بالفيديو.. «سيدة الجراج».. «وجه صارم وملامح حادة ورحمة أنثوية»
فى منطقة الحسين التابعة لحي القاهرة، تأتي باكرًا مرتدية العباءة السوداء لتبدأ عملها التى تولته منذ 12 عامًا، منذ أن اطفأ المرض بصيرة زوجها إثر انفصال الشبكية قبل 12 عامًا.
إنها السيدة الشهيرة بـ«أم رحمة»، التي تعد من السيدات القليلات اللاتي عملن بمهن الرجال، تبلغ من العمر خمسة وثلاثون عاماً، ولديها من الأبناء ثلاثة فتيات أكبرهم رحمة وتبلغ من العمر عشرون عاماً، وثانيهما نورهان ثمانية عشر عاماً، وأصغرهم حبيبة تدرس بالصف السادس الابتدائى.
لم تخشى نظرة المجتمع لها، فقط كل ما يشغل تفكيرها إيجاد باب للرزق تنفق منه على بناتها وزوجها المريض.
واجهت فى بادىء الأمر صعاباً كثيرة من الأهل وسكان المنطقة الذين لم يتقبلوا عملها بـ«جراج سيارات»، ولكن بوجهها الصارم وملامحها الجادة حاولت مجتهدة تحويل نظرات الناس لها من سيدة خارجة عن عادات وتقاليد المجتمع الشرقى الذكورى لنظرات احترام.
وتروى «أم رحمة» تفاصيل مهنتها الشاقة قائلة: «لم يكن أمامي سوى خيارين، إما أن اندب الحظ، أو أن اخوض معركة الحياة، حتى أوفر لأسرتى لقمة العيش، فاختارت الخيار الثانى كأي إمرأة مصرية «جدعة»، تقف بجوار زوجها فى السراء والضراء».
وتضيف «أم رحمة»: «طبعا مكنتش بسلم من المضايقات فى الشارع خصوصاً إني ست وبشتغل الشغلانة دي، ومع الأيام بدأت اتعامل برجولة وجدعنة ومحدش بقى بيضايقنى».
وعلى الرغم من كونها أم لثلاثة أبناء تقع مسؤوليتهم على عاتقها، إلا إنها بتنظيم الوقت استطاعت أن توفق بين العمل والمنزل، وهذا هو سر النجاح وفقاً لتعبيرها، وتختتم حديثها: «الست لما تتحط فى ظروف صعبة تبقى أشد وأقوى من 100 راجل».