باحث مصري: الأسلحة الروسية في سوريا تقلق إسرائيل
روسيا تعتبر سوريا حليفها الأهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما يؤكد عليه الموقف الروسي الداعم لسوريا دبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا في حربها ضد الإرهاب والتدخل الخارجي.
وحول هذا الموضوع، قال الباحث المصري بجامعة نيجني نوفغورود الروسية عمرو الديب لـ"سبوتنيك"، إنه بعد دخول تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مسرح الأحداث في سوريا، اعتبرت روسيا هذا الأمر ليس خطراً على سوريا فقط، وإنما خطراً على الأمن الروسي أيضا.
وأوضح الديب أن الرئيس بوتين أكد في هذا الشأن، في جلسة اجتماع لمنظمة الأمن الجماعي في دوشنبه عاصمة طاجيكستان، على أن روسيا ستستمر في دعم الرئيس السوري على جميع الأصعده في حربه ضد "تنظيم الدولة" الإرهابي، بل حث على دخول دول أخرى بجانبه لمساعدة بشار الأسد.
وأشار عمرو الديب إلى أنه في الأيام القليلة الماضية دخل الدعم العسكري الروسي لسوريا مرحلة خطيرة باحتمال مشاركة القوات المسلحة الروسية في الصراع القائم، الأمر الذي قلب خطة الدول الغربية رأسا على عقب، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات عقيمة مثل حث الدول المحيطة بسوريا على غلق مجالها الجوي في وجه روسيا، واستجابت كل من بلغاريا وتركيا وجورجيا وقامت بغلق مجالها الجوي في وجه الطائرات الروسية، وتحرك على مستوى دبلوماسي مثل قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس استخبارات إسرائيل بمقابلة بوتين لمعرفة نوايا روسيا في المنطقة وتبادل وجهات النظر لعدم حدوث مواجهه روسية — إسرائيلية على أرض سوريا.
وقال الباحث المصرى إن نتنياهو مرعوب بالفعل من إمكانية وجود أنظمة الدفاع الجوي الروسي على أرض سوريا، الأمر الذي سيخرج القوات الجوية الإسرائيلية من المسرح السوري ككل، بالإضافة للخوف من وجود طائرات الميج 29 والدبابة تي 90 ومنظومة الصواريخ SA 22 إلا أن الرئيس بوتين طمأن الجانب الإسرائيلي على أن سوريا لا تريد فتح جبهه ثانية في هذا الوقت لإنشغالها في الحرب ضد الجماعات الأرهابية.
وأضاف الديب أن كل هذه الأحداث بسبب زيادة أعداد القوات الروسية على أرض سوريا، وإمكانية التدخل الروسي المباشر في دمشق، وحصول سوريا على أحدث الأسلحة الروسية التي أجبرت الولايات المتحدة علي فتح حوار مع الحكومة الروسية على جميع المستويات، حيث أجرى وزير الدفاع الأمريكي اتصالا مع وزير الدفاع الروسي لمناقشة الوضع في سوريا وهذا الأتصال هو الأول من نوعه منذ عام.
ونوه عمرو الديب إلى أنه من المهم أن نعلم أن تغير الموقف الروسي ودخوله لمرحلة جديدة خطيرة جاء بناء على تكهنات بقيام الولايات المتحدة بضرب سوريا، والعمل على قتل الرئيس السورى، كما حدث مع القذافي، مصحوبا بحملة دعائية كبيرة لأزمة اللاجئين السوريين وتصويرهم وفتح ،بواب أوروبا لهم، ليتضح للعالم كله أن السوريين يهربون من جحيم الرئيس السوري. لذلك قام بوتين بالتأكيد على أن اللاجئين يهربون من تنظيم "داعش" وليس من بشار الأسد.
وأكد الديب فى النهاية أن الولايات المتحدة ترغب، الآن، في ضرب المواقع السورية مع وجود قوات روسية، مما سيؤدى لحذر وتأهب إسرائيلي تركي إيراني، وهذه كلها عناصر ومحفزات لتطور الأمور باتجاه نشوب حرب عالمية جديدة.