بالصور..بعد إهمال المسئولين عمال الصرف يبحثون عن الرزق فى باطن الأرض



حفر أبيار الصرف مهنة أطلق عليها مهنة البحث عن الموت بعد ان قام الكثير من أهالى قرى مصر بإتخاذ هذه المهنة مصدرا أساسيا لدخلهم فى ظل المعيشة المئسوية التى يمرون بها ، حيث قاموا بحفر أبيار للصرف فى المناطق التى لم يصل إليها الصرف الصحى تحت مخاطر قد تؤدى إلى الموت سعيا ورراء لقمة العيش.

بوابة الفجر عاشت حياة هؤلاء الأشخاص لكى تصل إلى الأسباب التى دفعتهم إلى ممارسة هذه المهنة التى تؤدى إلى الموت وقال راشد محمود يرأس مجموعة من العمال فى هذة المهنة ، الذى دفعنا إلى المخاطرة فى إختيار هذة المهنة ما نمر بة من أزمات مادية صعبة ومستلزمات أسرية عجز المسئوليين عن توفيرها لنا ،حيث بلغت سن الـ 40 عاما ولا اعمل حتى الأن.

ومن باطن الأرض يتحدث أحمد عبد العال قائلا: أنا حصلت على ليسانس الأداب قسم اللغة العربية فى عام 2002 على أمل أن أعمل بهذا المؤهل فى أى مؤسسة حكومية ولكن كان مصيرى هنا فى باطن الارض أحفر أبيار للصرف وأنا أنتظر الموت فى كل لحظة بعد أن إنهال علينا البئر مرات عديدة قبل ذلك.

وإستكمل عبد العال أين المسئولين الذين ينادون بالعدالة الإجتماعية وأى عدالة إجتماعية تسمح لخريج أداب أن يعمل فى هذة المهنة التى لا تليق بأحد ، ولكن الذى دفعنى إلى العمل هنا السعى وراء دخل يعولونى أنا وأسرتى التى تتكون من 7 أفراد بعد عجز المسئولين عن توفير دخل ثابت لنا.

وسرد مراون جابر عامل حفر ، أنا أعيش مع أسرة مكونة من 9 أفراد دخلنا الوحيد هو هذه المهنة ومعى 4 أولاد منهم من يعمل معى ومنهم من يعمل فى مهنة أخرى ولا أستطيع أن أوفر لهم مستلزمات الدراسة فلم يستكملوا دراستهم .

وعن مخاطر هذه المهنة يقول سامح سليم مقاول أنفار ، إن مخاطر مهنة حفر أبيار الصرف تتمثل فى أنه فى أى وقت أثناء العمل ينهار البئر على من بداخلة ولذلك فإن الشخص الذى يقوم بعملية الحفر داخل البئر يكون ذات خبرة عالية ويكون حذر أثناء الحفر .

وأضاف سامح أن أجر هذا العامل الذى يقوم بعملية الحفر يكون أعلى الأجور لما يتعرض له من مخاطر ولكن أى أموال تعوض حيأة إنسان.

ومن باطن الأرض يتحدث جابر فتحى قائلا : نحن لجئنا إلى هذه المهنة بعد المعناة التى شهدناها على يد المسئولين الذين تلقينا منهم وعود كثيرة بتحسين المعيشة ولكن كان شو إعلامى فقط كلأم دون فعل .

وأستكمل جابر حديثة : ما نواجة من خطر لهذه المهنة يجعلنا نشكو المسئولين إلى ربهم لانهم فشلو فى إدارة البلاد وتحقيق العدالة الاجتماعية التى وعدونا بها بعد الثورة مضيفا لدى 6 أولاد جميعهم فى مراحل دراسية مختلفة ولادخل لى غير هذه المهنة .

و قال خميس السيد وهو معلق فى الهواء : إن عدم إهتمام المسئولين بمشكلاتنا هو السبب الرئيسى الذى جعلنا نبحث عن دخل يسعدنا على معيشتنا فلجئنا إلى هذه المهنة نبحث عن الرزق وننتظر الموت فى أى لحظة.

وأكد ميلاد جرجس من عمال حفر أبيار الصرف أن مشكلة الصرف الصحي التى عجز المسئوليين عن حلها هى التى دفعت الكثير من الموطنين فى القرى الفقيرة إلى حفر أبيار للصرف وجعل الكثير يتخذدونها مهنة لهم تدير لهم دخلا أساسيا .

وأضاف ميلاد أن مشكلة الصرف الصحى لائؤدي الي خسائر بيئية أو صحية فقط إنما ايضاً الي خسائر إقتصادية ذلك أن مرض الأطفال يجعل الأمهات يجلسن معهن في البيوت من أجل الرعاية والتمريض وهذا يعني عدم ذهابهن الي العمل مما يتسبب في خسائر إقتصادية في البلاد علي المدي البعيد.

وقال السيد رجب موظف أن عدم إهتمام المسئوليين بمشلكة الصرف الصحي دفع الأف الاسر الفقيرة إلى حفر أبيار للصرف مما يهدد العاملين بها بالخطر وكذلك أصحابه فكم من أشخاص إنهالت عليهم أبيار أثناء حفره فكل هذا يرجع الي الحساسية المفرطة من قبل الوزراء في الخوض في مشاريع من هذا الشكل في نفس الوقت الذي يرحبون فيه بمشاريع من نوعيات أخري مثل افتتاح المستشفيات والمدارس وغيرها من تلك المشاريع.

وسرد مراد محمود مهندس ، إن الحمام الجيد في اي بيت هو ببساطة عنوان لمستوي اهل البيت الجيد ففي الدول الآوروبية والدول المتقدمة هناك أهتمام كبير بمستوي نظافة الحمام غير المستوي الذي يظهر به في الدول الفقيرة علي أنه مجرد ركن مظلم وكريه في البيت.

قررت بوابة الفجر أن تتحدث مع الاهالى الدين لم يصل إليهم الصرف الصحى مما جعلهم يقمون بحفر تلك الابار لتنقل الصورة حية للمسئولين وفى البداية أبدى عدد من السكان إستياءهم من عدم وصول الصرف الصحى إلى منازلهم مما أضرهم إلى اللجوء لحفر أبيار داخل منازلهم للصرف مما يهدد حياتهم وحيات العاملين فى هده المهنة بالخطر.

وذكر سامح خلاف عامل ، نحن نعاني من كثرة حفر الابار التى نستخدمها للصرف بعد أن كثرت بشكل ملحوظ داخل المنزال التى نقطنها مما يهدد حياتنا بالخطر ودلك بعد أن عجز المسئوليين فى توصيل الصرف الصحى إلى منازلنا .

وفجر مروان ناصر موظف ، قنبلة موقوتة عندما قال أن الصرف الصحي يرتد مياهه الى المجاري ضمن القرية وتخرج عبر النقاط والمنافذ الضعيفة لتلوث ما حولها من آبار سطحية ضمن المنازل ما زال أغلبها يستخدم مصدراً رئيساً لمياه الشرب إضافة لتلويث المزروعات والمحاصيل ووصل ارتفاع المياه المالحة في المجاري وفوق مسارات الأنابيب إلى أكثر من ثلاثة أمتار بسبب امتلاء الحفرة الفنية التي تم حفرها بعمق ستة أمتار مما جعلنا أن نلجأ إلى حفر الابار .

و كان للدين يصل إليهم الصرف الصحى شكوى أيضا أوضحها المهندس رفعت تمام قائلا : إن الواقع السيئ في تنفيذ شبكة الصرف الصحي ترك منافذ ونقاط ضعف تهدد بكوارث حقيقية حيث إن الرواسب الصلبة تتراكم في الأنابيب وتمنع جريان المياه المالحة التي تتسرب عبر النقاط الضعيفة ومن فوهات الريكارات وتسيل في الشوارع وتشكل مرتعاً خصباً لتكاثر البعوض والحشرات الضارة والقوارض والتي بدورها تنتشر إلى منازل القرية وتهدد سلامة القاطنين وخاصة الأطفال.

وأكد مسئول فى شركة مياة الشرب والصرف الصحى رفض دكر أسمة فى إتصال هاتفى أن مشكلة الصرف الصحى من المشاكل التى تسعى الدولة لحلها واحكومة تبدل جهد كبير فى توصيل الصرف إلى جميع المناطق وخاصة القرى الفقيرة التى تلجأ إلى استخدام الابار .

وأضاف المسئول أن الدين يلجئون إلى حفر الابار من المناطق التى يصعب وصول الصرف الصحى إليها ولكن هناك جهود مكثفة لحل مشكلة الصرف الصحى حتى تصل إلى جميع المناطق بجميع المحافظات.

وقبل أن نختم هدا الملف قرر الدكتور عبد المنعم أبو سارى مدرس بكلية الزراعة ، أن يضع حلا لعلاج هده المشكلة التى انتشرت بشكل مكثف فى قرى مصر موضحا أن الحل يكمن في حل جماعي يتمثل في تنفيذ محطة معالجة مشتركة للقرى الواقعة جغرافياً على مسار سيل واحد وربما يمكن ضم قرى أخرى لتصب منصرفاتها في مجرى مشترك يصل إلى محطة المعالجة التي يكون تنفيذها في نهاية مسار المسيل المائي الطبيعي وبذلك يتم توفير حل شبه دائم لمعاناة المواطنين في القرى التى تعانى من الصرف الصحى يكون بديلاً عن الحلول الفردية المتمثلة بتنفيذ حفر أبيار تهدد بحياة المواطنين إسعافيه لا تلبث أن تمتلئ بفترة وجيزة أو بتنفيذ محطات معالجة صغيرة ضمن القرية الواحدة .

فليس من العجيب أن تجد الألاف من أهالى القرى الفقيرة مهددون بالموت دائما نتيجة الإهمال الشديد و الكامل من المسؤلين و الذين دائما ما يجعلون أذانهم أذن من طين و أذن من عجين لا يتحركون إلا بعد أن تحدث الكارثة و تحصد ما تريد من أرواح البشر و تجعل الندم و الحزن و الخسارة بداية الإصلاح و التقدم فهدا هو الحال فى محافظات مصر .