"الهيروين والحشيش".. مزاج البنات ليلة العيد
تعتبر الأعياد موسم المصريين للتعاطي كنوع من الاحتفال فالمخدرات، ارتبطت بشكل وثيق بالعيد "اللى محشش معيدش" شعار المصريين في الأعياد ولكن الغريب أن تكون ذواتي الأيدي الناعمة ونون النسوه شريك أساسي في هذا الاحتفال واللاتي بالطبع تكن لهن طريقتهن الخاصة في التعاطي التي تختلف بين فتيات الهاي كلاس "الذوات" ومتعاطيات المناطق الشعبية.
واقتحمت "الفجر" عالم هؤلاء الفتيات للتعرف على طقوسهن في التعاطي خلال الأعياد.
فتاة تبلغ من العمر 24 سنة مطلقة من أسرة ميسورة الحال تقطن بمنطقة الهرم يبدو عليها علامات الثراء بدأت تعاطيها للمخدرات بالمواد الكحولية التي أعتاد والدها تناولها بالمنزل، وتوافرت أمامها وهي في عمر 14 سنة ومن ثم أدمنت الكحوليات والحشيش أيضًا.
وتروى الفتاة طقوس تعاطيها للمخدرات التي تختلف في الأعياد عن الأيام العادية، قائلة: "بزود الجرعة فى أيام العيد علشان بكون عايزه أفرح"، مشيرة إلى أن فرحتها لا تتم إلا بتعاطي المخدرات في العيد.
وتقول الفتاة، أنها رغم تعافيها من إدمان المخدرات بعد دخولها إلى المستشفى أكثر من مرة لتعاطيها جرعة زائدة بعد علم أهلها، اللذين أصابوا بالذهول، وحاولوا علاجي ثم قاموا بطردي من المنزل بعد أن فشلوا وعدت مرة أخرى إلى المنزل وقاموا بحبسي حتى لا أعود للإدمان.
وتابعت أعود للتعاطي في أيام العيد وخاصة الحشيش والخمور يشعرنى بالسعاده ويحفزنى على ممارسة الجنس قبل طلاقي.
وأشارت الفتاة، أنها تستعد للعيد بفترة طويلة عن طريق جمع كمية من الحشيش والخموروالكحوليات بأنواعها والبودره تكفي "للشلة" بأكملها ويتم دفع تكاليفها من كل فرد في "الشلة " بأسبوع أو أسبوعين.
ولفتت إلى أن أكثر المواد التي تدمنها الحشيش والكحول والبودرة في بعض الأحيان التي تحصل عليهم "دليفري" في المنزل وأحيانا تذهب لإحضارها بسيارتها الخاصة عن طريق الإتفاق مع الديلر بمقابلتها في أحد الأماكن المؤمنة والبعيده عن أعين أجهزة الشرطة.
وفيما يتعلق بالأسعار قالت أن البودرة تباع "بالتذكرة" والجرام الواحد يقدر بـ 4 تذاكر يبلغ ثمن الواحدة منها 50 جنيه أما قرش الحشيش فيباع بـ 600 جنيه والصوباع بـ 300 جنيه والترامادول بـ 200 جنيه.
أما قاطني المناطق الشعبية فكانت لهن طريقتهن الخاصة في التعاطي والمخدرات التي تتناسب مع دخولهم كما أكدت فتاة تبلغ من العمر 18عامًا من إحدى المناطق الشعبية الفقيرة "بولاق" التي بدأت تعاطي المخدرات وهي في سن الـ14 عامًا مع صديقها.
وأشارت أنها تتعاطى مخدر البانجو الذي تحصل عليه بسهولة من الديلر المتواجدين في النواصي بوفرة، وأحيانًا برشام "الصراصير" و"أبتريل" لتغيب عن الواقع.
وأوضحت الفتاة، أنها بعد أن تركها صديقها الذي كان يوفر لها المخدر للتعاطي اضطرت للذهاب بنفسها لشراء "المزاج" على حد تعبيرها وهو الأمر الذي كان يعرضها للعديد من المضايقات والتحرش من قبل "الديلر" الذي قام بإغتصابها أثناء ذهابها في إحدى المرات للحصول منه على المخدرات ومع عدم نقود معها بعد ترك صديقها له إعتادت ممارسة الجنس مع الديلر مقابل الحصول على المخدر.
وفيما يخص طقوس الأعياد قالت أنها تتناول "البيره" بكثرة بالإضافة إلى البانجو كنوع من أنواع الاحتفال.
في هذا السياق قدم عبد الرحمن حماد، رئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية "روشتة" لتفادي التعاطي المبالغ فيه للمواد المخدرة في الأعياد، قائلاً: "المخدرات تمنح المتعاطي سعادة زائفة وليست حقيقية كما يظن" مشيرًا إلى أن تعاطي المخدرات في الأعياد كنوع من أنواع الفرح يعد بداية الإدمان الذي يبدأ بالتجربة ثم الإدمان.
وأوضح أن غالبية المدمنين يتعاطون جرعات زائدة بالأعياد تؤدي إلى وفاتهم منوهًا أن المخدرات بمصر تكون مغشوشة مما يسبب وفاة المتعاطي.
ولفت حماد، إلى أن زيادة تعاطي المصريين للمخدرات وخاصة الحشيش لربطهم بينها وبين زيادة القدرات الجنسية.
وحذر حماد، من انتشار المخدرات في فترة الأعياد التي ارتبط تواجدها بالمخدرات الذي يدفع بعض المتعافين من الإدمان إلى قضائه في المستشفى خوفًا من عودتهم للتعاطي مرة أخرى.
وأضاف حماد، أن نسبة المتعاطين بحسب مركز البحوث القومي للإدمان التابع لوزارة الصحة وصل إلى 3 مليون مدمن أما متعاطي المواسم كالأعياد بلغ عددهم 15 مليون.