"بوابة الـفـجـر" تسأل: هل ينجح اليسار بعـــد ثورة 25 يناير؟


عماد عطية : لدينا مشروع سياسى تحررى

عاصم الدسوقى : هو الاتجاه الوحيد الذى ينادى بتكافـؤ الفـرص

عبد الله الإسناوى: هناك اتجاه للتوحد فى القائمة الانتخابية ومن مصلحة اليسار التوحد تحت مظلة واحدة



يردد البعض كلمة يسار دون أن يعلم معناها ، و أرادت الفجر أن تسلط الضوء على هذه الكلمة الذى يعتقد البعض أنها خطر يهدد المجتمع ، و اليسار هو عبارة عن اتجاه سياسى عرفه العالم كله منذ الثورة الفرنسية عندما آيّـد كل النواب الجالسين فى اليسار الأهداف التى طالبت بها الثورة الفرنسية وأصبح من يومها على هذا الإسم .

ويعتبر اليسار هو رافع شعار العدالة الإجتماعية واندرجت تحته نظريات كثيرة من لينين وماركس ، ومال إلى ذلك .

حيث شهدت مصر وجود التيار اليسارى فى الأربعينات من القرن الماضى ولكنه بدأ يطفو على السطح بقيام ثورة يوليو التى تضمنت عناصر يسارية فى الضباط الأحرار وزاد الأمر عندما اتجه عبد الناصر بمصر ، نحو الإتحاد السوفيتى ، وهو ما شهد ازدهار حقيقى للإتجاه اليسارى خاصة بعد رفع عبد الناصر لواء العدالة الإجتماعية شعاراً له وهو المطلب الأساسى للفكر اليسارى .

وفى عصر السادات لم يلقى اليسار هذا الإهتمام ، خاصة بعد اعتقاد السادات أن اليسار هم أبناء عبد الناصر وهو ما كان يخشاه .

أما فى العصر الأخير فلم نسمع عن اليسار المتمثل فى حزب التجمع أى نشاط ظاهرى يُذكر ، غير المشاركة المعهودة من الأحزاب السياسية .

و ارتبط إسم اليسار بالإخوان المسلمين كثيراً ليس فقط بسبب ما مروا به فى فترة الستينات ، ولكن أيضا بسبب اتهام التيار الإسلامى عبد الناصر بالكُـفر حينما توجه إلى الإتحاد السوفيتى واستمر هذا التناحر بينهم على مر العقود .

ومع قيام ثورة يناير وظهور التيار الإسلامى بأحزابه وفروع شهد فى نفس الوقت حضور قوى للتيار اليسارى وكأنهم الإثنان مرتبطان ببعضهما وكانه لا يخرج أحد إلا فى مقابل الأخر بل أن اليسار الذى تمثل فى حزب التجمع ، أصبح هناك دماء يسارية جديدة ، كالاشتراكيون الثوريون وحزب التحالف الاشتراكى ، بل ووصل الأمر إلى ترشيح مرشح للرئاسة فى حركة جريئة لم يفعلها قوى سياسية كثيرة واصبحنا نسمع ونرى اليسار فى كل شئ .

والسؤال الأن هل مازال لليسار مشروع يقدمه للمجتمع حقيقى ؟ ، وهل هناك من المصريون مازال يعتقد أن اليسار كفر وهل من الممكن أن يتوحد اليسار فى قائمة حزبية كالأحزاب المدنية وهل سيشهد الصراع القادم بين اليسار والإخوان نوعاً جديداً خصوصاً بعد تبادل الإتهامات بالتمويل من الطرفين ، وماهو مستقبل اليسار ؟ .

و قال المهندس عماد عطية عضو الهيئة العليا لحزب التحالف الاشتراكى إن اليسار لديه مشروع سياسى وهو تيار راجع نفسه كثيراً لسنوات طويلة وبلوّر مشروعه التحررى الذى يهدف إلى تحرر الإنسان من القهر وترجمته بالفعل من خلال أحزاب تنزل الشارع .

وعن اتهام اليسار بالشيوعية والكُـفر يرى المهندس عماد أنه على مر التاريخ لم يضبط يساريا واحدا مزدرياً للأديان ، ولكنه نوع من الافتراء بالكامل والدليل تجاوب الناس فى المظاهرات التى يقوم بها اليسارين فى مصر وأن تلك الإتهامات تخرج عادة من التيار الإسلامى وفى أوقات معينة كقضايا مثارة أو انتخابات تشريعة .

وحول العداء بين الإخوان المسلمين واليسار يرى المهندس عماد أن هذا العداء يرجع أصله أن اليسار لايرى أن الصراع القائم هو صراع مدنية أو إسلامية وإنما صراع طبقى من الدرجة الأولى ولذلك كان هذا العداء منذ الأربعينات فى القرن الماضى .

وأضاف عطية أن اليسار فعلاً يتجه ويسعى إلى أن يكون هناك تحالف فى الإنتخابات القادمة ولكن تحالف أوسع من القاعدة اليسارية فيشمل الأحزاب ذات الأفكار المدنية والتى تتبنى العدالة الإجتماعية .

عاصم الدسوقى أستاذ السياسة فى جامعة حلوان يرى أن مستقبل اليسار موجود ويؤمن به الشعب المصرى بإعتباره التيار الوحيد الذى يدعوا إلى تكافؤ الفرص والعدالة الإجتماعية وهو ما يحتاجه الناس .

وعن تهمة الكُـفر والشيوعية يقول الدسوقى إن هذا الأمر كان مرتبط بمصالح معينة فعندما قامت حركة اليسار كانت الطبقات المصرية قد تبلورت من خلال مُـلاك الأرض الزراعية وكانت دعوة العدالة وتكافؤ الفرض هى ضد مصالحهم ، مما جعلهم يبحثون عن أى شئ حتى وصلوا إلى كلمة كارل ماركس الدين افيون الشعب وهو ما استخدموه لإتهامهم بالكفر .

ويرى الدسوقى أن الصراع القادم لن يكون إلا من خلال الكلمات وتبادل الإتهامات بين الطرفين ويرى أنه من مصلحة اليسار أن يتجمع تحت مظلة واحدة لأن هذا افضل له .

أما الكاتب عبد الله الإسناوى ، يرى أن التحديات التى تقابل اليسار هى تنوع الفكر مع افتقاده للتماسك التنظيمى وانحسار فكره إلى العدالة الإجتماعية كما أن يحتاج إلى التقرب من الطبقات الأكثر فقراً .

وعن الحركات الجديدة فى اليسار يرى الإسناوى أنها ذات طابع شبابى واقرب إلى الأفكار الإحتجاجية أكثر من تقربها إلى الحزب الذى يعمل بشكل مؤسسى وله قاعدة جماهيرية ومؤسسات واضحة ولكنها الحماسة أكثر وعن حزب التحالف الشعبى يرى أنه لم يكتمل بعد ارتباطه بالقوى الإجتماعية وأنهم مجرد مشروع من الصعب الحكم عليه .

وأكد الإسناوى أن الفرصة سانحة الأن حيث أن الإخوان والحزب الوطنى فى اتجاههم الإقتصادى يتبعون الرأسمالية المتوحشة ، وهو مايعد فرصة جيدة لليسار أن يأخذ فرصته مشيراً إلى أن اليسار فى هذا الوقت يدافع عن مدنية الدولة وفى نفس الوقت العدالة الإجتماعية .

ويرى الإسناوى أن سبب الخلاف بين الإخوان واليسار أن الخلاف بينهم جذرى ليس له أى مساحات توفق ولذلك يطلب أولاً ان يتوحد اليسار تحت مظلة واحدة وفى الإنتخابات القادمة هناك اتجاه إلى ضم الأحزاب الناصرية والقومية من أجل أن يعطى التوصيف الإجتماعى الحقيقى لهم فمصر تحتاجهم .