للمرة الثانية.. حوار مع «جنيه» مصرى غلبااان

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



عاصفة جديدة اجتاحت الأسواق المالية فى الأسبوع الماضى خرجت من فم وزير الاستثمار أشرف سالمان عندما أعلن خلال مؤتمر «اليورمنى» أن الدولة تدرس تخفيض قيمة الجنيه المصرى للمرة الثالثة بحيث أصبح فى سوق العملة لا يساوى أكثر من «قرش تعريفة» من فلوس زمان!.. ويا عالم بعد كام يوم وأنت ماشى تلاقيه «متشرد» نايم تحت كوبرى أو على ناصية شارع أو أمام باب جامع رابط دماغه وواقف «بيشحت»! هذا حال الجنيه حالياً وقيمته أيضاَ ما جعلني- من باب الشفقة والعطف- أذهب لمقابلته وإجراء هذا الحوار..

اللقاء كان فى «بدروم» أرضى بوزارة المالية.. مايصحش أروح له وإيدى فاضية.. خدت له معايا سبت مليان فطير وبلح و«فقى» من بتوع حزب النور بدقن وجلابية علشان يقرا «الفاتحة» على روحه.. وبالمرة نوزع الفطير والبلح على موظفى الوزارة «رحمة ونور»!.. البدروم بداخل الوزارة بارد جداً مع إن الأسعار فى سوق باب اللوق المجاور «والعة» نار البيضة هناك بتتباع بجنيه ونصف.. زمان «أيام الطرابيش» كانت العشر بيضات بـ«اثنين مليم» وفوق منهم فرخة مجاناً ماشية على رجليها أو مشوية على الفحم حسب الطلب!

قلت له بمجرد رؤيته مش حضرتك عم الحاج «جنيه»؟!

- كنت زمان أيام ما كانت قيمتى 100 قرش دلوقتى 100 خيبة بعيد عنك ولا أنفع.. فى الأيام دى.. على رأى النكتة اللى بتقول اثنين مساطيل بيجروا وراء واحد أقرع عاوزين يطبلوا على دماغه الأقرع عور راسه بسكينة وقال لهم: أهه علشان لا تنفع طبلة ولا طار عاوز منى حاجة ثانية ياابنى؟!

■ أيوة عاوز من حضرتك حديث صحفى.

- معاك حاجة تاخد فيها؟!

■ أيوة.. معايا أوراق..

- أوراق مالية؟

■ لأ.. أوراق «كلينكس» ومعطرة كمان.

- طيب مش تشرب حاجة الأول.

■ أشرب إيه؟!

- شاى.. ليمون.. قهوة.. حجر معسل.. بس من غير «مدفع»!

■ «مدفع» رمضان تقصد؟!

- «مدفع» الحساب يعني!.. هئ.. هئ.. هئ.

■ بتعيط يا «جنيه»؟!

- أعيط؟!. عيب.. أنا مايهمنيش اللى حصل لي!

■ أمال الدموع دى إيه؟!

- دى مش دموع عياط.. ده علشان لسه فاطر فول وواكل معاه «بصل» حامى.. هاها.. هاتس.. س..س.

■ وكمان بتضحك؟!

- لأ.. باعطس!

■ يعنى واخد برد؟!

- وعلى «قفايا» كمان، يا ابنى ادخل فى الجد وبلاش هزار!

■ إذن ما هو اسمك الحقيقي؟!

- بعيد عن محفظتك اسمى «جنيه»!

■ ماتت الأسامى.. واسم الوالد؟!

- اسمه «بابا»!

■ بيشتغل إيه؟!

- بيشتغل «صاغ»!

■ «صاغ» فى البوليس؟!

- لأ.. «صاغ» فى البنك الأهلى.

■ تشرب سيجارة؟!

- بطلتها من زمان الصحة بسببها أصبحت «خردة» وصدرى لما أكح بتطلع منه «خشخشة» زى الـ«خشخشة» الموسيقية اللى فى ألحان عمرو مصطفى.. باأفكر أسجلها على شرايط وأطرحها فى الأسواق للبيع!

■ على كده عمرك كان سنة؟!

- حوالى 98 سنة فى المالية وماشى فى طريقى لـ«القرافة»!

■ ما رأيك فيما حدث بخصوص تخفيض قيمتك للمرة الثالثة بعد كل عشرة العمر هذه؟!

- دى عشرة مهببة.. بصراحة أنا رايح القسم أعمل محضر «تعدي» ولو ماجبتش حقى من أشرف سالمان حارفع عليه قضية فى محكمة «النقد» الدولي!

■ لقد عشت يا حاج «جنيه» بما فيه الكفاية.. عاوز من أشرف سالمان إيه تاني؟!

- عاوزه يعاملنى أحسن معاملة ومايفرقش بينى وبين «زيد» اللى هو الدولار و«عبيد» اللى هو أنا!

■ الزمن اتغير يا عم الحاج و«الدولار» لازم ياخد مكانته!

- مكانة مين يا أهبل الدولار زمان كان جنب منى بـ40 قرشاً والإسترلينى بـ45.. ماتفكرنيش عشان عندى الضغط عالى وخايف يجينى سكر وشاى ليبتون بـ«فتلة».

■ كتر خيرها وزارة الاستثمار عملت فيك جميل عاوزاك تستريح!

- جميل إيه اللى بتقول عليه؟! الوزارة بالشكل ده «تفت» على اللى خلفوني!.. أنا لو عارف إن دى خاتمتى ما كنت بدأت!

■ ده انت شاعر ودارس كمان.. حضرتك فى أى مدرسة وفى أى سنة حالياً؟!

- فى سنة 2015 والسنة الجاية 2016 طالع سنة «مالية» سودة!

■ فال الله ولا فالك.. يعنى حضرتك حاصل على إيه؟!

- حاصل على «تأشيرة» سفر!

■ ناوى تهاجر!

- أيوة.. رايح «ميت» غمر وبعد منها «زفتي»!

■ حضرتك متجوز؟!

- لأ.. علشان لسة صغير.. حاتجوز لما أبقى «ريال» سعودى أو «درهم» إماراتي!

■ هل أنت فى حالة حب حاليا؟!

- زمان كان فيه قصة حب بينى وبين «بريزة» افترقنا لما اكتشفت إنها للأسف «فالصو»!

■ فالصو!.. فالصو إزاي؟!

- كانت بتعرف من ورايا «أرنب»!

■ يعنى ضبطتهم مع بعض فى «عشة» على السطوح؟!

- سطوح إيه و«عشش» إيه.. «أرنب» يعنى مليون!

■ أرنب يعنى مليون؟! أما أنا طلعت حمار بشكل!

- باقول كده من ساعة ماشفتك مش عاوز تصدقنى.. عموماً نشوف وشك بخير..

■ خير إيه ده الحوار كده يبقى ناقص!

- ناقص إيه؟!

■ ناقص «الفوائد»!

- طيب نكمله بعدين!

■ مع مين؟!

- مع بقية أفراد العائلة أخويا «شلن» وخالتى «نكلة» وجدى الشيخ «مليم» بقالى كثير ماشفتهمش وكمان عاملين لى عزومة!

■ عازمينك على الأكل؟!

- للأسف حالتهم حالياً ماتسمحش بعزومة ع الأكل.. إنما تسمح بعزومة ع «الجوع».. بعيد عن بطنك..

■ ده انت فيلسوف كمان.. إذن ما هى الحكمة التى تؤمن بها؟!

- أنا أضحك إذن أنا موجود.. أنا «مكبوس» إذن أنا «لحلوح»!

■ والأغنية المفضلة التى تحب سماعها؟!

- أخى جاوز الظالمون المدى للموسيقار محمد عبدالوهاب.. وإنى أغرق أغرق.. أغرق لعبدالحليم حافظ.

■ وبيت الشعر الذى تردده؟!

- بتاع فيفى عبده اللى بتقول فيه حزمنى وهات لى تخت.. على خيبة القرارات اللى جبتنى تحت.

■ ومن هى مطربتك المفضلة؟!

- سميرة سعيد علشان دايماً أغانيها خفيفة!

■ يعنى إيه أغانيها خفيفة!

- يعنى الواحد يقدر يسمعها بـ «ودن» واحدة!

■ هل لديك أقوال أخري!

- أيوة.. الله يخليك خد بإيدى و«اصرفني» من هنا!

■ اتفضل معايا أوصلك لغاية البيت فى «شنطة»!

- «شنطة» فلوس؟!

- أمال فى «شنطة» سفر؟!

■ سفر إيه؟! أنا حاتمشى معاك ع النيل.. القمر الليلة دى مدهش وعندى مزاج «أعد» النجوم!.

■ يعنى رايح تسهر!

- عند واحد صاحبى اسمه عبد «الغني»!

■ عبد«الغني» قمر عم شاعرنا الجميل أيمن بهجت قمر؟!

- الله يرحمه عند عبد «الغني» ثانى شاعر ومؤلف أغان برضه أشهرها، مين عذبك بتخلص منى.. وذنبى إيه بتعذب فى؟!.. عاوز أعرف رأيك بقى..

■ رأيى إن أنت بتعذب روحك.. وأنا مالى ماانت اللى هفية!.. هاها.. ها..