

فوجئت عزة فى عام 1997 بأنها حامل للمرة الخامسة بعد عشر سنوات كاملة من التوقف عن الإنجاب، وكانت المفاجأة بأن المولودة عائشة مصابة بمتلازمة داون ما يعنى أنها أصبحت تحتاج إلى رعاية خاصة منها.

فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر مباشرة غادرت عدد من قيادات القاعدة مدينة قندهار، وبعد سقوط العاصمة الأفغانية كابول بيومين، ظهرت عزة نوير المريضة بالحمى وأولادها على باب ملجأ للأيتام على بعد 50 كيلومترا جنوب كابول بهدف الاحتماء به.

كانت قيادات القاعدة قد قرروا التمركز فى تورا بورا وقررت عائلاتهم الفرار إلى باكستان، فيما لجأت عزة إلى منزل ضيوف جلال الدين حقانى أحد المسئولين فى حكومة طالبان، الذى استهدف بقذائف مباشرة من غارة أمريكية.

كان الجو قارس البرودة، وجد فريق الإنقاذ، كانت عائشة الصغيرة قد أصيبت بجروح ولكن لا تزال على قيد الحياة فوضعوها فى الخارج على فراش فى حين حاولوا إنقاذ عزة، وكانت لا تزال حية إلا أنها رفضت أن يخرجها رجال الإسعاف حتى لا يروا وجهها، قبل أن تتوقف صرخاتها تماما وتفارق الحياة، وعندما عاد عمال الإنقاذ إلى الطفلة وجودوها قد تجمدت من الموت.

■ زوجة بن لادن الثانية أم حمزة من نسل النبى.. وكانت تحمل الدكتوراه فى علم نفس الأطفال وتثير غيرة بقية الزوجات.. وزوجته الثالثة تنحدر من المدينة المنورة وحاصلة على الدكتوراه فى النحو العربى.. والرابعة تنتمى لعائلة جيلانى بمكة المكرمة

3
زوجات الربيع العربى فى بيت الظواهرى

لم يفكر أيمن الظواهرى فى الزواج الثانى على مدار 23 عاما كاملة صاحبته فيها عزة نوير من القاهرة إلى جدة وبيشاور وقندهار وتورا بورا وتحولت خلالها من ابنة العائلة الثرية والطبقة الأرستقراطية إلى أم محمد المصرية زوجة قيادى القاعدة.

ولكن بعد أن لقت نوير مصرعها، تزوج أيمن الظواهرى من زوجتين، كانت كلتاهما متزوجة من نفس القيادى فى تنظيم القاعدة وهو طارق أنور الذى قتل فى القصف الأمريكى لأفغانستان أيضا سنة 2001، فقرر الظواهرى الزواج من أرملتيه.

الأولى (الثانية فى الترتيب) هى سيدة حلاوة أو «أم تسنيم المصرية»، فلم تكن زيجتها من طارق أنور هى الزيجة الوحيدة لها قبل زواجها من زعيم القاعدة، وإنما تزوجت قبلهما من أحمد النجار، والذى نجحت القوات الأمريكية فى إلقاء القبض عليه فى ألبانيا ليتم ترحيله إلى مصر وتنفيذ حكم الإعدام عليه هناك سنة 2000، قبل أن تقرر زوجته «سيدة» السفر إلى أفغانستان لتتزوج هناك من طارق أنور وتنجب منه طفلة، ثم بعد وفاته تتزوج من أيمن الظواهري

أما الزوجة الثانية (الثالثة فى الترتيب) فهى أميمة حسن أو «أم خالد المصرية» وكانت قد خرجت من مصر مع زوجها طارق أنور سنة 1988 وتنقلت معه حسب مهامه فى التنظيم فى أكثر من دولة حتى وصولوا إلى باكستان ثم أفغانستان، وهى شقيقة كل من شريف حسن الذى صدر ضده حكم بالإعدام فى قضية العائدون من أفغانستان سنة 1994، وأيضا أسامة حسن المتهم مع والدها أيضا فى قضية العائدون من ألبانيا.

وأميمة صاحبة السبق فى كونها أول زوجة لقيادى بالقاعدة تصدر بيانا باسمها نشرته المواقع التابعة للتنظيم فى 2009 تحت عنوان» رسالة إلى الأخوات المسلمات» بصفتها زوجة أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، ووجهت خطابها لنساء الربيع العربى.

امتدحت زوجة الظواهرى فى رسالة نادرة نشرت على موقع إلكترونى تابع للتنظيم، دور المرأة فى انتفاضات الربيع العربى قائلة إن «الاضطرابات ستصبح قريبا ربيعا إسلاميا»، واختصت الرسالة التى وقعتها أميمة حسن، المصريات اللاتى شاركن فى الاضطرابات وقامت بتحية الأمهات اللاتى ربين من قاموا بالانتفاضات التى أطاحت بزعماء أربع دول وصفتهم بـ«الطواغيت المجرمين»، وقالت زوجة الظواهرى فى رسالتها» أهنئ كل نساء العالم المسلمات بهذه الثورات المباركات وأسأل الله أن تكون فى صالح الأمة الإسلامية وأحيى وأهنئ كل أم ضحت بفلذة كبدها فى هذه الثورات المباركات». ولن يفت زوجة الظواهرى أن تدعو فى الرسالة المسلمات إلى التمسك بالحجاب وقالت «أوصيكن أخواتى المسلمات بالتمسك بحجابكن فى كل مكان وفى كل المجالات، فى الجامعات وفى العمل فالحجاب هوية المرأة المسلمة والغرب يريد أن ينزع هذه الهوية»، وأضافت «وصيتى لكن أخواتى أن تربين أولادكن على حب الجهاد والشهادة وتغرسن فيهن حب الدين وحب الموت فى سبيل الله ولتقل له أنت من سيعيد أمجاد أمة الإسلام وأنت من سيحرر بيت المقدس».

10
انقلاب عائلى.. وكلمة السر الزوجة السادسة

أقيم حفل الزفاف فى قندهار قبل أحداث 11 سبتمبر بشهور، وهو الحدث الذى حضره أبناؤه وزوجاته، واختلطت فيه الأناشيد بأصوات الرصاص فى حضور قيادات القاعدة، ووجود العراب الأهم لزيجة أسامة وأمل السادة أيضا وهو «أبو الفداء» الذى كان مرشدا دينيا فى التنظيم، وتوسط لإتمام زواج بن لادن من أمل مواطنته اليمنية وجارته وتلميذته أيضا فى العلوم الشرعية، وكان شخصيا قد ذهب إلى اليمن وأشرف على زواج بن لادن منها بعد أن وافق أهلها ورحبوا به صهرا لهم، وأنه قد تم تجهيزها والسفر برفقة بعض أقربائها، فيما جاء والدها متأخرا إلى أفغانستان حيث عقد قرانها هناك، وسجل الحفل على شريط فيديو.

كانت الزيجة تبدو كأنها اتفاق سياسى بين بن لادن وقبيلة يمنية مهمة الهدف منه زيادة نشاط القاعدة ومد نفوذها فى اليمن، بنفس الطريقة الاستراتيجية التى سبق وأن زوج بها بن لادن إحدى بناته من الملا عمر مؤسس حركة طالبان. غضبت زوجات بن لادن الأخريات، ونهرته والدته، وواجه بسبب تلك الزيجة اثنان من أولاده هما محمد وعثمان، أبا جندل وسألاه: «لماذا تحضر لوالدنا عروسا فى مثل عمرنا ؟» فدافع عن نفسه بأنه لم يكن يعرف أصلا أن النقود التى أخذها إلى اليمن مهرا للعروس ولكن ظن أنها من أجل عملية استشهادية جديدة .

فيما أسدلت الزيجة الأخيرة لبن لادن أيضا الستار على زيجته الأولى.. فقررت السورية» أم عبدالله».. نجوى غانم أن تتركه وتعود إلى سوريا بعد ان استمر زواجهما 27 عاما أنجبت له خلالها 11 طفلا مصطحبة بناتها وابنها المعاق عبد الرحمن. فالرجل الذى وافقت على الزواج منه لم يكن مجاهدا أو إرهابيا عالميا، بل كان مراهقا سعوديا ثريا، تزوجها ولم يتجاوز الـ17 من عمره ولم تكمل عامها الـ15، وتوقعت أن تكون حياتها معه على أقل تقدير حياة ثراء ورفاهية وسفر وحياة اجتماعية، فى ظل وجود حاشية من الخدم ومنزل على الشاطئ ويخت وربما شقة فى باريس، ولكنها بدلا من ذلك وجدت نفسها تعيش حياة مليئة بالحرمان وتنتقل هاربة من مكان لآخر وتسكن فى أماكن قذرة.