الفضول يدفع الإسرائيليين لمشاهدة معرض طائفة الحريديم

العدو الصهيوني


بأزيائهم الخاصة ومظهرهم المميز، يمثل اليهود من طائفة الحريديم المغالية في التشدد قطاعا يتزايد تعداده يوما بعد يوم في إسرائيل.

إلا أن القليل معروف بين أوساط المجتمع الإسرائيلي عن عادات هذه الطائفة ذات المجتمع المعزول وتقاليدها.

ولأن الفضول يدفع الناس لمعرفة أكثر، شهد معرض أقيم في متحف إسرائيل حول طريقة حياة حركة الحسيديم، إحدى أهم حركات طائفة الحريديم، إقبالا غير معهود منذ افتتاحه هذا الصيف.

وتحت عنوان عالم منعزل يعيش بجوارنا ، يشهد المعرض إقبالا من الجمهور يبلغ ألف زائر يوميا.

وإلى جانب الصور والأفلام التي تعرض احتفالاتهم الدينية الخاصة وأفراحهم وطقوس جنازاتهم، يقدم المعرض أشياء تستخدمها الطائفة في حياتها اليومية.

ولم يخل المعرض من إصدارات خاصة بألعاب الأطفال، كلعبة السلم والثعبان المعروفة التي يطلق عليها عندهم اسم أرض الوصايا ( نسبة إلى وصايا الكتاب المقدس)، إضافة إلى صور الحاخامات الكبار التي توضع على أسرة الأطفال.

وحركة الحسيديم، التي يقدمها المعرض، هي حركة يهودية روحانية نشأت في شرق أوروبا أواخر القرن الثامن عشر.

وتقول أمينة المتحف إستر ماتشاوسكي سكنابر أعتقد أنها نقطة جيدة في التاريخ الحالي، والغريب أن حدثا كهذا لم يحدث من قبل. وما أزعجني بشدة كانت مظاهر العداوة تجاه هذه الجالية.

وأضافت وكنت أرى أن التعرف على الأفضل لديهم وتقديمهم للعامة من الناس قد يسهم بطريقة ما في تأليف القلوب.

وباستمرار، تحدث توترات في إسرائيل بين اليهود المغالين في التشدد واليهود العلمانيين، إلا أنها تفاقمت في الآونة الأخيرة بعد الجدال الذي كان يناقش مسألة الخدمة العسكرية الوطنية.

فهناك حركة احتجاجات اجتماعية متزايدة تطالب بأن يلتحق رجال طائفة الأرثودوكس المغالية في التشدد بالجيش (يتمتع اليهود المتشددون باستثناء من اداء الخدمة العسكرية الالزامية بسبب انهماكهم في الدراسة الدينية) وأن يشاركوا القوى العاملة في المجتمع، حيث إنهم بشكل كبير يهتمون بالدراسة فحسب.

وفي الوقت الذي كانت فيه التقسيمات الدينية محور الاهتمام في نقاشات العامة والسياسيين، نجح المتحف في جذب انتباه الجماهير ممن يمثلون مختلف طوائف المجتمع الإسرائيلي.

فإلى جانب رجال اليهود الأرثودوكس بمظهرهم المحافظ المعروف، كانت تقف إسرائيليات علمانيات ممن كن يرتدين لباسا متحررا.

وتفتتح أنشطة المعرض بمقدمة حول أصول طائفة الحسيديم ومؤسسها الحاخام بعل شيم توف، والذي يعرض وشاح صلاته بين المعروضات. كما يوضح رسم كبير لشجرة توضيحية فروع هذه الطائفة وتطور مجموعاتها.

تضيف إستر في هذه الجالية، عندما يبحث الوالدان عن شريك حياة لابنهم أو ابنتهم، فإن ذلك يكون من خلال النسب. فابنة الحاخام يجب أن تتزوج من ابن حاخام، وذلك أشبه ما يكون بمجتمعات الأرستقراطية الأوروبية.

إلا أن الملابس أيضا تمثل أهم محاور الاهتمام في المعرض، حيث إن لها ارتباطا بمعنى ديني عميق، ولا يمكن أن يسمح لتغييرات جديدة أن تطرأ عليها إلا بعد أن يؤخذ الإذن من الحاخام المبجل .

وقالت ماتشاوسكي سكنابر وما أن نشرع في الدخول إلى المراحل المختلفة من حياة هذه الطائفة، مما يتعلق بالأطفال والنساء والرجال والحاخامات، سيقابلنا ستار من الملابس التقليدية.

وتضيف قائلة ومن خلال الملابس، يمكنك أن تحدد المجموعة التي ينتمي إليها اليهودي من الحسيديم، ومكانه من المجتمع. حيث إن الملابس تمثل شفرة مهمة.

ويتضمن المعرض أيضا مقاطع مصورة لييروهام كلوسنر، أحد باعة القبعات المعروفين في متجر فيرستر بحي مي شيعاريم في القدس. كما تتضمن المعروضات قبعات الفراء التي يرتدونها أيام السبت وفي المناسبات الاحتفالية.

كما تبرز بشكل كبير مظاهر التدين والاعتدال في أزياء النساء اللاتي ينتمين لهذه الطائفة، وتتسم تلك الأزياء أيضا بالعراقة التاريخية والتنوع.

حيث تظهر المعروضات بعض الأزياء لفساتين حفلات الزفاف، القديمة منها والمستحدثة، وتعرض لبعض التقاليد المحافظة التي تعكس ثقافة هذه الطائفة فيما يتعلق باحتشام المرأة.

وقد أشاد الزائرون لهذا المعرض من أهل الدين بالاهتمام الشديد بتفاصيله، حيث إن المعرض كان قد أمضى سنينا من البحث فيها.

يقول شابتاي، وهو شاب ينتمي للطائفة حتى أفراد الحسيديم أنفسهم يتعلمون الكثير من هذا المعرض ، بينما قال يوسف ستروس، وهو أحد أفراد طائفة أخرى أرثودوكسية متشددة يسعدنا أن نرى معروضات عنا على الجدران.

كما كان للعلمانيين من زائري المعرض آراء في ذلك.

حيث تقول كارا من منطقة هود حاشارون الواقعة قريبا من تل أبيب مع كل هذا التوتر في إسرائيل حول المتدينين وغير المتدينين، فكرت أن ألقي نظرة على الجانب الآخر.

إلا أنها أضافت لسوء الحظ، أعتقد أن المعرض لم يبرز الارتباط بين المتدينين وغير المتدينين، أكثر من كونه أبرز أوجه الاختلاف بينهم.